ماذا يحدث عندما نموت؟!

ماذا يحدث عندما نموت؟!


19/11/2017

مختارات حفريات

أكدّ الدكتور سام بارنيا، مدير أبحاث العناية الحرجة والإنعاش، في جامعة نيويورك، أنّ الموت "مريح جداً" وأنّ الأشخاص الذي عاشوا خبرات قريبة من الموت تحدثوا عنْ لقاءات مع أقارب راحلين، لكنّه أوضح أنّ هذا الإحساس ليس دليلاً على وجود حياة أخرى بعد الموت.
وتطرق الدكتور بارنيا، الذي كان يتحدث في ندوة عامة، إلى موت الجسد قائلاً: "إنّ الموت عملية، وهو ليس لحظة قاطعة بالأسود والأبيض، بل في المحصلة النهائية، يتناقص الأوكسجين الذي يصل إلى الدماغ، حين نكون على وشك الرحيل عن هذا العالم، وهذا يتسبّب في توقف دوائر الدماغ عن العمل، ونصبح غير واعين بالعالم الخارجي.
وحين يتوقف القلب، تتعطل كل عمليات الحياة، لعدم وجود دم يصل إلى الدماغ والكلى والكبد، وتفارقنا الحياة فنصبح بلا حركة، وهذه هي اللحظة التي يسجّلها الأطباء لإعطائنا وقت الوفاة".
لكنّ الدكتور بارنيا، الذي له عدة دراسات وكتب عن موضوع الموت، شدّد على وجود عملية ذهنية جعلتْ أشخاصاً خرجوا أحياءً من خبراتٍ وضعتهم على حافة الموت، يتلهفون إلى الموت مرة أخرى!.

 حين يتوقف القلب، تتعطل كل عمليات الحياة، لعدم وجود دم يصل إلى الدماغ والكلى والكبد، وتفارقنا الحياة

وقال الدكتور بارنيا، الذي أنقذ آلاف المرضى بعد أنْ كانوا على وشك الموت: "حين نموت، فإنّ هذه الخبرة لا تكون بغيضةً بالنسبة للغالبية العظمى من الأشخاص، وللذين يموتون منّا موتاً طبيعياً، حتى إذا كنّا نعاني من الألم قبل الوفاة، فإنّ عملية الموت تصبح مريحة جداً، إنها هانئة وهادئة للغاية".
ولاحظ الدكتور بارنيا أنّ أشخاصاً، اقتربوا من الموت، يتحدثون عن ضياء ساطع دافئ ترحيبي يجذبهم إليه.
وقال: "إنّهم يصفون إحساساً بمعايشة أقارب رحلوا قبلهم، وكأنهم أتوا لاستقبالهم. وكثيراً ما يقولون أنّهم كانوا في حالات عديدة، لا يريدون العودة إلى الحياة، لأنّها عملية مريحة، وهي كالمغناطيس الذي يجذبهم ولا يريدون العودة".

 رؤية أقارب رحلوا عند الاقتراب من الموت ليستْ دليلاً على وجود حياة أخرى بعده

وأضاف: "إنّ كثيرين يصفون إحساساً بالانفصال عن أنفسهم، ومراقبة الأطباء والممرضين يشتغلون عليهم، ويستطيعون أن يسمعوا اشياء، ويسجلوا كل الأحاديث التي تجري من حولهم. وآخرون يصفون إحساساً، يستعرضون فيه كلّ ما فعلوه في حياتهم".
ولكنّ الدكتور يوضّح أنّ هناك تفسيرات علمية لردّ الفعل هذا، وأنّ رؤية أقارب رحلوا ليستْ دليلاً على وجود حياة أخرى بعد الموت، ولكنّ الأرجح أنّ العقل يصور ما في نفسه كطريقة للبقاء.
ونوّه الدكتور بارنيا إلى التكنولوجيا والعلوم الحديثة، قائلاً: "إنّ الموت بفضلها لا يتعين أن ينحصر في الفلسفة والدين، بل يمكن استطلاعه من خلال العلم".

ترجمة: عبدالإله مجيد

عن صحيفة "إيلاف" اللندنية - عن "الديلي اكسبرس"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية