ماذا تعني مشاركة الملا بارادار في مفاوضات طالبان وأمريكا؟

ماذا تعني مشاركة الملا بارادار في مفاوضات طالبان وأمريكا؟


25/02/2019

أثارت جلسة المفاوضات، التي تجري اليوم في الدوحة، بين حركة طالبان ومسؤولين أمريكيين، رغم أنّها ليست الأولى، الكثير من التساؤلات بسبب مشاركة الملا عبد الغني بارادار، أحد مؤسسي حركة طالبان فيها.

وأفادت مصادر في حركة طالبان، وفق شبكة "بي بي سي"، بأنّ الملا عبد الغني بارادار، أحد مؤسسي حركة طالبان، سيسافر إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في محادثات، تجري اليوم، بين الحركة ومسؤولين أمريكيين.

كما أعلنت دولة قطر مشاركة بارادار، وترأسه لوفد الحركة في المحادثات، رغم تقارير سابقة أشارت إلى غيابه.

ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على وقف إطلاق النار، بهدف إنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية.

حركة طالبان تعلن أنّ الملا بارادار سيسافر إلى الدوحة للمشاركة في محادثات الحركة مع مسؤولين أمريكيين

ويقود الجانب الأمريكي في المفاوضات المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاده، وذلك حسبما قال بيان للخارجية الأمريكية.

ويشير محللون إلى أنّ انخراط الملا بارادار في المحادثات قد يزيد من فرص التوصل لاتفاق بين الجانبين.

وكان مسؤولون أمريكيون قد التقوا مع ممثلين لحركة طالبان، عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة لإنهاء الحرب، الدائرة في أفغانستان، منذ أكثر من 17 عاماً.

وتولى الملا بارادار عدة أدوار رئيسة، في حركة طالبان، قبل اعتقاله في باكستان، عام 2010؛ حيث قبع في السجن نحو 8 أعوام، إلى أن أطلق سراحه، في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، ثم تولى مسؤولية المكتب السياسي للحركة، في دولة قطر.

لكن، حتى الآن، ما يزال بارادار يقيم في باكستان، ولم يصدر أية بيانات علنية.

وتقول مصادر في طالبان؛ إنّ نفوذ بارادار قد يساعد على تسريع مسار عملية السلام.

وكان مسؤولون أمريكيون، وممثلون عن طالبان، قد أعلنوا، في كانون الثاني (يناير) الماضي، أنّ مشروع اتفاق سلام تمّ التوصل إليه بين الجانبين.

لكن ما تزال هناك عقبات، من بينها رفض طالبان الدخول في محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، التي تعدّها الحركة "غير شرعية."

ورفضت طالبان محاولات من الحكومة الأفغانية للمشاركة في المحادثات، وعرضاً من الرئيس الأفغاني، أشرف غني، بفتح مكتب تمثيل للحركة في أفغانستان، بينما تدفع الحركة باتجاه اعتراف دولي، بمكتبها في الدوحة.

وما يزال نحو 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، كجزء من مهمة حلف شمال الأطلنطي "ناتو"، التي تقوده الولايات المتحدة، لتدريب ودعم القوات الأفغانية، كما تنفذ القوات الأمريكية عمليات لمكافحة الإرهاب.

وانخفض عدد القوات الأجنبية في أفغانستان بقوة، منذ بلوغها ذروة حجمها، عام 2010؛ حيث بلغت نحو 130 ألف جندي أجنبي، من بينهم 100 ألف جندي أمريكي.

وقتل أكثر من 2300 جندي أمريكي، في أفغانستان، وأكثر من 1100 جندي من دول التحالف، من بينهم 450 جندياً بريطانياً.

وتقول الأمم المتحدة؛ إنّ "نحو 30 ألف مدنياً قتلوا في أفغانستان، بين عامي 2009 و2017، كما قتل عشرات الآلاف، من قوات الأمن الأفغانية، وعدد غير معروف من المتمردين".

 

 

الصفحة الرئيسية