ما حقيقة الخلافات بين قادة طالبان؟ وأين مرشد الحركة ونائبه برادر؟

ما حقيقة الخلافات بين قادة طالبان؟ وأين مرشد الحركة ونائبه برادر؟


15/09/2021

انتشرت في الآونة الأخيرة عبر وسائل إعلام متعددة ومواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن خلافات داخلية في حركة طالبان التي استولت على الحكم في أفغانستان.

وعزز تلك الأخبار اختفاء قادة حركة طالبان عن الأنظار خلال الفترة الماضية، ممّا أثار الشكوك حول مصير القادة الذين تقلد بعضهم مناصب وزارية.

وقالت شبكة "سي إن إن": إنّ قادة الحركة لا يظهرون في المناسبات العامة ولا يسمحون بسهولة بإجراء مقابلات أو عقد مؤتمرات صحفية، ويتحرك الكثير منهم في الخفاء، ومكان وجودهم غير معروف، ممّا يؤدي حتماً إلى خلق شائعات حول أوضاعهم الصحية وعن وجود خلافات داخلية.

اقرأ أيضاً: طالبان تكذب الاستخبارات الأمريكية بخصوص الظواهري.. ما القصة؟

واكتسبت هذه الشائعات الكثير من الزخم مؤخراً لدرجة أنّ المتحدثين باسم الحركة تجنبوا الإجابة عن تساؤلات بشأن أنباء عن إصابة أو مقتل الشريك المؤسس للجماعة الذي تقلد مؤخراً منصب نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر، في معركة مع شبكة حقاني  في كابل الأسبوع الماضي.

وآخر مرة شوهد فيها كانت في ظهور عابر بأحد فنادق كابول في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) الجاري.

غياب برادر عن الوفد الذي التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كابول الأحد الماضي غذّى شائعات وجود خلاف داخلي في الجماعة، وبرر مسؤولو الحركة ذلك بأنه لم يكن في كابول وذهب إلى قندهار، حيث يوجد مقر قائد الجماعة الملا أخوند زاده.

ونقلت منصات التواصل الاجتماعي أخباراً عن وفاة برادر بسبب إصابته بجروح في القصر الرئاسي في العاصمة كابول جرّاء اقتتال داخلي.

 

اختفاء قادة من حركة طالبان عن الأنظار خلال الفترة الماضية، ممّا أثار الشكوك حول مصير قادة تقلد بعضهم مناصب وزارية

 

وبالمثل، قال مسؤولو طالبان إنّ آخوند زاده سيظهر قريباً على الملأ، لكنه لم يفعل ذلك، ما أثار أيضاً شائعات بأنه مريض أو حتى ميت، وفقاً لشبكة "سي إن إن".

وأصبح برادر نائباً لرئيس الوزراء، والملا يعقوب، نجل الملا عمر، أصبح وزيراً للدفاع، وأسندت حقيبة الداخلية إلى سراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني التي صنّفتها واشنطن بأنها إرهابية، والمقربة تاريخياً من تنظيم "القاعدة".

اقرأ أيضاً: بهذه الطريقة ترد الأفغانيات على طالبان

ورغم تقلدهما منصبين أمنيين كبيرين، اختفى الملا يعقوب وسراج الدين حقاني، فيما ظهر خليل، عم سراج الدين، الذي تم تعيينه وزيراً للاجئين، على الملأ وخاطب التجمعات القبلية، وأجرى مقابلات مع صحفيين أجانب مختارين، رغم أنّ تحركاته أحيطت بإجراءات أمنية مشددة.

وفي السياق ذاته، نقلت شبكة "بي بي سي" عن مسؤولين رفيعي المستوى في حركة "طالبان" أنّ خلافاً كبيراً نشب بين قادة الحركة بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة.

 

غياب برادر عن الوفد الذي التقى وزير الخارجية القطري في كابول غذّى شائعات وجود خلاف داخلي في الجماعة

 

وقال المسؤولون لـ"بي بي سي": إنّ مشادة بين المؤسس المشارك للجماعة الملا عبد الغني برادر، وأحد أعضاء مجلس الوزراء، وقعت في القصر الرئاسي في كابول نهاية الأسبوع الماضي.

وقال مصدر من طالبان لخدمة "بي بي سي باشتو": إنّ برادر وخليل الرحمن حقاني  وزير شؤون اللاجئين، الشخصية البارزة في شبكة حقاني المتشددة، تبادلا كلمات قوية، بينما تشاجر أتباعهما في مكان قريب.

وقالت المصادر إنّ المشادة اندلعت لأنّ نائب رئيس الوزراء الجديد برادر غير راضٍ عن تشكيلة الحكومة المؤقتة.

وقيل إنّ الخلاف نابع من الانقسامات حول من يجب أن ينسب إليه الفضل في انتصار طالبان في أفغانستان.

وحسب ما ورد، يعتقد برادر أنّ التركيز يجب أن ينصب على الدبلوماسية التي يقوم بها أشخاص مثله، بينما يقول أعضاء من جماعة حقاني، التي يديرها أحد كبار شخصيات طالبان وداعموهم، إنّ ذلك تحقق من خلال القتال.

 

برادر وخليل الرحمن حقاني تبادلا كلمات قوية في القصر الرئاسي، بينما تشاجر أتباعهما في مكان قريب

 

بدورها نشرت صحيفة "الغارديان" تقريراً للصحافية إيما غراهام هاريسون من قندهار قالت فيه إنّ اثنين من كبار قادة طالبان اختفيا عن المشهد العام، ممّا دفع بعض الأفغان للتساؤل عمّا إذا كان المرشد الأعلى للجماعة ونائب رئيس الوزراء الجديد على قيد الحياة.

من جهتها، ذكرت شبكة محللي أفغانستان أنّ برادر كان يعتبر بالفعل خاسراً في خلافات طالبان الداخلية حول تشكيل الحكومة الجديدة.

ومن بين الرجال الـ3 الذين كانوا نواباً للمرشد الأعلى للجماعة قبل سقوط كابول، كان برادر هو الوحيد الذي لم يكلف بوزارة كبيرة.

وأشارت شبكة المحللين الأفغان إلى أنّ غياب أخوند زادة عن جميع المناسبات العامة والخاصة، بعد حوالي شهر من سقوط كابول، يشير إلى أنه لم يعد على قيد الحياة.

 

شبكة محللي أفغانستان: برادر يعتبر بالفعل خاسراً في خلافات طالبان الداخلية حول تشكيل الحكومة الجديدة فهو الوحيد الذي لم يكلف بوزارة كبيرة

ودحضاً لتلك الشائعات أصدر برادر، الذي لعب دوراً رئيسياً في مفاوضات الدوحة مع الولايات المتحدة، أصدر بياناً صوتياً أول من أمس أعلن فيه أنه على قيد الحياة وبصحة جيدة. ويُسمع القيادي في المقطع الصوتي القصير وهو يقول: "لقد كنت في رحلة بالخارج خلال هذه الأيام، لقد ذهبت إلى مكان ما، والحمد لله كلنا على ما يرام، ولا توجد مشاكل بحمد الله، أنا أؤكد لكم ذلك بنسبة 100 بالمئة".

وقالت "سي إن إن": إنه أصدر تسجيلاً صوتياً مدته 39 ثانية بجودة متواضعة، إلى جانب مدونة مكتوبة بخط اليد من مساعده، ولم ينشر صوراً أو فيديو، وهو ما غذّى التكهنات أيضاً.

ونفت حركة "طالبان" أول من أمس ما أشيع حول إصابة أو مقتل برادر جراء حادث نجم عن تصاعد الخلافات الداخلية بين قادة الحركة.

وأكدت "طالبان" عبر تغريدات لناطقين باسم الحركة أنّ التقارير عن مقتل برادر مجرد "دعاية كاذبة للعدو"، وأنّ الملا يقوم بجولة في البلاد ولم يتعرض لأي حادث .

ونشر المتحدث باسم حركة طالبان محمد نعيم تغريدة عبر تويتر أشار فيها إلى أنّ مثل هذه الشائعات "دعاية للعدو لا أساس لها من الصحة".

 

طالبان تدحض الشائعات بنشر تسجيل صوتي مدته 39 ثانية بجودة متواضعة لبرادر، إلى جانب مدونة مكتوبة بخط اليد من مساعده

 

ونشر نعيم مقطعاً صوتياً نسبه إلى برادر جاء فيه: "كانت هناك أخبار في وسائل الإعلام عن موتي، خلال الليالي القليلة الماضية كنت مسافراً في رحلات، وأينما كنت في الوقت الحالي، فنحن جميعاً بخير، جميع إخوتي وأصدقائي".

وأضاف برادر: "تنشر وسائل الإعلام دائماً دعاية مزيفة، لذلك ارفضوا بكل شجاعة كل تلك الأكاذيب، وأؤكد لكم 100 بالمئة أنه لم يحدث شيء ولا مشكلة لدينا".

ونشر نعيم أيضاً مقطعاً مصوراً قال إنه "فيدیو جدید للسید الملا برادر في لقاء مع بعض وجهاء العشائر".

وقد يكون سجل المجموعة قد غذّى النظريات، فقد تم إخفاء وفاة الزعيم المؤسس الملا محمد عمر لمدة عامين، وخلال تلك الفترة استمرت طالبان في إصدار بيانات باسمه.

فهل بالفعل بدأت الخلافات داخل الحركة المتشددة؟ وهل نشهد في القريب العاجل تصفيات لقادة سياسيين يخالفون في توجهاتهم قادة عسكريين معروفين بجرائمهم وبطشهم؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية