ما حقيقة المعلومات المتداولة عن تدهور صحة زعيم كوريا الشمالية.. ومن سيخلفه؟

ما حقيقة المعلومات المتداولة عن تدهور صحة زعيم كوريا الشمالية.. ومن سيخلفه؟


23/04/2020

تحدثت الكثير من التقارير الإعلامية عن صحة زعيم كوريا الشمالية، وتعرضه لنكسة صحية وخضوعه لعملية جراحية في القلب، مما أدى لتخلفه مؤخراً عن حضور الاحتفالات بعيد ميلاد جده في 15 نيسان (أبريل) الجاري، الذي يعد من أهم المحطات السياسية في البلاد.

القصة بدأت مع تقرير لصحيفة "إن كي دايلي" التي يديرها منشقون كوريون شماليون، تحدث عن عملية جراحية أجراها كيم هذا الشهر، جراء مشاكل في شرايين القلب، وأنه يتعافى في فيلا بمقاطعة فيون غان.

صحيفة كورية تتحدث عن عملية جراحية أجراها كيم هذا الشهر جراء مشاكل في شرايين القلب

وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مصدر كوري شمالي لم تحدد هويته، أنّ "سبب العلاج الطارئ في الأوعية القلبية الذي خضع له كيم هو استهلاكه المكثّف للتبغ وبدانته والإرهاق".

شبكة "سي إن إن" هي الأخرى نقلت عن مسؤول أمريكي، لم تسمّه، قوله إنّ زعيم كوريا الشمالية في "خطر كبير" بعد خضوعه لعملية جراحية، دون معرفة ما إذا استندت إلى معلومات "إن كي دايلي".

من جهتها، رفضت كوريا الجنوبية هذه التكهنات، مشيرة إلى أنّه لا علامات غير طبيعية في الشمال من الممكن أن تشير إلى وجود مشكلة من هذا النوع.

وقال مسؤول من وزارة الوحدة في سيؤول، اليوم الخميس، إنّ كوريا الشمالية تُسير أعمالها كالمعتاد بدون أي علامات غير طبيعية.

وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: "لم نلحظ أي علامات غير طبيعية.      نحن نراقب الإعلام الكوري الشمالي ونرى خطابات بين القادة ومراسلات وأعياد ميلاد وغيرها".

ويشير المسؤول بالمراسلات إلى إعلان الإعلام الشمالي إرسال بيونج يانج رسائل شخصية للعديد من الدول شملت سوريا يوم السبت، وزيمبابوي الأحد، وكوبا الإثنين.

وشوهد زعيم كوريا الشمالية للمرة الأخيرة يوم 11 نيسان (أبريل) الجاري، في تقارير إخبارية محلية، تناولت مشاركته في اجتماع المكتب السياسي للحزب الحاكم؛ حيث دعا حينها لتطبيق إجراءات أكثر صرامة لمكافحة فيروس كورونا.

هذا يبرز السؤال الأكبر لدى البعض: من سيخلف كيم جونغ أون، حيث سيمثل غياب الزعيم الكوري صدمة كبيرة لدى النخبة الكورية الشمالية، وربما يشكل أزمة سياسية لاختيار زعيم يخلف كيم.

الاهتمام بدأ بكيم يو جونغ عندما زارت كوريا الجنوبية ضمن الوفد بلادها في دورة الألعاب الأولمبية

وأشار تقرير نشره موقع "نورث كوريا نيوز" المتخصص بالشأن الكوري، إلى أنه عندما توفي الرئيس كيم إيل سونغ في 1994، أصبح منصبه شاغرا، ولم يتقدم أي من نواب الرئيس الأربعة لشغل المنصب، وعندما توفي الرئيس كيم جونغ إيل عام 2011، أيضاً لم يتدخل نائب الرئيس جانغ سونغ تايك، على الرغم من رغبته في ذلك.

ومن الطبيعي أنّه إذا رحل كيم جونغ أون، سيؤول تولي المنصب لأحد كبار قادة الحزب في كوريا الشمالية، بالنظر إلى تفوق الحزب على جميع المؤسسات الأخرى.

