كيف ستشعل أحداث سجن جلبوع المخيلة الفلسطينية؟

كيف ستشعل أحداث سجن جلبوع المخيلة الفلسطينية؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
23/09/2021

تشير تقديرات عسكرية إسرائيلية إلى أنّ فرصة توجه إسرائيل نحو تصعيد عسكري قريب على كافة المناطق الفلسطينية بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، باتت تتصاعد بشكل كبير وذلك مع تصاعد حدة المواجهات في كافة مدن الضفة الغربية، واستمرار عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة نحو مدن الغلاف، كردّ على إجراءات إسرائيل التنكيل بالأسرى، والاعتداء على الأسرى الفارين من سجن جلبوع، بعد أن تمّ القبض على أربعة منهم.

اقرأ أيضاً: بالأمعاء الخاوية يتحدى الأسرى الفلسطينيون السجّان الإسرائيلي

وتتسع رقعة الاشتباكات الشعبية والمسلحة من قبل الشبان الفلسطينيين على نقاط وحواجز تفتيش الجيش الإسرائيلي في مختلف مدن الضفة الغربية، فيما تعيش الضفة الغربية وقطاع غزة على صفيح ساخن، منذ أن أعلنت إعادة اعتقال الشرطة الإسرائيلية أربعة من الأسرى الستة المحررين من سجن جلبوع، والاعتداء الوحشي عليهم، بعد أن نجحوا في الفرار من السجن قبل أسبوعين، وذلك من خلال نفق تمّ حفره داخل الزنزانة التي يقبعون داخلها.

الأراضي الفلسطينية تشهد حالة اضطرابات متلاحقة حتى قبل هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع

وقالت صحيفة "إيديعوت أحرونوت" العبرية، إنّ الأراضي الفلسطينية تشهد حالة اضطرابات متلاحقة حتى قبل هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع، في حين تواجه قوى الأمن الإسرائيلية صعوبة في إصدار تقييم استخباراتي مع تصاعد أعمال الشغب الفلسطينية، خاصّة في قلب مدينة جنين، بعد أن ألقي القبض على الفارين، والخوف يزداد من تصعيد محتمل وبدرجة عالية في كافة مناطق الأراضي الفلسطينية.

تصعيد أمني وميداني

وأوضحت الصحيفة؛ أنّ الأسرى الذين هربوا من السجن خطيرون، والضجة التي أحدثها هروبهم للشباب في مخيمات الضفة الغربية قد تترجم بسرعة إلى عنف يهدد أمن إسرائيل، وتظهر التجربة أنّ قتل فلسطيني واحد يتحوّل بسرعة إلى شهيد وبطل في نظر الفلسطينيين، ودائماً ما يؤدي ذلك إلى قدر كبير من التصعيد الأمني والميداني، لذلك من المستحسن أن تركز قوات الأمن على إعادة اعتقال الأسرى الهاربين دون عملية عسكرية واسعة.

صحيفة "معاريف": الأيام المقبلة قد تكون متوترة للغاية من وجهة نظر أمنية، ويمكن للأحداث الأخيرة في الضفة الغربية وسجن جلبوع أن تشعل المخيلة الفلسطينية

أما صحيفة "معاريف" العبرية، فقالت إنّ الأيام القليلة المقبلة قد تكون متوترة للغاية من وجهة نظر أمنية، ويمكن للأحداث الأخيرة في الضفة الغربية وسجن جلبوع أن تعكس ما يحدث في قطاع غزة، فعملية هروب الأسرى الستة (ولو تم القبض عليهم لاحقاً) أشعلت المخيلة الفلسطينية وأعادت قضيتهم إلى طاولة النقاش، ليس فقط في إسرائيل، لكن أيضاً في الجمهور الفلسطيني، وزادت من حجم ضخّ الروح المعنوية في الروح الفلسطينية.

وبينت الصحيفة؛ أنّ الضفة الغربية، ومنذ سنوات طويلة، تعيش استقراراً أمنياً، لكن فيما يتعلق بالأوضاع داخل مخيم جنين، يتوقع أن يركز الجيش عمله خلال الأيام المقبلة داخل هذا المخيم، بما يجعل من فرص حدوث تصعيد كبير مصدر قلق إسرائيلي، فمخيم جنين باتت السيطرة عليه غير ممكنة وقد يتحول إلى بؤرة ساخنة، كما أنّه يعدّ معقل العناصر المسلحة التي تهدّد عناصر الجيش الإسرائيلي.

استعداد فصائلي للمرحلة المقبلة

وقال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، جاكي خوري، إنّ التنظيمات الفلسطينية لن تسمح لنفسها بالبقاء غير مبالية إزاء ما يحدث مع الأسرى، فالمؤكد أنّ الخطر قائم الآن عندما يدور الحديث عن سجناء، فرؤساء حماس والجهاد الإسلامي والمتحدثون بلسانهما وضعوا سقفاً مرتفعاً جداً، بأنّ أيّ مسّ بالسجناء سيؤدي إلى الرد والتصعيد، فهروب السجناء سيناريو معقد لم تكن القيادة الفلسطينية مستعدة له، وستضطر الآن إلى دراسة خطواتها طبقاً للتطورات في الأسابيع القريبة القادمة.

اقرأ أيضاً: الترويدة الفلسطينية: أغانٍ تحدّت قضبان المعتقلات

وأضاف أنّ حماس أصدرت بالفعل مواقف وتصريحات تفيد بالاستعداد لجولة أخرى من القتال ضد إسرائيل، وتحاول في الوقت نفسه استنفاد خطتها للاحتجاج الشعبي في الضفة وغزة قبل إطلاق الصواريخ على إسرائيل؛ لذلك يخشى الجيش الإسرائيلي من تصاعد المواجهات في الضفة الغربية مع تصاعد التوتر في غزة، ويقدّر أنّ ذلك سيؤثر على الوضع الأمني في الضفة الغربية بشكل أكبر.

 أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور سعيد زيداني

 في سياق ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور سعيد زيداني: "ليس مستبعداً توجه إسرائيل نحو عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية وربما تنتقل إلى قطاع غزة، لكنّ هذه الخطوة متوقفة على المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل عن مكان الأسيرين، فإذا ثبت وجودهما داخل مخيم جنين ففرصة التصعيد العسكري ستكون كبيرة".

اقرأ أيضاً: قراءة أمنية وسياسية لعملية فرار سجناء فلسطينيين من سجن إسرائيلي

وأشار زيداني، في تصريح لـ "حفريات"، إلى أنّ "الاقتحامات الليلة المستمرة ومحاولات التنكيل والاعتداء على الأسرى في السجون، يعدّ من أهم أسباب تصاعد المقاومة الشعبية بالضفة وغزة، في حين باتت إسرائيل تعلم جيداً أنّ المقاومة تتصاعد في الضفة الغربية، وتخشى من انفجار الأوضاع أكثر في حال عززت قواتها في مدن الضفة الغربية".

الأسرى حققوا إنجازات

وأوضح أنّ "الأسرى الستة، رغم تمكّن الشرطة الإسرائيلية، من إلقاء القبض عليهم، إلا أنّهم نجحوا في تحقيق إنجازات كبيرة والعودة إلى ما كان عليه الوضع داخل السجون قبل عملية نفق الحرية، وذلك بعد أن فرضت إدارة السجون الإسرائيلية إجراءات مشددة على الأسرى خاصة أسرى الجهاد الإسلامي، وذلك للتغطية على عملية الفرار وفشل المنظومة الأمنية في إسرائيل".

المحلل السياسي هاني حبيب لـ"حفريات": محاولات اجتياح مخيم جنين ستفتح جبهات مسلحة في باقي المدن الفلسطينية وأبرزها الخليل ونابلس، وهذا سينسف الحالة الأمنية الإسرائيلية في الضفة

ولفت إلى أنّ "الحكومة الإسرائيلية الجديدة الهشّة، ربما لا تتخذ خطوات تصعيدية أكثر حدة في الضفة الغربية، خاصة أنّها تحاول ترميم العلاقات مع السلطة الفلسطينية لتحقيق الهدوء والاستقرار في المنطقة، كما أنّ إسرائيل ستواجه مشكلة في حال التصعيد، وهي أنّ السلطة لا يمكنها مساعدة إسرائيل في احتواء أيّ تصعيد شعبي أو عسكري، كون قضية الأسرى حساسة وهناك إجماع فلسطيني على قضيتهم". 

وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في جنين، تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمقاومة الاحتلال، وصدّ أيّ اقتحام للمدينة ومخيمها، وأكّد مقاتلون بالغرفة أنّ غرفة العمليات المشتركة تضمّ مقاومين من مختلف الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، الذين أكدوا أنّهم سيقفون صفاً واحداً لمواجهة أيّة اعتداءات إسرائيلية.

جنين بداية الشعلة

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب يرى أنّ "مخيم جنين سيكون بداية الشعلة التي ستتدحرج إلى باقي المناطق والمدن الفلسطينية، في ظلّ الحديث الإسرائيلي عن الاستعداد لتنفيذ اقتحام للمخيم، للبحث عن باقي الأسرى المطاردين".

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب

 وأبلغ حبيب "حفريات"؛ أنّ "التطورات المترتبة على موضوع الأسيرَين المحررَين أيهم كممجي ومناضل انفيعات، سيكون لها دور مهم في تحديد وجهة الأحداث في الأيام المقبلة، فالاحتلال الإسرائيلي هو من سيقرر في تفجّر الأوضاع أو احتوائها، وجميع السيناريوهات واردة في هذه المرحلة، فعلى صعيد مخيم جنين فهناك عمل عسكري منظم وإسرائيل تعلم بذلك، وتأخذ بالحسبان كلّ خطوة تنوي تنفيذها".

حرب نفسية

ونوّه حبيب إلى أنّ "إسرائيل تنشط في هذه المرحلة في نشر أخبار مفبركة ومظللة، وتلعب حرباً نفسية وإعلامية في موضوع الأسرى الفارين، منذ لحظة الهروب وحتى لحظة القبض عليهم".

اقرأ أيضاً: قطر تغير آلية دعمها لغزة.. ما علاقة السلطة الفلسطينية؟

وأشار إلى أنّ "إعلان فصائل المقاومة في مخيم جنين الاستعداد للتصدي أيّ هجوم إسرائيلي محتمل، يعني ذلك أنّ المرحلة المقبلة ستكون صعبة على إسرائيل؛ لأنّ محاولات اجتياح مخيم جنين ستفتح جبهات مسلحة أخرى في باقي المدن الفلسطينية وأبرزها الخليل ونابلس، وهذا سينسف الحالة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية". 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية