ماكرون.. وتحدي "الإسلامافوبيا"

ماكرون.. وتحدي "الإسلامافوبيا"


01/05/2022

عبدالله العوضي

قبل أسابيع كنت على تواصل إلكتروني مع أحد الزملاء الذين غادروا الإمارات للعيش واستكمال الدراسة في فرنسا.
وكان مدار الحديث حول الانتخابات الرئاسية والتنافس بين ماكرون الذي يمثل الاعتدال ولوبان التي تُنعت بأقصى يمين التطرف.
لقد لفت هذا الزميل نظري إلى القول بأن عودة ماكرون للرئاسة لقترة ثانية، أفضل بعشر مرات من فوز لوبان؛ فهي الوبال على فرنسا لو تمكنت من تنفيذ برنامجها الانتخابي، سواء ما يتعلق بالمسلمين المهاجرين أو بمكانة فرنسا في الاتحاد الأوروبي، وكذلك في الناتو التي تريد الانسحاب منه.
منذ سنوات وفي فترة حكم أولاند، كنت في لقاء مع أحد كبار المسؤولين الأميركان، وكان مناط الحديث آنذاك عن مشكلة «النقاب» التي أثارت ضجة كبيرة إلى الحد الذي شرع فيه البرلمان الفرنسي قانوناً خاصاً لوضع غرامة مالية على ارتدائه تقدر بـ 2000 يورو، فجاء رجل أعمال فرنسي مسلم من أقصى مدينة باريس يسعى لإنقاذ المسلمات من هذه الغرامات، فقام الرجل بإنشاء صندوق خاص لدفع الغرامات وحث المسلمات على الاستمرار في لبس «النقاب»
فسألت المسؤول الأميركي، لو كانت أميركا في ذات الموقف هل ستقوم بإصدار ذات المنع بالتشريع؟!
قال: طبعاً لا لأن اللباس شأن خاص وليس له علاقة بالدين، قلت له: بل له علاقة بثقافة الشعوب أكثر من تعاليم الدين، فالثقافات لا تقيد ممارساتها بالقوانين، بل بالتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر المختلف في كل شيء.
بعد فوز ماكرون، فإنه أصبح أمام أكبر اختبار مقابل اليمين المتطرف وبزعامة لوبان، فإن لم يستطع كبح جماحها خلال السنوات الخمس المقبلة، فسوف تقع فرنسا التنوير في شراك التطرف من الطرفين، وتتعرض أنوار باريس إلى عملية إطفاء متعمد لا نعرف عقباها.
وبالعودة إلى ما جاء في البرنامج الانتخابي لـ«ماكرون»، ندرك ملامح سياساته التي سوف يقيم المجتمع بناء عليه في الفترة المقبلة فقد:
شدد على دمج المهاجرين في المجتمع مع الحفاظ على هويتهم، كما أكد على أن منح تصريح الإقامة طويل الأمد سيكون مشروطاً بامتحان يحدد مستوى الشخص باللغة الفرنسية، إضافةً إلى انخراطه في سوق العمل.
بهذه الجزئية سوف يعالج بها أخطاء الفترة الماضية والتي أجبرت المهاجرين على الهجرة المعاكسة أو البحث عن مكان آخر أفضل.
وهو ما أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز»، في تقرير بعنوان «الهروب الهادئ للمسلمين من فرنسا». جاء فيه:
الحديث في حملة الانتخابات الرئاسية في فرنسا كان منصباً على ملف الهجرة، فالهروب المتزايد والصامت للمسلمين من فرنسا يشير إلى أزمة أعمق تتخبط فيها البلاد، لأن مضمون السباق الرئاسي يثير الرهبة في قلوب المسلمين الذين قرروا الرحيل.
الأماكن التي استقر فيها مسلمو فرنسا المغادرون، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، ليست خالية من التمييز، ولكنهم يشعرون بفرصة وقبول أكبر هناك.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية