كيف يعمل الإخوان في إيطاليا؟

كيف يعمل الإخوان في إيطاليا؟

كيف يعمل الإخوان في إيطاليا؟


10/08/2023

تمكنت شبكة الإخوان المسلمين في إيطاليا من بناء تنظيم ميداني كبير على الرغم من قلّة عدد الجالية المسلمة، تبدأ من المسجد الكبير في روما، شمالاً صوب ميلانو، وتورينو، وهي معقلهم الأكبر، وبريشيا، وبارما وغيرها، ثم إلى الجنوب، حينما أقاموا عدداً من المشروعات كبناء جامع في مدينة بولونيا.

بنت شبكة الإخوان المسلمين في إيطاليا تنظيماً ميدانياً كبيراً رغم قلة عدد الجالية المسلمة هناك

اللافت للانتباه أنّ هناك عدداً من المراكز الإسلامية بمدينة بريشيا وفيرونا، وما يقارب من 130 مركزاً ثقافياً إسلامياً منتشرة فوق التراب الإيطالي، منضوية تحت لواء اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية بإيطاليا، المعروف إعلامياً بلوكوي (U.C.O.II)، وهو الواجهة الأمامية لجماعة الإخوان المسلمين، بعضها تم الاستيلاء عليها بطرق غير شرعية، وتم تسجيلها باسم جمعية الوقف التابعة للجماعة، مثل المركز الثقافي (VIA CORSICA) الموجود ببريشيا، والمركز الثقافي الإسلامي بفيرونا، وفق ما أوردته صحيفة بريس، التي يصدرها بعض أبناء الجالية، بتاريخ 16 أيار (مايو) 2018.

ووفق نفس المصدر فقد وجهت عدة قضايا إلى بعض التنظيمات الدينية في إيطاليا من بينها قضية تمويل بخمسين مليون يورو، بعض منها استغل في شراء أسلحة للمجموعات الإرهابية في سوريا.

الشبكة الميدانية للجماعة

يأتي اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا (UCOII) كممثل رسمي للإخوان هناك، وقد تأسس العام 1990، ويديره محمد نور داشان، سوري الأصل، ويضم ما يقرب من مئة وثلاثين جمعية، ويتحكم في ثمانين بالمائة تقريباً من المساجد، كما يمتلك فرعاً ثقافياً، وآخر شبابياً.

وأهمُّ مؤسَّسات الجماعة أيضاً (الرابطة الإسلامية في إيطاليا) التي تُعنى بالجانب الثقافي والتربوي، ومنظمة الشباب المسلم، التي تهتمُّ بالشباب، وكذلك منظَّمة المرأة المسلمة، وكذلك الكشافة، ومنها الهيئة العالَميَّة للإغاثة الإسلامية، والجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني، وهما معنيتان بالعمل الخيري.

ضمن تلك الشبكة أيضاً جمعية المسلمين في إيطاليا، التي أسسها ويقودها أحد ضباط الجيش الإيطالي من أصل صومالي، وجمعية المسلمون الإيطاليون، وأسسها مواطن إيطالي من أصل إسكتلندي.

كما توجد الجمعية الدينية الإسلامية، التي نشأت في البداية كمركز دراسات، ثم تحولت إلى جمعية دينية إسلامية بهدف الحصول على اعتراف رسمي من الحكومة الإيطالية.

يمثل اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا (UCOII) الممثل الرسمي للإخوان هناك

لكن يتبقى اتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا، وهو اتحاد تكون من اندماج منظمات الإخوان "جمعية الطلاب المسلمين" و"المركز الإسلامي في ميلانو" العام 1990م، ليعبر بشكل رسمي عن الجماعة، حيث يعتبر أكبر منظمة إسلامية، تأسست بمبادرة من أعضاء المركز الثقافي الإسلامي بميلانو ولومباردي، وهو عبارة عن اندماج مكونات وجمعيات إسلامية وطلابية للعرب ومسلمي المهجر، بما في ذلك الطلاب السوريون والفلسطينيون السابقون لاتحاد الطلاب المسلمين في إيطاليا USMI) ، المقربون من جماعة الإخوان، مع قادة آخرين من خلفيات مختلفة، مثل جماعة النساء المسلمات.

ويعتبر الاتحاد هو أكثر الجمعيات الإسلامية الإيطالية انتشاراً وعمقاً، ويجمع 153 من الجمعيات الإقليمية والقطاعية ويدير حوالي 80 مسجداً و300 مكان عبادة غير رسمي.

أهم قيادات اتحاد الجماعة

تولى رئاسة الاتحاد المعبر عن جماعة الإخوان في إيطاليا ( UCOII) نور دهشان، وهو قيادي إخواني متشدد مهاجر من إخوان سوريا، وتولى السكرتارية الإخواني الفلسطيني علي أبو شويمة، بينما شغل حمزة روبرتو بيكاردو منصب السكرتير الوطني، فيما يقود الاتحاد حاليا المغربي ياسين لفرم منذ تموز (يوليو) 2018 ولمدة أربع سنوات.

يضم اتحاد المنظمات عدداً من الرموز والشخصيات، أهمهم: إمام فلورنسا منذ العام 2001، محمد نور دهشان، الرئيس الفخري للمنظمة، والمتحدث باسم المجلس التنفيذي للاتحاد منذ العام 2006 إلى شباط (فبراير) 2010.

يعمل دهشان، عضو مجلس الأمناء للرابطة الإسلامية في إيطاليا، والمسؤول الثقافي للجالية الفلسطينية في توسكانا منذ العام 2000، كما هو عضو اللجنة العلمية لمؤسسة سيناكسيس، وعضو مجلس الأجانب في بلدية مدينة فلورنسا.

تعوّل الجماعة في إيطاليا على شبكة المهاجرين واللاجئين الجدد لزيادة الأنشطة

من البارزين أيضاً عز الدين الزير، من مواليد 1971، فلسطيني الجنسية حاصل على شهادة جامعية من جامعة الخليل، ويعمل كمصمم أزياء في "الأكاديمية الإيطالية للأزياء والتصميم" في فلورنسا، وهو من أسهم في تأسيس الجالية الإسلامية في منطقة توسكانا، وأصبح عضو مجلس إدارتها حتى العام 1991، ثم مسؤولاً ثقافياً فيها حتى العام 2001 والرئيس الحالي لها منذ العام 2000.

أما يوسف السباعي، فهو نائب رئيس الاتحاد، ومسؤول، وتعمل بتريزيا خديجة دل مونتي، نائبة للرئيس، ومحمد إبراهيم، كأمين للصندوق المالي، وحمزة روبيرتو بيكاردو، ممثل إدارة شؤون الإعلام.

لكن من الشخصيات الأبرز كواجهة للجماعة، الشيخ وجيه سعد، عضو مؤسِّس للتجمُّع الأوروبي للأئمة والمرشدين في إيطاليا، والدكتور علي أبو شويمة، الممثل للإخوان في مجلس شورى الجماعة، ومدير المركز الإسلامي في ميلانو ولومبارديا.

وتعول الجماعة في إيطاليا على شبكة المهاجرين واللاجئين الجدد لزيادة الأنشطة، وأوضحت دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات تمكن جماعة "الإخوان المسلمين" من الانتشار والتوسع بشكل كبير، وتزايدت أعداد المنتمين إليها داخل المجتمعات الأوروبية منذ النصف الثاني من القرن العشرين.

وقد شكلت الجماعة ما يسمى بـ"الكيانات الموازية" التي تسعى لتكون بديلًا للدولة والمجتمع، وذلك بهدف الضغط على صانع القرار الأوروبي لتحقيق مطالب الجماعة. 

قرابة 130 مركزاً ثقافياً إسلامياً منتشرة فوق التراب الإيطالي منضوية تحت لواء اتحاد الهيئات التابع للجماعة

وأكدت الدراسة الصادرة عن المركز الأوروبي أنّ الجماعة نجحت عبر تلك الأدوات والتحركات في ترسيخ قيمها ومعتقداتها داخل المجتمعات الأوروبية، الأمر الذي ترتب عليه تفريغ بعض المجتمعات من هويتها وكسر العديد من الأعراف والقيم الأوروبية. 

وكان نتيجة تلك التحركات الإخوانية هي التأثير على التركيبة الديمغرافية للمجتمع الأوروبي وظهور تهديدات أمنية مجتمعية جديدة في أوروبا من بينها تزايد حركات اليمن المتطرف كرد فعل على تصاعد وتيرة المجتمعات الموازية، وما أظهرته من انعزال ورفض للقيم المجتمعية والفكرية الأوروبية، ورفض هذه المجتمعات الموازية لفكرة "الاندماج" داخل المجتمع الأوروبي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية