ماذا تعرف عن تقنية شبكة العقول؟

تقنية جديدة قد تجعلنا على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم التواصل عن بعد عن طريق الدماغ.

نجح علماء من جامعة واشنطن بتطوير تقنية جديدة كوسيلة للتواصل، يشترك من خلالها مجموعة أشخاص لحل معضلة ما باستخدام عقولهم فقط، وسيلة للتواصل، تدعى شبكة العقول "BrainNet".

اقرأ أيضاً: تقنية جديدة للذكاء الاصطناعي في مجال الأفلام.. ما هي؟

وخلال التجربة التي أجراها الباحثون، اشترك 3 أشخاص للفوز بلعبة متفق عليها، واقتصر التواصل بين المشاركين على أسلوب "الدماغ للدماغ" فقط.

يعد نجاح هذه التقنية قفزة علمية كبيرة؛ لأنه يثبت أمرين مهمين؛ الأول إمكانية اشتراك أكثر من شخصين في تلك العملية، وثانياً: قدرة الإنسان على تلقي المعلومات وإرسالها للآخرين باستخدام العقل فقط.

تقنية جديدة قد تجعلنا على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلم التواصل عن بعد عن طريق الدماغ

يقول أستاذ علوم وهندسة الكمبيوتر وهندسة الكهرباء والحاسوب في جامعة واشنطن، راجيش راو، والمشارك في الدراسة: "البشر كائنات اجتماعية تتواصل فيما بينها بهدف التعاون وحل المشكلات، ولا يمكن لأي منا حل تلك المشاكل بمفرده بالكامل، وأردنا من خلال الدراسة معرفة إمكانية تعاون مجموعة من الأشخاص لحل مشكلة ما باستخدام عقولهم فقط، وهكذا توصلنا لفكرة تقنية BrainNet يتعاون فيها شخصان لحل مشكلة شخص ثالث".

التجرية

شارك 3 أشخاص للفوز بلعبة شبيهة بلعبة "تيتريس" لتطبيق المكعبات.

تقسم التجربة الأدوار بين المشاركين الـ3، بحيث يجلس كل منهم في غرفة مختلفة، حيث يرى اثنان منهم المكعب وصفوف الأعمدة الذي يجب وضع المكعب في إحداها، لكن لا يمكنهما التحكم بأي شيء، بينما يرى المشارك الثالث "المستقبِِل"، المكعب فقط، لكن يمكنه التحكم به دون أن يرى صفوف الأعمدة، بينما يقرر كل من المرسلين الاثنين إذا ما كان يجب على اللاعب الثالث أن يحرك المكعب بأحد الاتجاهات أم لا ويرسل المعلومات عبر الإنترنت ومنها إلى دماغ المشارك الثالث، بحسب صحيفة "العين" الإخبارية.

اقرأ أيضاً: تقنية تلغي ضرورة حضور الأساتذة إلى الجامعة... تعرّف إليها

ارتدى المرسلون قبعات ترصد النشاط الكهربائي الدماغي لديهم، وطُلب منهم التحديق في أضواء تومض 17 مرة في الثانية في حال الإشارة على الموافقة، أو 15 مرة في الثانية في حال الرفض، حيث يستجيب الدماغ لاختيار كل منها بأنماط مختلفة من النشاط الكهربائي.

تلتقط المجسات الموصلة برأس المرسلين النشاط ويرسلها إلى الإنترنت ومن ثم إلى دماغ المستقبِل، حيث يتم توصيل "كابل" ينتهي بقطعة معدينة صغيرة بمؤخرة رأسه تحفز الجزء المسؤول عن تفسير الإشارات القادمة من العينين في الدماغ.

راجيش راو: البشر كائنات اجتماعية تتواصل فيما بينها بهدف التعاون ولا يمكن لأي منا حل المشاكل بمفرده بالكامل

وإن كانت رسالة اللاعبين الآخرين "نعم حرك المكعب" باتجاه ما، فإن المستقبل سيرى وميضاً ساطعاً، وإن كانت الإجابة بالنفي فلن يرى اللاعب الثالث شيئاً.

حصل المشاركان المرسلان على فرصة لمعرفة اختيار المستقبِل وتصحيحه، من أصل 16 جولة طُلب من اللاعبين أداؤها، نجحت الفرق الخمسة المشاركة بمعدل 13 مرة بإرسال وتلقي المعلومات الصحيحة، أي بنسبة 81%.

وعلى الرغم من بساطة التجربة واعتمادها على حل لعبة لا أكثر، فإن الباحثين يأملون أن تكون خطوة تمهد الطريق لمزيد من تقنيات التواصل عن طريق الدماغ، مما يبشر بثورة جديدة في عالم الاتصالات تجعل من الهواتف الذكية النقالة تراثاً من الماضي في غضون أعوام.