وبالنظر إلى أنّ اثنين من الأعضاء الثلاثة في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب فهم من كبار السن، يبدو أنّ العضو الثالث؛ أي رئيس إدارة التنظيم والتوجيه تشوي ريونغ هاي، هو المرشح الأكثر منطقية ليحل محل كيم.

ولكن سيواجه نائب الرئيس تشوي ريونغ هاي، أو أي خليفة آخر، أحد خيارين، فهل يجب أن يتولى السلطة هو بذاته أو يقوم بتنصيب شخصية أخرى من عائلة كيم، وفي هذه الحال فإنّ شقيقة الرئيس كيم يو جونغ هي الخيار لتولي المنصب، من أجل الحفاظ على تقاليد حكم الأسرة.

ويؤكد تاريخ كوريا الشمالية السياسي فرضية الخيار الثاني في تولي منصب الرئيس وهو الأكثر واقعية، فعندما تم تنصيب كيم جونغ أون كرئيس، راود بعض المسؤولين الأقوياء - مثل جانغ سونغ تايك وربما نائب المارشال ري يونغ هو - أحلام السيطرة عليه، لكن الحلم انتهى بوفاتهم المفاجئة.

بدأ الاهتمام بكيم يو جونغ في وسائل الإعلام الغربية، عندما كانت تظهر على المشهد السياسي في كوريا الشمالية بين الحين والآخر، حيث كانت تطل إلى جوار الزعيم كيم جونغ أون في زياراته الرسمية أو في المناسبات الوطنية.

وكيم يو جونغ هي الشقيقة الصغرى للزعيم الحالي والابنة الصغرى للزعيم السابق كيم جونغ إيل من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونغ هوي، ولفتت أنظار الإعلام بقوة العام الماضي عندما زارت كوريا الجنوبية ضمن الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى المشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لتصبح أول عضو من أسرة كيم الحاكمة تزور الجارة الجنوبية في تاريخ الكوريتين.

ومنذ وفاة كيم جونغ إيل، يبدو أن كيم يو جونغ أصبحت أقرب المقربين للزعيم الكوري الشمالي، وهي علاقة بنيت على أخوة وزمالة دراسية في سويسرا.

ونظراً لأن السلطات الكورية الشمالية تفرض عقوبات صارمة على نشر معلومات شخصية عن أي من أفراد الأسرة الحاكمة، فإنه لا يعرف الكثير عن كيم يو جونغ، ولكن تشير التقديرات إلى أنها ولدت في 26 أيلول (سبتمبر) 1987 لأم من أصل ياباني، وأنها نشأت في ظل تربية متشددة في بيونغيانغ، إلى جانب شقيقيها كيم جونغ تشول وكيم جونغ أون.

وفي العام 1996، أرسلت كيم يو جونغ، مثل أخويها، إلى سويسرا لتلقي التعليم، حيث يضمن ذلك لأبناء الزعيم الكوري الشمالي البقاء بعيداً عن أعين المتطفلين، وعدم الظهور كثيراً في المجتمع المنغلق.

وبينما يصعب الوصول إلى تفاصيل بشأن تعليمها، إلا أنّ ثمة معلومات ملفتة، منها أنّها استخدمت "أسماء تعليمية" مستعارة مثل "يونغ سون" و"باك مي هيانغ"، كما حصلت على دراسات إضافية في اللغة الألمانية.

وبمجرد عودتها إلى بيونغيانغ، بدأت كيم يو جونغ رحلتها مع السياسة، وترقت في المناصب، فشغلت منصب مدير الدعاية في حزب العمال الكوري الشمالي الحاكم.

ويعتقد أنها لعبت دوراً في دفع عجلة المفاوضات بين بيونغيانغ والغرب بهدف احتواء التوتر الذي يسببه البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية، لا سيما بعد حضورها اللافت في قمة سنغافورة العام الماضي بين كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية