كيف يمكن للسعودية ومصر أن تساعدا في مواجهة الأيدلوجيات المسمومة؟

كيف يمكن للسعودية ومصر أن تساعدا في مواجهة الأيدلوجيات المسمومة؟


25/01/2018

نشر الباحث والمؤلف الأمريكي “صموئيل تادروس” مقالة على موقع "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" يتحدث فيها عن دور القيادة السعودية الجديدة، إلى جانب مصر والإمارات، في محاربة الفِكر المتطرف والأيدلوجيات السّامة، التي فتكت بشعوب منطقة الشرق الأوسط. ويعتقد الكاتب أن السعودية هي من أخذت زمام المبادرة من خلال إجراءاتٍ وقراراتٍ حاسمةٍ على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والدينية. ويؤكد كذلك أنّ محاربة التطرف لا تقتصر على القرارات الحكومية فحسب، بل هنالك جهود جبارة من قبل شخصيات عامة، ولا سيّما الإعلامية منها.

يحاول بعض السعوديين من خارج الحكومة، مثل الشخصيات الإعلامية البارزة، مواجهة الأيدلوجيات المتطرفة محلياً وخارجياً. وقد عبّر هؤلاء عن تفاؤلهم إزاء سياسات الرياض الجديدة، كما شدّدوا على اهتمامهم بالشراكة الدولية لتحسين فعالية جهودهم في هذا السياق. هذه الشخصيات ليست معارضة، إلا أنها تمثل أصواتاً تحاول دفع حدود المساحة الصغيرة التي منحت لهم.

ومن أهم أدوات هؤلاء الإعلاميين، حلقاتٌ ساخرةٌ توصل رسائل هامّة إلى المتلقين حول ضرورة الاعتدال، مثل عروض "طاش ما طاش" الكوميدي. وعلى سبيل المثال، اتصلت إحدى الفتيات بالشرطة وأبلغتهم بوجود لصٍّ داخل منزلها، في إحدى الحلقات، وعندما أدرك الضباط أن والد الفتاة ليسَ داخل المنزل، أخبروها بعدم قدرتهم على الدّخول إلى حين قدوم والدها (المُحرم). وقد تم بث هذه القصة الساخرة على قناة حكومية رسمية.

وبرغم أنّ الشخصيات السعودية المسؤولة عن هكذا مبادرات ليست من صنّاع السياسة، إلا أنها قادرةٌ على التأثير في المناخ المعلوماتي الذي يتم فيه وضع السياسات. ولا ننسى أن الليبراليين السعوديين ناجحون جدًا في مناشدة الرغبات الفردية داخل المجتمع السعودي، ولا ننسى كذلك أن الشباب يبدون اهتمامًا عميقًا في توسيع الحريات الشخصية.

وعلى هذه الخلفية، اتخذ قادة المملكة الجدد عددًا من القرارات الحاسمة في مواجهة التطرّف وتعزيز التسامح. وقد بدأت الحكومة بإجراء إصلاحاتٍ اقتصادية كبيرة جدًا، ووضعت أجندة اجتماعية أكثر انفتاحاً من ذي قبل. لقد اعترف الأمير محمد بن سلمان أن عام 1979 كان بداية لفترةٍ طويلةٍ من الأيدلوجيات المتطرفة المثيرة للجدل، لذا أبدى استعداده ورغبته لاتخاذ تدابير أمنية، لا تقتصر على العناصر المتطرفة فحسب، بل على المتعاطفين معهم داخل المؤسسة الدينية. ولم يكن التحدي أمام ابن سلمان مقتصراً على تغيير السياسات الحكومية فحسب، بل الرأي الشعبي كذلك.

في الوقت الراهن، يلعب السعوديون دوراً هاماً في التعليم الديني الأكثر شمولًا، بما في ذلك تعاليم التسامح وتبني وجهات النظر الأكثر انفتاحًا من ذي قبل، بالإضافة إلى إفساح المجال للتفسيرات المتعددة للنصوص الدينية، كل ذلك بهدف تشجيع الاعتدال والابتعاد عن التطرف.

علاوة على ذلك، تعمل السعودية على تحقيق التفوق الثقافي السعودي الإماراتي في السياق الخليجي، في الوقت الذي تتطور فيه العلاقات السعودية الأمريكية، بالإضافة إلى الترحيب بالشراكة الدولية من كل جانب.

دورٌ سعوديّ وإماراتيّ ومصريّ مشترك في مواجهة التطرف

بعض الحكومات في الشرق الأوسط تبذل كل جهودها لمعالجة هذه الظاهرة، وأهمها السعودية والإمارات ومصر. تلعب الرياض دوراً بارزاً في وقف انتشار التطرف في منطقة الشرق الأوسط، برغم تعقيد تلك الأفكار السامة، وصعوبة احتوائها في كثيرٍ من الأحيان.

في الحقيقة، تتمتع الرياض والقاهرة بنفوذٍ إقليمي راسخ، لذا تتخذان زمام المبادرة في هذا المسعى؛ وهذا ما يجعل البلدين حريصين على لعب دورٍ حازمٍ لا هوادة فيه. وإلى جانبهما، تقدم الإمارات كذلك دعماً قوياً للخطاب المناهض للمتطرفين في الداخل والخارج، في إطار جهودها الرامية إلى القضاء على الفِكر المسموم ككل.

لقد تأثر العديد من سكان المنطقة بفِكر الإخوان المسلمين، والمجموعات الإسلامية المتطرفة، لسنوات طوال، ولم يكتسبوا خبرة أيدلوجياتٍ أخرى، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة النظر في مفاهيم دور الدين في المجتمع. وهنا يبرز الدور السعودي والمصري في محاربة سموم الأفكار المتطرفة الآخذة في الانتشار. وأخيرًا، يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تلعب دورًا حاسمًا في مواجهة الفِكر المتطرف، لما لها من تأثيرٍ كبيرٍ على مستخدميها، لذا فإن اللجوء إلى "الإعلام البديل" سوف يوفر وسيلة فعالة في مواجهة الأفكار السامة.

عن"كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية