لهذه الأسباب فجّر أردوغان أزمة اللاجئين إلى أوروبا

لهذه الأسباب فجّر أردوغان أزمة اللاجئين إلى أوروبا


04/03/2020

ترجمة: مدني قصري


بهدف البحث عن الدعم الغربي، في إطار عملياته العسكرية في شمال غرب سوريا، قام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتنشيط حركة تدفق الهجرة نحو أوروبا، وهو الوضع الذي يثير سياقاً متفجّراً للغاية.

وكانت تركيا قد أعلنت يوم 28 شباط (فبراير) الماضي، عن فتح حدودها مع أوروبا، ما دفع آلاف المهاجرين للانتقال إلى اليونان، في هذا السياق؛ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الثاني من آذار (مارس) الجاري: "منذ فتحنا حدودنا، وصل عدد الذين توجهوا إلى أوروبا إلى مئات الآلاف، وقريباً سيصل هذا العدد إلى ملايين".

برّرت أنقرة فتح حدودها مع الغرب بعدم قدرتها على مواجهة موجة هجرة جديدة قادمة من الشرق

وتعليقاً على ما قاله أردوغان؛ قالت وكالة فرانس برس في 29 شباط (فبراير)الجاري إنّ "الأرقام مبالغ بها إلى حد كبير، مقارنة بالواقع الملاحظ على الأرض"، كما أعلنت اليونان أنّ 1300 طالب لجوء تمكنوا بالفعل من الوصول إلى جزر بحر إيجه يومي 1 و 2 آذار (مارس)، وعبّر رئيس الدولة الفرنسية، على تويتر، عن "تضامن فرنسا الكامل مع اليونان وبلغاريا، حيث تشترك الدولتان في حدود برية مع تركيا على حدودها الغربية" .

إنّ هذا الوضع يبعث، بالفعل، على القلق لدى القنصليات الأوروبية، التي تخشى حدوث ظاهرة هجرة جديدة مماثلة لتلك التي حدثت في عام 2015، حيث شهدت تلك الهجرة تسهيلات كبيرة بشكل خاص، من خلال سياسة الهجرة الجماعية والاستقبال غير المحدود للاجئين، الذي روجت له أنجيلا ميركل، مع ما ترتب على ذلك من عواقب اجتماعية واقتصادية وسياسية في ألمانيا ودول أوروبية أخرى.

سياق متفجر ووضع إنساني مثير للقلق

تثير هذه الظاهرة مشاهد مثيرة للانتباه والانشغال والقلق على الحدود التركية اليونانية، حيث يستمر آلاف المهاجرين في التدفق، على الرغم من التدابير الحثيثة التي اتخذتها أثينا للتعامل مع الوضع.

عبّر ماكرون عن تضامن فرنسا الكامل مع اليونان وبلغاريا، حيث تشترك الدولتان في حدود برية مع تركيا

وما زاد الطين بلة؛ هو الإضراب العام الذي أعلنه سكان جزر ليسبوس وشوس وساموس اليونانية مؤخراً، حيث يُندّد هؤلاء السكان بالزيادة المستمرة في انعدام الأمن، ويعارضون إنشاء مخيمات جديدة للمهاجرين، وقد استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ 25 شباط (فبراير)، كما أنّ السكان المحليين قلقون أيضاً بشأن وصول المهاجرين عن طريق البحر.

في الواقع، إذا كانت الحدود البرية بين أوروبا وتركيا تشكل منطقة تدفق اللاجئين الرئيسية، فإنّ المُهربين يستخدمون أيضاً الطريق البحري، لإرسال قوارب إلى الجزر اليونانية، ما يخلق وضعاً إنسانياً مقلق.

اقرأ أيضاً: كل ما تريد أن تعرفه عن أزمة اللاجئين التي افتعلتها تركيا

وقد توفي صبي صغير أول من أمس في مياه ليسبوس، أثناء غرق قارب محمّل بحوالي 50 مهاجراً، فالقارب القادم من السواحل التركية المجاورة، "أطاح به أشخاص كانوا على متنه بعد دخوله المياه اليونانية، وهي عادة يلجأ إليها المهربون لخلق عملية إنقاذ"، حسب ما أدلى به حراس سواحل يونانيون، نقلاً عن موقع infomigrants.

أردوغان يبحث عن الدعم في سوريا

رغم احتجاجات القنصليات الأوروبية، أكّد رئيس الدولة التركي أنّه سيُبقي "أبواب أوروبا مفتوحة"، خلال مقابلة هاتفية مع أنجيلا ميركل مساء أول من أمس، وطالب رجب طيب أردوغان "بتقاسم عادل للعبء"، بحسب تركيا.

كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أنّ أنقرة برّرت فتح حدودها نحو الغرب؛ بعدم قدرتها على مواجهة موجة هجرة جديدة قادمة من الشرق، حيث إنّ استعادة دمشق لمحافظة إدلب من جديد قد تسبّب في انتقال قرابة الـ "مليون شخص" إلى الحدود التركية.

يأتي تصاعد التوتر بين تركيا والقنصليات الأوروبية بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في شمال غرب سوريا

في الواقع، يأتي تصاعد التوتر بين تركيا والقنصليات الأوروبية بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في شمال غرب سوريا، حيث يسعى رئيس الدولة التركية إلى إنشاء منطقة سيطرة خارج حدوده، دون دعوة للقيام بذلك من قبل الحكومة السورية، وتصطدم المناورة التركية مع رغبة دمشق في استعادة الشمال الغربي من أراضيها، حيث تقيم آخر جيوب الجهاديين في سوريا، ففي الوقت الذي كانت تتقدم فيه القوات الحكومية السورية تدريجياً لاستعادة الأرض، في منطقة كانت تسيطر عليها، حتى تلك اللحظة، جماعاتٌ إسلامية مسلحة، منهم جهاديون فرنسيون، كانت الطائرات التركية بلا طيار تضرب المحافظة السورية منذ عدة أيام.


مصدر الترجمة عن الفرنسية:

francais.rt.com



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية