لقاء مرتقب مع محمد بن سلمان... هل يستطيع جونسون تنفيذ ما عجز عنه بايدن؟

لقاء مرتقب مع محمد بن سلمان... هل يستطيع جونسون تنفيذ ما عجز عنه بايدن؟


14/03/2022

يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إجراء زيارة إلى السعودية في محاولة لإقناعها بضخ المزيد من النفط لتعويض الفجوة التي ستخلفها الإجراءات العقابية على موسكو.

ولم ينفِ وزير الإسكان والمجتمعات مايكل غوف تقارير نشرتها السبت صحيفة "ذا تايمز"، أفادت بأنّ جونسون سيجري زيارة للمملكة خلال أيام.

وأوردت الصحيفة أنّ جونسون سيسعى لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لحثه على المساهمة في تخفيف وطأة تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا عن الغربيين على خلفية غزوها أوكرانيا، بعدما أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة حظر الواردات النفطية الروسية.

بوريس جونسون يعتزم إجراء زيارة إلى السعودية، في محاولة لإقناعها بضخ المزيد من النفط لتعويض الفجوة التي ستخلفها الإجراءات العقابية على موسكو

ودافعت بريطانيا أمس عن مساعيها لإقناع السعودية بزيادة إنتاجها من النفط، بعدما بدأ المستهلكون الغربيون يلمسون تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا، وبعد تنفيذ المملكة أحكام إعدام قياسية بحق (81) مداناً بالإرهاب في يوم واحد.

وقال غوف في تصريح لشبكة "سكاي نيوز": علينا أن نعتمد على استيراد النفط من عدة بلدان لا نوافق على سجّلها في مجال حقوق الإنسان".

وتابع: "السعودية شريك أمني للمملكة المتحدة، أعتقد أنّ هناك مخاوف على صلة بحقوق الإنسان، نحن واضحون بهذا الشأن"، لكنّه أضاف: "نحن ندرك أيضاً أنّه في وقت يواجه فيه العالم وضعاً هشاً، من المهم اعتماد الدبلوماسية والوضوح على صعيد حقوق الإنسان".

ولم تُقدّم رئاسة الحكومة البريطانية تفاصيل حول مواعيد سفر جونسون، الذي من المقرر أن يستضيف غداً قمّة دفاعية لقادة دول أوروبا الشمالية.

غوف: علينا أن نعتمد على استيراد النفط من عدة بلدان لا نوافق على سجّلها في مجال حقوق الإنسان

ولم يتحدد موعد الزيارة ولا أجندتها بشكل دقيق، ولم يتضح ما إذا كانت زيارة جونسون للمملكة ستكون سابقة أم لاحقة للزيارة المرتقبة التي سيجريها مسؤولون أمريكيون، والأرجح أنّهم من المكلفين بأمن الطاقة.

وكانت وسائل إعلام أمريكية قد تحدثت الأربعاء الماضي عن احتمال قيام مسؤولين أمريكيين بزيارة إلى السعودية، حليفة الغرب وأيضاً حليفة موسكو، لإقناعها بضخ المزيد من النفط من أجل المساعدة في خفض الأسعار.

وقد أدت تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع أسعار البنزين ووقود الديزل في بريطانيا إلى مستويات قياسية، ممّا فاقم أزمة معيشية تواجهها الأسر مع ارتفاع تكلفة التدفئة.

بريطانيا كانت من بين أكثر الدول الغربية حماسة لفرض عقوبات قاسية على روسيا، وتحشد منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا لعزل موسكو دوليّاً.

والخميس قال جونسون: إنّ بريطانيا وحلفاءها يسعون لإيجاد بدائل عن النفط والغاز الروسيين، لتجنّب الوقوع مجدداً ضحية "ابتزاز" يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

والثلاثاء الماضي اضطر البيت الأبيض إلى نفي صحة تقرير أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" أفاد بأنّ وليي العهد السعودي والإماراتي رفضا الردّ على اتصال للرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأوردت صحيفة "ذا تايمز" أنّ جونسون أكثر قدرة على استمالة الأمير محمد بما أنّه بقي على تواصل معه عبر تطبيق واتساب.

احتمال قيام مسؤولين أمريكيين بزيارة إلى السعودية، حليفة الغرب وأيضاً حليفة موسكو، لإقناعها بضخ المزيد من النفط من أجل المساعدة في خفض الأسعار

وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من منظمة أوبك زيادة الإنتاج، وقالت إنّ السعودية والإمارات بمقدورهما ضخ نحو (2.5) مليون برميل يومياً من النفط لسدّ الفجوة التي سيحدثها حظر النفط الروسي.

لكن حتى في حال موافقة الرياض وأبو ظبي على ضخ تلك الكمية، فإنّها لن تسد الفجوة في الإمدادات، حيث تُقدر صادرت النفط الروسي للعالم بنحو (4.5) ملايين برميل يومياً.

وتُعدّ موسكو ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والسعودية، وتصدر موسكو أكثر من نصف ما تنتجه يومياً إلى أوروبا. وبالنسبة إلى بريطانيا يمثل ذلك نحو 8% من احتياجها من المنتجات النفطية، إلا أنّ الولايات المتحدة تُعدّ الأقل اعتماداً على موارد الطاقة الروسية، فهي لا تستورد إلا 3% من نفطها من روسيا، حسب بيانات للعام 2020.

السعودية والإمارات، وبدرجة أقل الكويت والعراق، تُعتبر الدول الوحيدة في أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط، ومع ذلك فإنّ ضخ ما بين (2.5 و3) ملايين برميل يومياً لن يقوم بتعويض انخفاض الصادرات الروسية.

وفي كل الحالات، تُعول لندن على إقناع الرياض التي تقود منظمة الدول المصدرة للنفط، بضخ المزيد لاحتواء الاضطرابات المحتملة في إمدادات النفط.

لكنّ الدول الخليجية المنتجة للنفط سبق أن ألمحت إلى أنّ "هذه الحرب ليست حربها"، وموقفها رداً على مواقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من اعتداءات الحوثيين على الإمارات والسعودية.

وقد توقّعت الرياض وأبو ظبي مواقف أكثر حزماً من واشنطن ضد المتمردين الحوثيين، لكنّ الأمريكيين ما يزالون يترددون في تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، وقد سحبوا دعمهم العسكري المباشر للتحالف العربي بقيادة السعودية.

والعلاقات بين الولايات المتحدة من جهة والسعودية والإمارات من جهة ثانية فاترة منذ تولى بايدن الرئاسة، وهو الذي أعلن عزمه مراجعة وتقييم العلاقات مع الحليفين الخليجيين، وأبدى مواقف ليّنة من الحوثيين، وألغى قرار سلفه الجمهوري دونالد ترامب الذي صنف المتمردين في اليمن تنظيماً إرهابياً، وأبدى ليونة حيال إيران الخصم الإقليمي الذي تتهمه أبو ظبي والرياض بمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية