لبناني يضرم النار في نفسه احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية

لبناني يضرم النار في نفسه احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية


16/12/2021

على طريقة مُشعل الثورة التونسية محمد البوعزيزي، رحل لبناني اليوم متأثراً بحروق شديدة، بعدما أضرم النار في نفسه قبل يومين اعتراضاً على الظروف المعيشية، يأتي ذلك في وقت تواصل فيه القوى السياسية، وفي مقدمتهم حزب الله، عرقلة عمل الحكومة للبحث عن مخارج للأزمة.

ونقل موقع الحرّة عن الوكالة الوطنية للإعلام أنّ المواطن أقدم على ذلك "احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة"، مشيرة إلى أنّ الحادثة وقعت في مدينة بعلبك بوادي البقاع اللبناني.

وتفاقمت الأزمة المالية في لبنان، التي وصفها البنك الدولي بأنّها واحدة من أسوأ حالات الركود في التاريخ الحديث، بسبب الجمود السياسي والخلاف حول التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع العام الماضي، وأودى بحياة أكثر من (200) شخص.

وكان انفجار مرفأ بيروت واحداً من أكبر الانفجارات غير النووية التي وقعت في العالم، وأسوأ كارثة مرّ بها لبنان في زمن السلم، في وقت تنزلق فيه البلاد إلى هوّة انهيار سياسي واقتصادي.

فقدت الليرة اللبنانية 90% من قيمتها، ودفعت الأزمة ثلاثة أرباع السكان إلى هاوية الفقر، وبسبب نقص السلع الأساسية مثل الوقود والأدوية تحوّلت الحياة إلى صراع يومي

وقد فقدت الليرة اللبنانية 90% من قيمتها، ودفعت الأزمة ثلاثة أرباع السكان إلى هاوية الفقر. وبسبب نقص السلع الأساسية مثل الوقود والأدوية تحوّلت الحياة إلى صراع يومي.

ويُوصف الانهيار الاقتصادي في لبنان، الناجم عن فساد مستشرٍ في الدولة والهدر وسوء الإدارة، بأنّه بين الأسوأ في العالم، حيث يعاني ثلاثة أرباع السكان حالياً من الفقر بحسب الأمم المتحدة.

وتركّز حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل تقديم مساعدات خارجية يحتاج إليها لبنان بشدة، ويكتنفها الجمود السياسي منذ توقف مجلس الوزراء عن عقد أيّ اجتماع؛ بسبب خلاف حول قاضي التحقيق في انفجار المرفأ.

ورفعت حكومة ميقاتي، التي تولت السلطة في أيلول (سبتمبر)، الدعم عن السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود، والآن الدواء، لكنّها فشلت في توفير شبكة أمان اجتماعي لمن يعانون من فقر متزايد.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قال خبير في مكافحة الفقر بالمنظمة الدولية: "إنّ المسؤولين اللبنانيين يعيشون في "عالم خيالي"، وليس لديهم أيّ شعور بضرورة التحرّك العاجل لتخفيف الأزمة".

وقال ميقاتي خلال كلمة له الخميس: إنّ "عدم انعقاد مجلس الوزراء يشكّل ثغرة أساسية يعمل على معالجتها بهدوء وروية"، مضيفاً: أنّ "الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، في الظروف الحالية المتشنجة، ومن دون تأمين الحد الأدنى من التفاهم، ستكون كمن يؤجج الخلاف؛ ممّا يؤدي إلى تفاقم الأمور، وتصبح أكثر تعقيداً".

ويرفض حزب الله مشاركة عناصره وعناصر حركة أمل الشيعية في أيّ اجتماع حكومي، قبل أن تتمّ إقالة طارق بيطار، قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية