لماذا زار أردوغان قطر؟.. طبيعة الوفد المرافق قد تجيب

لماذا زار أردوغان قطر؟.. طبيعة الوفد المرافق قد تجيب


02/07/2020

سافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ظهر اليوم، إلى الدوحة، في أول زيارة يقطعها خارج حدود تركيا منذ جائحة كورونا، بحسب وكالة الأناضول التركية، في وقت يعكس توقيت الزيارة والوفد المصاحب لأردوغان طبيعتها.

وكان متوقعاً أن يختار الرئيس التركي، قطر، كأول وجهة له، بعد تخفيف إجراءات مواجهة كورونا حول العالم؛ فالدولتان حليفتان في كثير من الملفات، بل يذهب مراقبون إلى وصف العلاقة بين قطر وتركيا بأكبر من تحالف استراتيجي، حيث يجمعهما مخطط واحد يتمثل في دعم جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة في كثير من الدول "كتنظيم إرهابي"، فضلاً عن دعم الجماعات المتشددة، والتي تسعى إلى انتهاج مخططات تخريبية تهدد استقرار المنطقة.

توجه الاتهامات إلى قطر بتمويلها الحلم الأردوغاني بالتوسع في المنطقة

كما توجه الاتهامات إلى قطر، بتمويلها "الحلم الأردوغاني" بالتوسع في المنطقة، ومحاولاته استعادة نفوذ الدولة العثمانية، ولقد كان دعم الدوحة التطرف سبباً رئيسياً في مقاطعة الرباعي العربي "الإمارات، السعودية، البحرين، مصر" لها في 5 حزيران (يونيو) 2017.

وتستغرق زيارة الرئيس التركي إلى قطر يوماً واحداً، ويرافقه وزير الخزانة والمالية، براءت ألبيراق، ووزير الدفاع، خلوصي أكار، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، والناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، ورئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، وفق "الأناضول".

وتعكس طبيعة الوفد المشارك، الملفات التي سيتم تناولها، خصوصاً في ظل اصطحاب وزير الخزانة ما يعني تطرق اللقاء إلى الدعم القطري للاقتصاد التركي على خلفية مواجهة الأخير أزمة كبيرة وسط تهاو غير مسبوق لليرة مؤخراً.

وكانت قطر دعمت الاقتصاد التركي بـ10 مليارات دولار في أيار (مايو) الماضي، لكبح انهيار الليرة التركية، وذلك عبر رفع قيمة اتفاق سابق لمبادلة العملة مع قطر من 5 مليار إلى 15 مليار دولار.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ويبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب "الأناضول"، لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتعد القضية الليبية أبرز القضايا المشتركة بين تركيا وقطر حالياً، في ظل تقارير واعترافات لموقوفين تتحدث عن تورط الدوحة في تمويل المرتزقة من الفصائل السورية المختلفة والأسلحة التي تمد بها تركيا حكومة الوفاق الليبية.

الدول العربية أعلنت موقفها الرافض للتدخل التركي في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، وقطر تتحدث عن متانة علاقتها مع أنقرة

وكان أردوغان سارع بالاتصال بأمير قطر عقب التصعيد المصري الأخير والتلويح بالتدخل العسكري المباشر، حال تقدم حكومة الوفاق والميليشيات المسلحة في سرت، ما أربك خطط أنقرة.

وفي الوقت الذي أعلنت الدول العربية موقفها الرافض للتدخل التركي في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، وأعلنت أيضاً تأييدها للتدخل المصري ضد تركيا لإنهاء الصراع في ليبيا، تصر قطر أن تغرد خارج السرب العربي وتتحدث عن متانة علاقتها مع أنقرة، وسبل تطوير العلاقات بين البلدين، فقبل هذه الزيارة، أعلنت وكالة الأنباء القطرية أنّ أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالاً هاتفياً الأسبوع الماضي من الرئيس التركي أردوغان.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا" آنذاك بأنّه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة لدعمها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجاء الاتصال في أعقاب تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي قال فيها: إنّ "أي تدخل مباشر من مصر في ليبيا بات تتوفر له الشرعية الدولية"، وإنّ "جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمراً ضرورياً في ظل التحديات التي تهدد أمن مصر القومي".

وعكست وسائل الإعلام القطرية، خاصة شبكة الجزيرة في نشراتها وتحليلاتها بعد تصريحات السيسي توجّه قطر الرافض للتدخل المصري في ليبيا لحماية أمنها واستقرارها، موجّهة كل إمكانياتها الإعلامية للإساءة للنظام المصري، والحديث عن "سيادة ليبيا غير المنتهكة من قبل"، بحسب وصفها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية