ماذا تفعل ميليشيات إيران في دير الزور؟

ماذا تفعل ميليشيات إيران في دير الزور؟


28/08/2019

تهيمن المجموعات الإيرانية على مدينة دير الزور وريفها، الواقعة نظرياً تحت سيطرة نظام بشار الأسد، شرق سوريا.

ولا تقتصر تلك الهيمنة للمجموعات التابعة لإيران على الجانب العسكري؛ بل تتعداه إلى المجال الثقافي والإداري وبقية الجوانب الأخرى، إلى جانب تحكمها بقرارات مؤسسات النظام في المدينة، خاصة مؤسستي القضاء والتعليم، إلى درجة يمكن وصفها بالاحتلال، وفق ما أوردت "الأناضول".

الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور الحرس الثوري وحركة النجباء وحزب الله ولواء القدس والفرقة 313

وتقوم تلك المجموعات بنشاطات مكثفة لتشييع أبناء المنطقة ذات الغالبية السنيّة، خاصة الأطفال والشباب.

وتتنشر المجموعات التابعة لإيران في مدينة دير الزور، ومعظم البلدات والقرى بريفها.

ومن أبرز المناطق التي تتواجد فيها المجموعات التابعة لإيران؛ مدينة البوكمال، على المنفذ الحدودي مع العراق، وبلدة صبيخان، وبلدة بقرص، وبلدة الطوب، ومدينة موحسن، وبلدة حطلة، وقرية عين علي، والشريط النهري ببلدة العشارة، ومدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وبلدة الصالحية بريف دير الزور الشمالي.

وأفادت المصادر التي نقلت عنهم وكالة "ميديل إيست أون لاين"؛ بأنّ أبرز المجموعات التابعة لإيران في المنطقة هي الحرس الثوري الإيراني، وحركة النجباء، وحزب الله السوري، ولواء القدس، والفرقة 313.

مقرات الحرس الثوري وحركة النجباء مشتركة، ويبلغ مجموع عناصرهما بين 1500 إلى 2000 عنصر، من الجنسيَّتين الإيرانية والعراقية، وهؤلاء يتمركزون بحي الكتف في مدينة البوكمال، بعد أن قاموا بطرد معظم سكانها منها، كما استولوا على عدد من البيوت في وسط المدينة، وحولوا بيوتهم إلى مستودعات أغذية.

وفي شهر رمضان الماضي؛ تفاجأ أهالي المنطقة بوصول وفود شيعية لزيارة نبع "عين علي"، الموجود على تلة قرب مدخل مدينة القورية؛ حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لممارسات غريبة في النبع الذي يزوره السوريون للاستشفاء.

ويمتلك الحرس الثوري الإيراني وحركة النجباء أسلحة ثقيلة؛ من رشاشات ثقيلة، وعربات مدرّعة، ودبابات، ويتولى قيادة الحرس الثوري إيراني يدعى الحاج سلمان، فيما يعدّ الحاج صادق المسؤول الأول ومنسق جميع مجموعات إيران الإرهابية في دير الزور.

أما حزب الله السوري؛ فيبلغ عدد مقاتليه 700 عنصر، ينتشرون في حواجز تمتد من مركز مدينة دير الزور وحتى مدينة الميادين بريفها الشرقي، كما يوجد لهم عدد من المقرات في المدينة بحيي الضاحية والقصور، يحمل منتسبوها الجنسيتين اللبنانية والسورية، وقائدها لبناني الجنسية.

وبدأ حزب الله السوري، منذ عام 2017، بتطويع شباب سوريين مقابل راتب شهري يقدر بـ 200 دولار.

ويضمّ لواء القدس 2000 مقاتل يتمركز نصفهم في مركز مدينة دير الزور ومدينة الميادين، فيما ينتشر النصف الآخر في بادية دير الزور.

والمركز الرئيس للواء القدس في مدينة دير الزور؛ حيث استولى على 3 فيلات فيها، حوّل إحداها إلى مركز قيادة عامة، ويمتلك أسلحة متوسطة وخفيفة، وعناصر اللواء يحملون الجنسيات الإيرانية والأفغانية والباكستانية، إضافة إلى عدد قليل من حاملي الجنسية السورية.

كما تتواجد الغالبية العظمى من عناصر "الفرقة 313" في بادية دير الزور، إضافة إلى بعض الحواجز على أطراف مدينة دير الزور وطريق المطار، ويبلغ عدد عناصرها 300 عنصر، جميعهم من الأجانب، ويمتلكون أسلحة متوسطة.

المجموعات الإيرانية افتتحت عدداً من المدارس بغية تشييع الأطفال واستولت على المركز الثقافي لدير الزور

من جانب آخر؛ أفادت المصادر ذاتها بأنّ مجموعات إيران افتتحت عدداً من المدارس بغية تشييع الأطفال، كان آخرها في مدينة الميادين بريف دير الزور؛ حيث افتتحت مدرسة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 أعوام.

وأشارت المصادر إلى أنّ تلك المجموعات استولت على المركز الثقافي لمدينة دير الزور وباتت تستغله في أنشطة دينية.

كما أنشأت مجموعات إيران عدداً من الحسينيات والمزارات في المنطقة، أبرزها حسينية جرى افتتاحها مؤخراً في حي الهرابيش في المدينة، إضافة إلى بناء مزار في قرية قبة علي، وافتتحت مكاتب عقارية تقوم بشراء المنازل والعقارات والأراضي للاستيلاء على أكثر المواقع حيوية في المحافظة.

ولفتت المصادر إلى أنّ "السكن في أيّة مدينة أو قرية في دير الزور بات مرتبطاً بموافقة تلك المجموعات، عبر إصدارها أذونات بهذا الخصوص"، مشيرة إلى أنّ المجموعات الإيرانية طردت مؤخراً عدداً من العائلات في قرية قبة علي؛ بسبب عدم امتلاكهم إذونات صادرة منها.

 وتسعى طهران، التي ساندت نظام بشار الأسد في الحرب السورية، ودعمته عسكرياً، إلى تنفيذ مشاريعها في المنطقة، وبسط نفوذها، لتضمن بقاءها مستقبلًا حتى إذا رحلت عسكرياً، وهو ما تقوم به منذ أعوام أيضاً في الأراضي العراقية.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية