لماذا على إدارة بايدن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟.. وجهة نظر أمريكية

لماذا على إدارة بايدن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟.. وجهة نظر أمريكية


06/02/2022

كانت إحدى أولى خطوات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد تولّيه منصبه هي التراجع عن تصنيف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. لم يكن قرار إزالتها من القائمة منطقياً في ذلك الوقت، وأصبح أقل منطقية الآن. هذا ما يعبّر عنه مقال مشترك لمسؤولة أمريكية كبيرة سابقة إلى جانب محللة رئيسية في مجال الدفاع. بالطبع كانت خطوة "كَيدية" من إدارة بايدن في محاولة لإلغاء إرث ترامب.

كاتبتا المقال الذي نشره موقع "ديفينس ون" الأمريكي هما ماري بيث لونج، وهي مؤسِسةAskari Associates،LLC ، مع ما يقرب من عقدين من الخبرة في الحكومة الأمريكية والاستخبارات. وقد عملت سابقاً كمساعدة لوزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي ورئيسة المجموعة رفيعة المستوى التابعة لحلف الناتو، بينما الكاتبة الثانية هي إميلي ميليكين، نائبة الرئيس والمحللة الرئيسية في Askari Associates،LLC.

تقدّم الكاتبتان وجهة نظر أمريكية مستقلّة، تجيبان من خلالها عن أسئلة من قبيل: هل بالفعل أنّ التراجع عن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية من قبل إدارة بايدن ساعد جهود الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية لليمنيين؟ وهل هذا التراجع ساعد جهود الحل السياسي في اليمن أم عرقلها، ومن المسؤول؟ وهل إزالتهم من القائمة الإرهابية جنّب الأمريكيين في الشرق الأوسط المخاطر من جانب إيران ووكلائها؟

الأسباب والمعطيات

ولدى محاولتهما الإجابة عن هذه الأسئلة تقول الكاتبتان إنه لا بد من تأكيد المعطيات التالية:

أولاً، هناك أدلة كثيرة على نوايا الحوثيين الإرهابية. تتشابه الهجمات الأخيرة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة مع الهجمات المتكررة ضد النفط والبنية التحتية الأخرى في المملكة العربية السعودية. في الواقع، تضاعفت هجمات الحوثيين عبر الحدود على المملكة العربية السعودية العام الماضي. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2021، خطف الحوثيون سفينة "روابي"، التي ترفع علم الإمارات وطاقمها المكون من 11 فرداً قبالة سواحل اليمن. بينما يزعم الحوثيون أنّ السفينة كانت تحمل معدات عسكرية ونشروا مقاطع فيديو يزعمون أنها تدعم هذا الادعاء، أفاد التحالف الذي تقوده السعودية أنّ السفينة كانت تحمل إمدادات تستخدم لتشغيل مستشفى سعودي في جزيرة سقطرى. وتبقى تلك السفينة وطاقمها رهائن لدى الحوثيين، حتى الآن.

كاتبتان أمريكيتان: إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين من شأنه طمأنة حلفائنا وإعطاء إشارة إلى الحوثيين وإيران ووكلائها في وقت يُنظر فيه إلى تذبذب دعم الولايات المتحدة واهتمامها بالشرق الأوسط

ثانيًا، أوضح الحوثيون نواياهم للإضرار بالمصالح الأمريكية، ويجب ألا ننتظر (تقول الكاتبتان الأمريكيتان) حتى وفاة مواطن أمريكي لإعادة الاعتراف بالحركة على حقيقتها. في حادثين منفصلين العام الماضي، اختطف الحوثيون أشخاصاً كانوا يعملون في السفارة الأمريكية في صنعاء، ولا يزال الوضع الحالي لهؤلاء وغيرهم من الأشخاص التابعين للولايات المتحدة في البلاد غير واضح.

ثالثًا، وفقاً لمشروع التهديدات الحرجة، على الأقل، من المرجح أنّ إيران شجعت الاعتداء على الإمارات كجزء من معارضتها الأوسع لتعميق العلاقات الإماراتية-الإسرائيلية. وخشية أن يكون هناك شك في أنّ إيران لعبت دوراً، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني على الفور تقريباً، بعد الاعتداء، مقالاً يشرح بالتفصيل رواية كاملة للهجوم، بما في ذلك شرح سبب حدوثه، والخطوات التالية التي اتخذها الحوثيون وإيران. وزعم هذا المقال أنّ الهجوم على الإمارات هو نتيجة مباشرة لأعمال الإمارات في اليمن. وذكر أنّ الحوثيين سيواصلون شن هجمات على الإمارات إذا قامت "بأي خطوة خاطئة" هناك. وقد هنأت عصائب أهل الحق- ميليشيا عميلة لإيران في العراق - الحوثيين على الاعتداء الإرهابي على الإمارات. وفي الشهر الماضي، اتصل وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد بنظيره الأمريكي توني بلينكين لمطالبة الولايات المتحدة بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.

نهج لم يحقق أهدافه

تقول كاتبتا المقال، بعد ذكرهما المعطيات السابقة إنّ ثمة نقطة انعطاف مهمة: فشل نهج بايدن "الدبلوماسية أولاً" في اليمن. وتضيفان: "من المؤكد أنّ إدارة بايدن لم تحقق نجاحات يمكن إثباتها. في أحسن الأحوال، يبدو أنّ النتيجة الملموسة لإزالة الحوثيين من دون قيد أو شرط من قائمة وزارة الخارجية للإرهاب هي خسارة واشنطن لأي نفوذ ضدهم". وتستطرد الكاتبتان: "قامت الإدارة فقط بتمكين الحوثيين، الذين لم يُظهروا أي مؤشر على أنّ حذفهم من القائمة سيكون له أي تأثير على عدوانهم الإقليمي. وبينما جادلت إدارة بايدن بأنّ إبعادهم سيؤدي إلى وصول مساعدات إغاثة إنسانية تمس الحاجة إليها لليمنيين المعرضين للخطر، إلا أنّ هناك القليل من الأدلة على أنّ المدنيين استفادوا بطرق مفيدة، بل على العكس من ذلك، لا يزال اليمنيون معرضين لخطر كبير من المجاعة غير المسبوقة نتيجة طردهم من ديارهم"، بسبب سلوك الحوثيين وعسكرتهم للدولة والمجتمع.

وتضيف الكاتبتان الأمريكيتان: "إنّ إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين من شأنه طمأنة حلفائنا وإعطاء إشارة إلى الحوثيين وإيران ووكلائها في وقت يُنظر فيه إلى تذبذب دعم الولايات المتحدة واهتمامها بالشرق الأوسط"، وتوضحان: "في العام الماضي، سحبت إدارة بايدن بطاريات مهمة مضادة للصواريخ من ثماني دول في الشرق الأوسط. والرحيل الفوضوي والكارثي لأفغانستان والغموض الذي يكتنف نيتنا للبقاء في العراق لم يؤدِّ إلا إلى تفاقم المخاوف".

كيفية تعزيز الأمن المشترك

وتختم الكاتبتان مقالهما بالإشارة إلى أنه "إذا لم يكن هناك سبب آخر، يجب على الإدارة الأمريكية الحالية أن تدرك أنّ سلامة وأمن الجيش الأمريكي والشركات والمواطنين في خطر"، على حد وصفهما. وتتابعان لفت النظر إلى أنّ "أمريكا تشارك مخاوفها الأمنية مع شركائنا في الخليج الذين يتعرضون بشكل متزايد لهجمات مميتة من قبل أعدائنا المشتركين، ولذلك فإنّ إعادة تصنيف الحوثيين في الوقت المناسب كإرهابيين، إلى جانب تحسين الدفاع الصاروخي على الفور، وإجراءات مكافحة الطائرات من دون طيار في الخليج، هو بداية جيدة نحو تعزيز أمننا المشترك".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية