ليبيا: ميليشيات حكومة الوفاق تتصارع... ما علاقة إعادة الإرهابيين إلى الواجهة؟

ليبيا: ميليشيات حكومة الوفاق تتصارع... ما علاقة إعادة الإرهابيين إلى الواجهة؟


20/12/2020

ما زالت الخلافات والصراعات بين الميليشيات المسلحة وبين رئيس حكومة الوفاق وأعضائها تخيّم على المشهد العام بمناطق الغرب الليبي، فقد شنّ قائد "كتيبة ثوار طرابلس" هيثم التاجوري، في تصريحات تلفزيونية، هجوماً حاداً على حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، واصفاً إياها بالحكومة الهزيلة ووصف قواتها بـ"جيش الصوبات".

وطالب التاجوري، وفق ما أوردت صحيفة "المرصد" الليبي، بأن يكون على علم بكل من يريد دخول طرابلس، سواء كانت دوريات، أو أية قوة تريد الانتشار في المدينة، وذلك على خلفية اتهامات كان قد وجهها لوزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا، واتهامه بمحاولة السيطرة على مداخل ومخارج العاصمة طرابلس.

 

هيثم التاجوري يشنّ هجوماً حاداً على السراج، ويصف حكومته بالهزيلة وقواته بـ"جيش الصوبات"

 وأكد آمر ميليشيا ثوار طرابلس هيثم التاجوري أنّ هناك تضارباً داخل حكومة الوفاق، مشيراً إلى أنه لا وجود لجيش ولا لشرطة في ليبيا.

وحول البيان الصادر بحقه، قال التاجوري: "نحن بعيدون كلّ البعد عن البيانات، فشغلنا الشاغل وهمّنا هم الناس داخل طرابلس".

وأضاف: "الحكومة هزيلة والناس في طرابلس تعبت ولم تجد إلا التصريحات التي يخرج عليها بها كل مرّة مسؤول بلا جدوى، ونحن مع الشعب ومع الشارع ولسنا بصدد الدفاع عن مؤسسات الدولة، لكن لو فكّر أي أحد بالاعتداء على مواطن ورفع السلاح، فسيتم ردعه وبقوة داخل طرابلس".

يُذكر أنّ داخلية الوفاق كانت قد وضعت يوم الخميس الماضي آمر ميليشيا ثوار طرابلس هيثم التاجوري على قوائم المطلوبين لديها في تهم تتعلق بسرقة المال العام، مطالبة ميليشيا الردع والتدخل السريع محور أبو سليم المعروفة بميليشيا غنيوة الككلي بتسليمه.

وزير دفاع بحكومة الوفاق يعوّل على عدد من المهربين والمطلوبين دولياً، على غرار محمد كشلاف المعاقب محلياً ودولياً

وتأتي تصريحات التاجوري في وقت تتمركز فيه الميليشيات التابعة لكتيبته "ثوار طرابلس" في طرابلس على امتداد اليومين الماضيين بشكل مفاجئ، ممّا جعل عدداً من المتابعين يؤكدون أنّ موجة اشتباكات ستندلع من جديد بين الميليشيات في العاصمة الليبية.

ولعل ما يجعل التسليم بحدوث اشتباكات بين الميليشيات من جديد هو تعويل وزير الدفاع بحكومة الوفاق صلاح النمروش على عدد من المهربين والمطلوبين دولياً، على غرار محمد كشلاف المعاقب من مجلس الأمن الدولي، والمطلوب للنائب العام، ولقبه "القصب".

وقد ظهر هذا الأخير إلى جانب النمروش خلال زيارته الأخيرة منذ يومين إلى مقر حرس المنشآت النفطية.  وهذا المهرّب معروف على أنه أحد أباطرة التهريب في مناطق الساحل الغربي، ويجني ثروته من تهريب الوقود من المصفاة وبيعه بأضعاف ثمنه الحقيقي، وقد اختفى وتراجعت أرباحه وأنشطته خلال فترة الإغلاق الأخيرة ليظهر الآن مجدداً مع تدفق النفط والوقود. ويمتلك القصب مستشفى خاصاً في مدينة الزاوية أطلق عليه اسم "مصحة النصر" تيمناً بكتيبته المسمّاة "سرية النصر"، والتي كانت سبباً في انتشاله من العدم إلى مصافّ الأغنياء المطلوبين، الذين يتمتعون بالحماية والنفوذ في الوقت ذاته، وفق ما نقل "مرصد مينا".

النمروش يستعين بخدمات محمد بلعم، وهو أحد عناصر تنظيم داعش، ويكلفه بإدارة ومتابعة ملف تبادل المعتقلين والجثامين

ويقود ميليشيات تابعة لحرس الميليشيات النفطية رغم أنه مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، التي تشمل حظر السفر وتجميد الأموال، بالإضافة إلى عقوبات محلية من النائب العام في طرابلس.

ولا تقتصر علاقات النمروش بالعناصر المشبوهة على المهربين، فحسب، بل إنه استعان أيضاً بخدمات أحد عناصر تنظيم داعش، حيث أصدر قراراً  بتكليف محمد بلعم بإدارة ومتابعة ملف تبادل المعتقلين والجثامين، بالتعاون مع اللجنة الدائمة للشؤون الإنسانية بالوزارة، علماً بأنه شارك سابقاً في المعارك التي خاضها متطرفون ضد قوات الجيش الوطني في مدينة بنغازي، قبل هروبه إلى طرابلس.

يُذكر أنّ ضعف أداء الحكومة منح الميليشيات المسلحة فرصاً للاستقواء على الحكومة، بحجج مختلفة وبرعاية المفتي المعزول الصادق الغرياني.

الصفحة الرئيسية