كيف تنظر مسقط إلى لندن؟ وما أهمية اتفاقية الشراكة بينهما؟

سلطنة عُمان

كيف تنظر مسقط إلى لندن؟ وما أهمية اتفاقية الشراكة بينهما؟


26/05/2019

ترى مصادر إعلامية أنّ أهمية اتفاقية الشراكة الأخيرة التي وقّعتها سلطنة عُمان مع بريطانيا تكمن في أنّها تأتي، أولاً، على "إيقاع التصعيد الأمريكي-الإيراني في الخليج"، وفي أنّ الاتفاقية، ثانياً، "تتضمن في بنودها بعداً أمنياً سيكون بمثابة عبء جديد على إيران الواقعة تحت ضغوط أمريكية كبيرة"، وبأنّها، ثالثاً، تأتي تأكيداً وإضافة إلى اتفاقية الدفاع المشترك التي وقّعها الجانبان في 21 شباط (فبراير) 2019، وأعقبها التوقيع في آذار (مارس) 2019 على الإعلان المشترك للصداقة الشاملة بين عُمان وبريطانيا. ومع الانتباه إلى هذه الأبعاد والدلالات، فإنّ السلطنة تصرّ على أنّ شراكة بريطانيا مع سلطنة عُمان، لا تتضمن أيّ إشارات عدائية ضد أيّ أحد، وإنما تأتي في سياق مساعدة "الطرفين على حل النزاعات والخلافات في الشرق الأوسط والخليج".

تتضمن بنود الاتفاقية بين عُمان وبريطانيا بعداً أمنياً سيكون بمثابة عبء جديد على إيران الواقعة تحت ضغوط أمريكية كبيرة

ولدى توقيعه على اتفاقية الشراكة في الثاني والعشرين من أيار (مايو) الجاري، قال الوزير العُماني المكلّف بالشؤون الخارجية، يوسف بن علوي، الذي يشغل المنصب منذ عام 1997، إنّ اتفاقية الشراكة الأخيرة "هي مؤشر قوي على التزامنا بالارتقاء بعلاقاتنا الممتدة منذ قرون إلى حقبة جديدة من التعاون، وإنّ الصداقة بين المملكة المتحدة وسلطنة عمان عميقة وتاريخية وراسخة، ولهذا أهمية خاصة في ظل التوترات الحالية في المنطقة، ونحن نتحاور مع كل من إيران والولايات المتحدة لتفادي التصعيد، حيث إنّه ليس في مصلحة أحد".
وكانت بريطانيا وسلطنة عمان، أعلنتا الأربعاء الماضي، عن توقيع اتفاقية تعاون وشراكة لتطوير الروابط الثنائية المتعددة في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتنموية والتكنولوجية.
شراكة بريطانيا مع سلطنة عُمان، لا تتضمن أيّ إشارات عدائية ضد أيّ أحد

بن علوي: بريطانيا ما تزال دولة عظمى
وقال الوزير العُماني، يوسف بن علوي، في حوار مع مجلة "المجلة": نحن نعتقد أنّ بريطانيا دولة عظمى؛ برغم أنّ واقع الحال لا ينظر إليها هكذا الآن... ولكنها ستظل دولة كبرى؛ ليس فقط لأنها عضو في مجلس الأمن الدولي، ولكنها دولة عظمى في تسوية الخلافات، وإيجاد الحلول لقضايا العالم والمنطقة. وبريطانيا شريكة في كل ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. إذن شراكة بريطانيا مع سلطنة عُمان تساعد الطرفين على حل النزاعات والخلافات في الشرق الأوسط والخليج".

اقرأ أيضاً: صحيفة أمريكية: دلالات جديدة على التعاون بين الولايات المتحدة وعُمان
وإلى جانب بن علوي، وقّع الاتفاقية في مقر الخارجية البريطانية بالعاصمة البريطانية لندن، وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت. وتعد الاتفاقية بمنزلة تطوير وتعزيز للروابط التاريخية التي تجمع البلدين منذ القرن السادس عشر الميلادي.
وقال هانت في بيان رسمي عقب التوقيع: "كانت أول اتفاقية بيننا عام 1646، وهذا يجعل من اتفاقنا اليوم لحظة تاريخية مهمة، وإنّ الاتفاقية تأتي في إطار تعزيز التعاون والشراكة التاريخية بين البلدين"، مبينًا أن "السلطنة تعد شريكاً أساسياً في قضايا المنطقة؛ وفي مقدمتها تحقيق السلام في اليمن، ومنع إيران من الحصول على السلاح النووي".
وفي أوائل أيار (مايو) الجاري، وقع السلطان قابوس بن سعيد، على مرسوم بالتصديق على اتفاقية الدفاع المشترك بين السلطنة وبريطانيا، التي وُقِعتْ في 21 شباط (فبراير) الماضي.

اقرأ أيضاً: اتفاقية إستراتيجية أمريكية للموانئ مع عُمان .. ما أهم معالمها وأبعادها؟
واعتبرت بريطانيا في بيان لها آنذاك أنّ الاتفاقية "دلالة على التزامها بأمن منطقة الخليج لسنوات عديدة مقبلة".
وتقوم هذه الاتفاقية، وفق البيان، على استخدام مرافق في مسقط، لسنوات طويلة، مقابل التزام بريطاني بأمن الخليج، وإنفاق 3 مليارات جنيه إسترليني، في أنحاء المنطقة لمدة 10 سنوات.
وفي 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2018، انطلق تدريب "السيف السريع 3"، بسلطنة عمان بمشاركة بريطانية تصل إلى 5500 جندي بريطاني، بعد توقف دام 17 عاماً.
 الوزير العُماني، يوسف بن علوي

صحيفة: الاتفاقية عبء إضافي على طهران
من جانبها، قالت صحيفة "العرب" اللندنية إنّ الاتفاقية الأخيرة "ستكون موضع قلق بالنسبة لإيران خاصة ما تعلق بالمجال الأمني، حيث تلتزم بريطانيا من خلالها بحماية أمن منطقة الخليج، وهو ما يسبب عبئاً إضافياً على طهران في ظل الضغوط الأمريكية الحالية".
وكانت بريطانيا أعلنت في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 أنّها ستفتح قاعدة تدريب عسكري مشتركة في سلطنة عمان في آذار (مارس) 2019 مع تطلع المملكة المتحدة لتعزيز علاقاتها مع حلفائها في المنطقة.

بن علوي: الحوثيون، للأسف الشديد، لبسوا ثوب الشيعة الثوريين من دون وعي منهم وهم ليسوا كذلك

وأعلن وزير الدفاع البريطاني آنذاك، جافين وليامسون، (أقيل في الأول من أيار/ مايو الجاري) عن افتتاح قاعدة التدريب البريطانية العمانية أثناء زيارة إلى السلطنة لمتابعة ختام تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق، شارك فيها حينها آلاف الأفراد الذين تدربوا على القتال في الصحراء. وقال وليامسون في بيان أصدرته وزارته "علاقاتنا مع عمان مبنية على قرون من التعاون، ونحن نعمل على تعزيزها لتستمر في المستقبل بافتتاح قاعدتنا المشتركة الجديدة"، كما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء. وأضاف "هذا أكثر أهمية الآن منه في أي وقت مضى، حيث تسعى الأنشطة الخبيثة لدول معادية ومنظمات متطرفة عنيفة لتقويض الاستقرار وتخريب النظام القائم على المبادئ الذي نعتمد عليه جميعاً".
وافتتحت بريطانيا أيضاً، وفق "رويترز"، في وقت سابق هذا العام قاعدة عسكرية دائمة في البحرين.
"الحوثيون لبسوا ثوب الشيعة الثوريين"
ولدى سؤاله من جانب مجلة "المجلة" عن الأوضاع في اليمن ودور السلطنة حيال ذلك، قال الوزير العماني يوسف بن علوي "بدايةً أطالب بتوفير أجواء مشجعة للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، ومزيد من الثقة المتبادلة للوصول إلى حلول سريعة. أما الحوثيون، فإنهم- للأسف الشديد- لبسوا ثوب الشيعة الثوريين من دون وعي منهم وهم ليسوا كذلك... ولكنهم بعد أن لبسوا هذا الثوب استمروا فيه، وتبنوا أفكاره، وهذا هو الإشكال الذي يمكن حله".  وأضاف بن علوي "الأزمة طالت ولا بد من حل، وهو يكمن في وجود ثقة وأرضية صالحة للتفاوض".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية