مؤتمر مراكش يتفق على إستراتيجية جديدة لمواجهة "داعش"... ما تفاصيلهاا؟

مؤتمر مراكش يتفق على إستراتيجية جديدة لمواجهة "داعش"... ما تفاصيلهاا؟


12/05/2022

وضع المؤتمر الأمني الدولي في مراكش إستراتيجية جديدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي تقوم على خطة متعددة الأطراف ونهج أكثر فاعلية ومواكبة للتهديدات الإرهابية.

وقد رحب وزراء خارجية التحالف الدولي لقتال "داعش" بالاجتماع الأول الذي عقده التحالف في أفريقيا أمس، بدعوة من وزيري خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن (الذي تغيب عن المؤتمر بعد إصابته بكورونا الأسبوع الماضي) ونظيره المغربي ناصر بوريطة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وأكد الوزراء في بيانهم الختامي عزمهم المشترك على مواصلة القتال ضد "داعش" من خلال الجهود العسكرية والمدنية التي تساهم في الهزيمة الدائمة للجماعة الإرهابية.

وزراء خارجية التحالف الدولي يؤكدون عزمهم على مواصلة القتال ضد "داعش" من خلال الجهود العسكرية والمدنية في سوريا والعراق وأفغانستان وأفريقيا

وشددوا على حماية المدنيين كأولوية، وعلى وجوب الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

كما أكد الوزراء على أنّ ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا يظل الأولوية الأولى لهزيمة التنظيم، وشددوا على أنّه على الرغم من الانتكاسات الكبيرة التي عانت منها قيادة داعش مؤخراً فإنّ التنظيم يواصل شن هجمات في البلدين، وأنّه يمثل تهديداً مستمراً كما اتضح من الهجوم الواسع على معتقل الصناعة في شمال شرق سوريا في كانون الثاني (يناير) الماضي.

التحالف سيواصل تقديم الدعم لقوات الأمن، بما في ذلك البشمركة والشركاء المحليون، وحلول لمقاتلي داعش وأفراد أسرهم في شمال شرق سوريا

وأكد الوزراء مجدداً على أهمية تخصيص الموارد الكافية لدعم جهود التحالف والقوات الشريكة الشرعية.

وأعلنوا أنّ التحالف سيواصل تقديم الدعم لقوات الأمن العراقية، بما في ذلك البشمركة والشركاء المحليون في سوريا، وشددوا على أنّ الجهود التي يقودها المدنيون، بما فيها إعادة الاستقرار ومكافحة تمويل الإرهاب والروايات المضادة ومحاكمة المقاتلين الإرهابيين الأجانب وإعادة التأهيل وإعادة دمج المواطنين، هي جهود ضرورية بشكل متزايد لتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش

وأشار الوزراء إلى أهمية ضمان حلول مستدامة طويلة الأجل لمقاتلي داعش وأفراد أسرهم في شمال شرق سوريا، بما في ذلك الإجراءات القانونية المناسبة لضمان محاسبة المذنبين بارتكاب جرائم.

وحول الوضع في سوريا، ذكر بيان وزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة داعش أنّ التحالف يقف إلى جانب الشعب السوري لدعم تسوية سياسية دائمة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254.

رعاية التحالف الدولي لمجموعة التركيز الأفريقية لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون في الدول الأفريقية

كما يواصل التحالف دعم التعافي المحلي الشامل وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من داعش وجهود المصالحة وإعادة الاندماج لتعزيز الظروف المؤاتية لحل سياسي على مستوى سوريا للنزاع بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

كما أكد الوزراء على الحاجة إلى مواجهة التهديد المتطور لتنظيم داعش في أفريقيا، ورحبوا بالاجتماعات الـ3 الأولى لمجموعة التركيز الأفريقية التي عُقدت في بروكسل وروما ومراكش.

وأوضح الوزراء أنّه تحت رعاية التحالف الدولي لهزيمة داعش ستعزز المجموعة قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون في الدول الأفريقية العضوة في التحالف من خلال الاستفادة من تجارب العراق وسوريا.

وشددوا على ضرورة قيام هذه المجموعة بتعزيز التعاون مع الجهود والمبادرات الدولية والإقليمية الفرعية والإقليمية لمكافحة الإرهاب الجارية في القارة الأفريقية.

وأصر الوزراء على أهمية معالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن في أفريقيا، مع التأكيد على أنّ أي حل دائم لوقف انتشار داعش في القارة سيعتمد في المقام الأول على السلطات الوطنية، إضافة إلى الجهود والمبادرات الإقليمية الفرعية والإقليمية والاعتراف بالدوافع السياسية والاقتصادية للصراع ومعالجتها.

كما أشاروا بقلق إلى انتشار الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك الحركات الانفصالية والشركات العسكرية الخاصة في أفريقيا التي تساهم في زعزعة الاستقرار، وزيادة ضعف دول القارة التي تفضل في نهاية المطاف داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية والعنيفة المتطرفة استهدافها.

بوريطة: مؤتمر مراكش مرحلة فارقة في بلورة (خطة عصرية) لمواجهة تنظيم داعش على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته الإرهابية

وأكد الوزراء أنّ تنظيم "داعش- خراسان" يشكل تهديداً متزايداً لمنطقة جنوب ووسط آسيا، وأدانوا بشدة الهجمات المروعة التي قامت بها هذه المجموعة خلال شهر رمضان وعطلة العيد في أفغانستان، التي استهدفت المدنيين وخاصة الأقليات.

كما أكد الوزراء مجدداً على التزامهم العالمي تجاه الناجين وأسر ضحايا جرائم داعش، بما في ذلك من خلال محاسبة قادة التنظيم ومرتكبي الجرائم.

وفي السياق، دعا وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى "رد متعدد الأطراف في مواجهة التهديدات الإرهابية العالمية".

وقال في تصريح نقلته صجيفة "هسبريس": "كلنا عزم على جعل هذا الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش مرحلة فارقة في تعبئة الشركاء وبلورة مقاربة محينة (خطة عصرية) لمواجهة تنظيم داعش على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته الإرهابية خصوصاً في أفريقيا".

واستعرض بوريطة تجربة المغرب في محاربة الإرهاب وخطته "الاستباقية"، مشيراً إلى أنّ المغرب فكك "أكثر من (210) خلايا إرهابية منذ 2002".

من جهتها، قالت القائمة بأعمال مساعدة وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند التي حضرت الاجتماع نيابة عن بلينكن: إنّه "خلال الأعوام الـ7 الأخيرة، تم إضعاف تنظيم داعش في العراق وسوريا، لكنّ تهديد التنظيم ما يزال قائماً، ويتحين الفرصة لإعادة بناء نفسه".

وقالت: إنّ الولايات المتحدة ستخصص (700) مليون دولار هذا العام لإعادة إعمار المناطق التي تم "تحريرها" من سيطرة التنظيم المتطرف، مضيفة أنّ بلادها خصصت في العام الماضي (45) مليون دولار لمساعدة شمال سوريا، و(60) مليون دولار للعراق لإعادة إعمار "المناطق المحررة من داعش".

واعتبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أنّ اجتماع التحالف الدولي ضد داعش الذي حضره ممثلو أكثر من (80) دولة، يشكّل حدثاً له أهمية سياسية كبيرة في مكافحة الإرهاب، مؤكداً "التزام إيطاليا والمغرب بتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء".

يُذكر أنّ التحالف تأسس في العام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الذي سيطر في أوج تمدده على أكثر من (110) آلاف كلم مربع بين العراق وسوريا، ويضم التحالف (84) عضواً بين دول ومنظمات دولية، منها حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية (إنتربول).

الصفحة الرئيسية