"لوبوان" الفرنسية تحذر من "الذئاب الرمادية" بهذه الطريقة

"لوبوان" الفرنسية تحذر من "الذئاب الرمادية" بهذه الطريقة


28/06/2021

خصصت مجلة لوبوان الفرنسية موضوعها الرئيسي وصدر صفحتها الأولى لتسليط الضوء على منظمة "الذئاب الرمادية" التركية القومية المتطرفة، معنونة "جنود أردوغان في أوروبا". 

وحذّرت المجلة الفرنسية من تغلغل أفراد تلك المنظمة في أوروبا، وسبق أن حظرت فرنسا أنشطة تلك المنظمة، وقد وضعتها أجهزة أمن واستخبارات أوروبية تحت رقابة مكثفة، بشكل خاص في ألمانيا التي تضم أكبر الجاليات التركية في أوروبا، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركيا". 

وبحسب المصدر ذاته، فإنّ تلك الجماعة تضم أكثر من 18 ألف عضو، ممّا يجعلها من أكبر وأكثر الجمعيات اليمينية القومية المتطرفة نفوذاً في ألمانيا، بحسب المصدر ذاته.

وقالت "لوبوان": إنّ تلك المنظمة محظورة في فرنسا، "لكنها متواجدة بشكل خاص في جامعة ستراسبورغ"، موضحة أنّ أفكارها تتركز حول العرق والشعب التركي واستعادة أمجاده وتاريخه.

 تتهم برلين تلك الجماعات بالعمل لصالح المخابرات التركية، مؤكدة أنّ جميع مسؤوليها ومنتسبيها أعضاء أو مقربون من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم

ووضعت المجلة الفرنسية إصبعها على داء أخذ يستشري في أوروبا في ظل قوانين تحمي الحريات عموماً، لكنها تكشف في الوقت ذاته عن ثغرات وقصور في التعاطي مع تلك الجمعيات والجماعات، سواء منها تلك التي تتستر بالعمل الديني والخيري والإنساني، أو التي تنشط بدوافع عرقية أو الراغبة في استعادة أمجاد الماضي العثماني.  

وكانت ألمانيا قد قررت على غرار فرنسا حظر "ذئاب أردوغان"، وكانت باريس قد أعلنت في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي رسمياً إدراج "الذئاب الرمادية" على قائمة الجماعات المحظورة في أراضيها.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي حينها في تغريدة على حسابه بتويتر قرار حل "الذئاب الرمادية" بأمر من الرئيس إيمانويل ماكرون، محملاً تلك الجماعة، التي كشفت الاستخبارات الألمانية أنّ أفرادها من أنصار أردوغان، المسؤولية عن تأجيج التمييز والكراهية والتورط في أعمال عنف.

وكانت مصادر فرنسية قد اتهمت "ذئاب أردوغان" بأنها كانت وراء صدامات عنيفة وقعت بين الجاليتين التركية والأرمنية في منطقة "ديسين-شاربيو" قرب مدينة ليون الفرنسية.

وفي ألمانيا تتعالى أصوات الكثير من السياسيين للالتفات إلى الخطر الذي باتت تمثله تلك الجماعة المتطرفة على أمن الألمان والأوروبيين، ففي تصريحات سابقة أكد مسؤول في الشؤون الداخلية بولاية شمال الراين- ستفاليا الألمانية أنّ "المخابرات الألمانية كانت تراقب المنظمات التركية في ألمانيا، ومنها الجمعيات التابعة لمؤسسة الشؤون الدينية التركية ديانت ومنظمة ديتيب والاتحاد التركي الأوروبي للديمقراطيين، وحركة الذئاب الرمادية التي قامت برلين بحظرها بعد انتشار معلومات حول قيامها بأنشطة إرهابية وتقديم الدعم للإرهابيين في أوروبا".

وتتهم برلين تلك الجماعات بالعمل لصالح المخابرات التركية، مؤكدة أنّ جميع مسؤوليها ومنتسبيها أعضاء أو مقربون من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، معتبرة أنّ عملها يتركز على فتح منافذ للنفوذ التركي في ألمانيا.

وذكرت أنّ الاستخبارات التركية تجند أفراد تلك الجمعيات والمنظمات للتجسس على ألمانيا، وتعمل على استهداف المعارضين الأتراك في الأراضي الألمانية.

وقال مسؤول أمني: "المنظمات التركية شكلت شبكة واسعة النطاق، ليس فقط لجمع المعلومات لجهاز الاستخبارات، وإنما أيضاً يتم نقلها لمسؤولين داخل الحكومة التركية".

وكان التقرير السنوي للمخابرات الألمانية قد ذكر العام الماضي أنّ الاستخبارات التركية تركز على ألمانيا، وتعتقد أنها تقدم الدعم لشبكة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة في صيف العام 2016، وحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ عقود حرباً على تركيا.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية