ماذا يحدث في السودان؟

ماذا يحدث في السودان؟


01/06/2019

حذر تجمع المهنيين، الذي يقود التظاهرات في السودان، من مغبّة العنف ضد المتظاهرين المعتصمين خارج مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، محملاً المجلس العسكري الانتقالي مسؤولية مقتل ثلاثة أشخاص خلال اليومين السابقين.

تجمع المهنيين يحذر من مغبة العنف ضد المتظاهرين المعتصمين خارج مقر قيادة الجيش بالخرطوم

وزادت حدة التوترات بعد تصريح المجلس العسكري، أول من أمس، بأنّ "ميدان الاعتصام أصبح خطراً على البلد والثوار"، وفق ما نلقت شبكة "بي بي سي".

وقال قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم اللواء بحر أحمد بحر، في بيان بثه التلفزيون الرسمي: "ميدان الاعتصام أضحى غير آمن ويشكل خطراً على الثورة والثوار ومهدداً لتماسك الدولة وأمنها الوطني"، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.

وكان المجلس اتهم مَن وصفهم بأنّهم عناصر "منفلتة" بمهاجمة مركبة تابعة لقوات الدعم السريع والاستيلاء عليها قرب موقع الاعتصام.

جاء ذلك بعد أيام من إضراب نظمه محتجون وجماعات معارضة، وفي ظل تلويح قوى الحرية والتغيير باللجوء إلى العصيان المدني الشامل في البلاد إذا لم يتحقق مطلبها بتسليم السلطة للمدنيين.

وأكد حافظ محمد، الذي يدير منظمة إفريقيا العدالة في السودان، في تصريح لـ "بي بي سي" أنّ العنف لن يعوق المتظاهرين، قائلاً إنّ "المجلس العسكري يرغب في تفريق هؤلاء المتظاهرين، ولهذا فهم يقتلون البعض لتخويف البعض الآخر وتفريقه، ولا أظن ذلك سيكون".

تصريح المجلس العسكري بأنّ ميدان الاعتصام أصبح خطراً على البلد والثوار زاد من حدة التوترات

وأضاف: "المتظاهرون مصممون على تحقيق هدفهم؛ وحتى لو طلب منهم قادة التظاهرات الرحيل دون تحقيق هذا الهدف، فلا أظنهم يمتثلون لمثل هذا الطلب؛ أظن أنهم يصرّون على رؤية إدارة مدنية للبلاد، وليس حاكماً عسكرياً".

وتبدي جهات سودانية معارضة مخاوفها من احتمالية لجوء المجلس العسكري إلى فض الاعتصام بالقوة، وهو ما دأب المجلس العسكري على نفيه.

بالمقابل، شارك مئات الأشخاص في مسيرة داعمة للمجلس العسكري السوداني في الخرطوم حاملين صوراً لجنرالات المجلس، فيما ردّد آخرون هتافات دينية.

وهتف المشاركون وغالبيتهم شباب في وسط الخرطوم "مئة بالمئة (حكم) عسكري"، بحسب شبكة الحرة.

وحمل بعض المشاركين لافتات عليها صور قائد المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، وكتب على بعضها "يا برهان فوضناك.. ما عايزين رئيس بلاك".

مئات الأشخاص يشاركون في مسيرة داعمة للمجلس العسكري السوداني ويطالبون بالحكم العسكري

وردّد كثير من المشاركين في المسيرة الداعمة للمجلس العسكري هتافات مؤيدة للشريعة ومناهضة للعلمانية.

وهتف بعضهم فيما كانوا ينضمون لآخرين أمام المنصة "حرية، سلام، عدالة، الشريعة خيار الشعب".

وبقيت الأحزاب الإسلامية على الهامش خلال الاحتجاجات المناهضة للبشير في أرجاء السودان، لكنها عادت وأعلنت دعمها للجيش آملة في الإبقاء على الشريعة المطبقة في البلاد.

ويعتصم آلاف المتظاهرين منذ السادس من نيسان (أبريل) الماضي أمام مقرّ الجيش في الخرطوم. وبعدما طالبوا الجيش بالدعم ضدّ الرئيس السابق عمر البشير، ويريد المتظاهرون حالياً رحيل الجنرالات الذين تسلّموا الحكم.

 

الصفحة الرئيسية