كيف ولماذا تستعد إيران للانتخابات العراقية المقبلة؟

كيف ولماذا تستعد إيران للانتخابات العراقية المقبلة؟


10/04/2018

مترجم

تعمل طهران إلى جانب حلفائها في بغداد على ترجمة المكاسب العسكرية إلى نفوذ سياسي مطلق في العراق، في ظل اقتراب الانتخابات المقبلة، المقررة في الثاني عشر من مايو/أيار، الأمر الذي يقلق العراقيين الذين تعرضوا للاضطهاد والتهميش جراء التأثير الإيراني المتزايد. وقد تحدثت صحف غربية في الآونة الأخيرة عن “التكتيكات الإيرانية” لخطف الانتخابات العراقية لصالح حلفائها.

استغلال الانتخابات لتحويل العراق إلى لبنان آخر، كيف ذلك؟

“من خلال ضخ الدعم السياسي لقوات الحشد الشعبي في الانتخابات العراقية، يمكن لإيران استنساخ تجربة حزب الله في لبنان، ونقلها إلى العراق، لإضفاء الشرعية على كيان وأسلحة الحشد في الأراضي العراقية”، هذا ما ذكرته مجلة “ميدل إيست إنستيتوت” الأمريكية.

تعمل إيران جاهدة على تحويل العراق -ما بعد داعش- إلى لبنان آخر، من خلال منح قوات الحشد الشعبي العراقية النفوذ ذاته الذي يتمتع به حزب الله في بيروت. ويمكن استنتاج ذلك بكل سهولة من خلال تصريحات رئيس منظمة بدر العراقية المدعومة من إيران، هادي العامري، الذي تحدث بكل صراحة حول خطط المجموعات الشيعية بشأن الانتخابات المقبلة وما يتبعها.

ففي مقابلة مع قناة الميادين، أكد العامري أن الوحدات الشيعية في صفوف الحشد الشعبي لن تتخلى عن سلاحها حتى بعد إجراءات الانتخابات وانتهاء حقبة داعش. وبالطبع، هذا يذكرنا تمامًا بما قاله حزب الله –بتعليمات إيرانية– حول عزمه الحفاظ على سلاحه من أجل “المقاومة”، مستغلًا هذا “الامتياز” لممارسة نفوذ على البلاد لم يسبق له مثيل.

ولم يتردد العامري في إعلان ذلك قائلًا: “سنركز في المرحلة المقبلة على السياسة والانتخابات، ولكننا مستعدون لحمل سلاحنا من جديد بعد الانتخابات، لمواجهة أي تهديد أمني في البلاد، بغض النظر عن المستجدات السياسية المستقبلية”. بل وذهب العامري إلى أبعد من ذلك، حين قال إن “مجموعات تحالف (الفتح) الشيعي ستنخرط في تدريبات وتكتيكات قتالية وحرب شوارع في الشهور المقبلة”، وهذا ما يثير القلق حول مسألة “السلاح الشرعي الواحد” في البلاد ما بعد الانتخابات، على غرار استفراد حزب الله بالسلاح والتأثير والنفوذ.

نفوذ واسع

من الواضح أن طهران وحلفاءها في الحشد الشعبي -منظمة بدر وعصائب أهل الحق وحركة النجباء وحزب الله العراقي- يسعون إلى ترجمة مكاسبهم العسكرية إلى نفوذ سياسي واسع، في ظل ضغوط إيرانية حثيثة للإبقاء على “الحشد” كمؤسسة عسكرية مستقلة، لتحقيق ما حققه حزب الله اللبناني بالنسبة للهيمنة الإيرانية.

وبهدف تحقيق نصر ساحق للائتلاف الشيعي الموالي لطهران، يعقد النظام الإيراني اجتماعات مع قادة الأحزاب الشيعية العراقية بشكل دوري. وقد عقد السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، اجتماعات منفصلة مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ومع قادة المجموعات الموالية لطهران، من بينهم السياسي الشيعي البارز عمار الحكيم، وأكرم الكعبي، وتحدثوا مطولًا حول استعداد المجموعات الشيعية للانتخابات.

ومن اللافت للانتباه أن إعلام الحرس الثوري الإيراني لم يتردد في إبداء قلقه علنًا إزاء احتمالية تعثر الأحزاب الموالية لطهران، في ظل محاولات الأحزاب السنية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، الأمر الذي يقوض التأثير الإيراني بشكل كبير.

تخوفات كبيرة

ولم تخفِ الصحافة الدولية تخوفها إزاء التأثير الإيراني على نزاهة الانتخابات العراقية، فقد قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن “العراق يصارع النفوذ الإيراني قبيل الانتخابات القادمة”. وأضافت “إن طهران تسعى إلى تعزيز قبضتها السياسية على البلاد من خلال صناديق الاقتراع”.

وعلى المنوال ذاته، قالت صحيفة “المنيتور” إن “التدخل الإيراني في الانتخابات العراقية يثير غضب العراقيين”. ووفقًا لها، نشب جدل واسع في الأوساط السياسية العراقية بعدما قام مستشار آية الله خامنئي البارز، علي أكبر ولايتي، بزيارة العراق قبل شهر، وتدخل بالشؤون الداخلية العراقية، وقال “لن نسمح لليبراليين والشيوعيين بحكم العراق”.

من جانبها، قالت مجلة “ذي تاور” الأمريكية إن “التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية يثير مخاوف ازدياد الطائفية قبيل الانتخابات”، مضيفة أن “طهران لم تستطع إخفاء أجندتها السياسية في العراق، في ظل اجتماعاتها المنتظمة مع قادة الأحزاب العراقية الموالية لها”.

عن "كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية