كيف ساهمت شركة طيران "ماهان" الإيرانية بانتشار كورونا في الشرق الأوسط؟

كيف ساهمت شركة طيران "ماهان" الإيرانية بانتشار كورونا في الشرق الأوسط؟


05/05/2020

أجرت شبكة "بي بي سي" تحقيقاً تحليلياً حول انتهاك شركة طيران "ماهان" الإيرانية لقرارات الحظر التي اتخذتها العديد من الدول، ما ساهم في انتشار "كوفيد - 19" في أنحاء الشرق الأوسط.
وتعقّبت "بي بي سي" في تحقيقها بيانات الرحلات، وتحدثت إلى مصادر داخل طيران "ماهان" لإيضاح كيفية خرق هذه الشركة لقرارات الحظر الحكومية مئات المرات، بين أواخر كانون الثاني (يناير)، ونهاية آذار (مارس)، من خلال تسيير رحلات من وإلى إيران.

واصلت شركة ماهان رحلاتها إلى الصين رغم قرار إيران بإيقاف كافة الرحلات الجوية من الصين وإليها في 31 كانون الثاني (يناير)

وقامت إيران بإيقاف كافة رحلاتها من الصين وإليها في 31 كانون الثاني (يناير)، ثم منعت العديد من الدول الرحلات القادمة من إيران بعدما أصبحت بؤرة وباء فيروس كورونا في الشرق الأوسط، إلا أن شركة الطيران واصلت رحلاتها رغم ذلك، ما أدى لانتقادات لها بالمخاطرة بصحة المسافرين والطواقم الجوية.
وأشارت "بي بي سي" إلى أنّها حاولت التواصل مع شركة الطيران للحصول على تعليق، لكنّها رفضت الإدلاء بأي تصريح.
وتملك شركة طيران ماهان الإيرانية 55 طائرة، وتنقل سنوياً قرابة 5 ملايين مسافر إلى 66 وجهة حول العالم، وترتبط الشركة بفيلق الحرس الثوري الإيراني، وتدعم عمليات إيران في سوريا ولبنان والعراق، وقد سبق أن خضعت لمراقبة أمريكية انتهت بفرض عقوبات عليها، بعد اتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لصالح الحرس الثوري.
واستطاعت "بي بي سي"، باستخدام بيانات خطوط الرحلات والتحدّث مع مصادر في لبنان والعراق، تأكيد أنّ أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في هذين البلدين كانت لمسافرين في رحلات طيران ماهان؛ ففي 19 شباط (فبراير) الماضي، سافر طالب إيراني في رحلة طيران ماهان رقم "W55062"، من العاصمة الإيرانية طهران إلى مدينة النجف في العراق، وسُجل كأول حالة رسمية للإصابة في البلاد.

عادت امرأة لبنانية من مدينة قم الإيرانية إلى بيروت على متن إحدى رحلات ماهان وفي اليوم التالي سُجلت كأول إصابة مؤكدة في لبنان

وفي 20 شباط (فبراير) الماضي، عادت امرأة لبنانية في الحادية والأربعين من عمرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد زيارة مدينة قم الإيرانية، في رحلة طيران ماهان رقم "W5112"، وفي اليوم التالي سُجلت كأول إصابة مؤكدة بالفيروس في لبنان، وواصلت الشركة رحلاتها رغم هاتين الحادثتين.
وبالرغم من تعليق الحكومة العراقية رحلات الطائرات من إيران وإليها في 20 شباط (فبراير)، إلا أنّ الشركة قامت بما لا يقل عن 15 رحلة أخرى بعد صدور قرار المنع، حيث أقلّت العديد من تلك الطائرات زواراً من إيران إلى المدن العراقية المقدسة بموافقة الحكومة العراقية.
وأفادت الحكومة العراقية، في تصريح لبي بي سي، أنّ الرحلات كانت رحلات عودة حصلت على موافقة هيئة الطيران المدني العراقي، وأنّ الرحلات الجوية من العراق إلى إيران ستستمر، لكنّ المسافرين من إيران ممنوعون من دخول العراق.
كما توصل التحقيق إلى أنّ شركة طيران ماهان واصلت رحلاتها بين إيران والمدن الصينية الكبرى الأربع، وهي؛ بيجين وشنغهاي وغوانزهو وشينزين، خلال ذروة انتشار كوفيد - 19؛ إذ تُشير بيانات تعقّب الرحلات وتصريحات مسؤولي طيران ماهان، إلى أنّ طائرات الشركة قد أقلعت 157 مرة بعد قرار الحكومة الإيرانية بحظر الطيران مع الصين بتاريخ 31 كانون الثاني (يناير)، ما يعني أنّ إيران منحت الشركة إذناً بخرق حظر السفر مع الصين، كما سيّرت 8 رحلات بين إيران وسوريا بعد قرار السلطات السورية بتعليق السفر مع إيران بتاريخ 8 آذار (مارس).



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية