لماذا لا تُعيد تركيا "حجر الجنة" والأمانات المُقدّسة؟

لماذا لا تُعيد تركيا "حجر الجنة" والأمانات المُقدّسة؟


21/04/2021

بين حينٍ وآخرٍ يُبرّر الإعلام التركي التابع لحكومة حزب العدالة والتنمية، بمناسبة أو من دونها، ما قام به سلاطين آل عثمان على مدى أربعة قرون من عمليات قتل وتهجير ونهب وسرقة في الدول العربية خلال أربعة قرون من الاحتلال العثماني.
وفي تقرير لها نشرته اليوم، ذكّرت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية، بأنّ "مسجد صقللي محمد باشا" في إسطنبول، يستضيف منذ خمسة قرون 4 قطع من الحجر الأسود الموجود في الكعبة المشرفة "الذي يعتبر موضع إجلال في الدين الإسلامي ويعتقد أنه نزل من الجنة في مكة المكرمة.. أثناء بناء الكعبة المشرفة من جبل أبو قبيس"، دون أن تتحدث عن موعد انتهاء تلك الاستضافة (وليس السرقة) وفقاً للتسمية التركية.
وفي تبريرها لما يُمكن أن يُطلق عليه "عملية نهب وسرقة"، قالت الأناضول إنّ أجزاء من الحجر الأسود انكسرت لاحقًا بفعل الزمن، وهو ما استدعى "حرص السلطان العثماني سليمان القانوني على إحضار تلك الأجزاء المكسورة إلى إسطنبول" وهو ما ذكره أيضاً مفتي منطقة الفاتح في إسطنبول، حسين باش.
ويوضح المفتي أن الحجر الموجود في "مسجد أدرنة" ليس جزءًا من الحجر الأسود بل هو جزء من الركن اليماني، وهو الزاوية الجنوبية للكعبة المشرفة المطلة على اليمن.
وتمّ وضع قطع الحجر الأسود الأربع ضمن إطارات ذهبية وسط الألواح الرخامية الموجودة على مدخل مسجد مسجد صقللي محمد باشا، وأعلى المحراب، وفوق مدخل المنبر، وتحت قبة المنبر.
وتقول الأناضول إنّ "الجزء الأكبر من أجزاء الحجر الأسود الموجودة في تركيا موضوع فوق باب مدخل ضريح السلطان سليمان القانوني مجمع السليمانية، وخلال شهر رمضان، يستطيع الزوار مشاهدة قطع من الحجر الأسود المحفوظة منذ 5 قرون في مسجد صقللي محمد باشا".
ويشدد باش على أنّ "صحيح أن هذا الحجر هو موضع إجلال لدى المسلمين، لكن ليس من الصواب ممارسة شعائر ومناسك الحج أو العمرة في الأماكن التي تحتوي على أجزاء من الحجر الأسود، لأن الأصل في ممارسة تلك المناسك هو مكان الكعبة المشرفة، وليس الحجر الأسود".
يُذكر أنّه في نوفمبر الماضي، احتفت حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا بمرور 72 عاماً على وفاة القائد العثماني فخر الدين باشا، الذي قالت إنّ لقبه "نمر الصحراء"، وزعمت شهرته بما وصفته "دفاعه البطولي" عن المدينة المنورة في وجه القوات البريطانية.
وفي 30 أكتوبر 1918 وقّعت الدولة العثمانية "هدنة موندروس" وانسحبت من الحرب العالمية الأولى، ولاحقاً أعلن فخر الدين باشا في 13 يناير 1919 هزيمته لينتهي الحكم التركي بذلك في المدينة بعد أن استمر 400 عام.
ويتهم المؤرخون فخر الدين باشا بسرقة أموال سكان المدينة المنورة وخطفهم وترحيلهم إلى الشام وإسطنبول، وسرقة أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية ونقلها إلى تركيا. كما قام بنقل "الأمانات المقدسة" من المدينة المنورة إلى إسطنبول، حيث تُعرض اليوم بعض القطع منها في قصر توبقابي الشهير.
ويصف مؤرخون للتاريخ العثماني ما حصل في المدينة المنورة بأنه "نهب وسرقة" من قبل الاحتلال العثماني وليس كما يدعى الأتراك "حماية للأمانات"، حيث تمّ الاستيلاء على مقتنيات الحجرة الشريفة.
وتكشف إحصاءات أن عدد القطع المسروقة يفوق 2320 قطعة بحسب جداول التقرير العثماني عام 1908، وهي تضم مصاحف أثرية، ومجوهرات، وشمعدانات ذهبية، وسيوفا ولوحات مرصعة بالألماس، إضافة للقطع المتعلقة بالرسول الكريم: بردته، ورايته الحمراء، ومكحلته، ونعله، وخصلة من شعره.
ومما يُفنّد مزاعم تركيا حول حرص سلاطين آل عثمان على حماية المقدسات الإسلامية، ما ذكرته الأناضول العام الماضي، في محاولة تبرير فاشلة، أنّ سلطانين فقط من أصل 38 سلطانا عثمانيا قاموا بأداء فريضة الحج، وهم السلطان بايزيد بن محمد بن مراد الثاني بشكل علني، والسلطان عبد الحميد الثاني، الذي زعمت الأناضول أنّه حجّ مُتنكراً.

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية