ما حقيقة انتقال نصر الله إلى طهران؟ وهل وضع على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية؟

ما حقيقة انتقال نصر الله إلى طهران؟ وهل وضع على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية؟


03/12/2020

بعد التسريبات الصحفية التي تحدثت عن إفشال مخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، والتي نشرت قبل عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده بيوم واحد فقط، تداولت وكالات أنباء خبر اختفاء نصر الله خوفاً من اغتياله.

تسريبات محاولة اغتيال نصر الله مرّت مرور الكرام من دون أي تعليقات، إلى أن نشرت هيئة التلفزيون الإسرائيلي "مكان" هذه التفاصيل، نقلاً عن الموقع، في تلميح ربما لإمكانية صحة هذه المعلومات، تحت عنوان بسيط: "نبأ يفيد بأنّ إسرائيل خططت لاغتيال حسن نصر الله".

اقرأ أيضاً: حزب الله والسياسة بثياب عسكرية

اليوم، وبشكل يؤكد تلك التسريبات، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر من الحزب أنّ حسن نصر الله يعتزم الانتقال إلى إيران، وربما يكون قد اتخذ هذه الخطوة بالفعل.

وأوضح المصدر للصحيفة الكويتية أنّ "أجهزة المخابرات اللبنانية ودول الجوار رصدت اتصالات بين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله عقب اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده"، ويتوقع المصدر أن "يبقى نصر الله في طهران لفترة غير محددة، وليس من الواضح تاريخ عودته إلى لبنان".

ويأتي الانتقال إلى إيران بعد مقتل العالم النووي، محسن فخري زاده، الجمعة الماضي شرقي طهران، وفي ظل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق بيروت ومحافظات لبنانية عدّة، منذ عدة أيّام، وفق ما أورده موقع "صوت بيروت إنترناشيونال".

 

صحيفة "الجريدة" الكويتية: حسن نصر الله يعتزم الانتقال إلى إيران، وربما يكون قد اتخذ هذه الخطوة بالفعل

 

وأشارت قناة 13 الإسرائيلية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى أنّ "نصر الله ألغى تحركاته ونصحه فريقه الأمني بالبقاء في مكانه، وسط مخاوف من أن "يكون هو التالي على قائمة الاغتيالات الأمريكية ــ الإسرائيلية بعد اغتيال كبير علماء إيران النوويين في عملية منسوبة إلى إسرائيل"، بحسب ما نقله عنها موقع "تايمز أوف إسرائيل".

وتؤكد وكالات أنباء إسرائيلية أنّ "نصر الله هدف سهل لإسرائيل منذ أعوام، وسخر منه بعض المسؤولين بسبب التزامه البقاء في ملجأ وعدم ظهوره إلى العلن إلّا في حالات نادرة جدّاً".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال نصر الله: إنّ حلفاء إيران في المنطقة يجب أن يكونوا في أقصى حالات التأهب تحسباً لأي "حماقة" خلال الفترة المقبلة، بحسب تعبيره، وفق ما نقلت عنه قناة المنار التابعة للحزب.

اقرأ أيضاً: اقتصاد حزب الله الأسود.. مليارات على حساب الدولة

وحذّر نصر الله في تصريحاته بوجوب الحيطة الشديدة خلال الشهرين القادمين، وأنّ على "محور المقاومة" أن يكون على جهوزية عالية، "لردّ الصاع صاعين بحال أي حماقة أمريكية أو إسرائيلية".

وربط نصر الله بين إقالة الرئيس ترامب لوزير الدفاع الأمريكي وبين وجود خطوات داخل أمريكا وخارجها، منوّهاً إلى أنّ "شخصاً مثل ترامب كل الأمور محتملة، فيما تبقى من ولايته".

وفي سياق متصل بمحاولة اغتيال حسن نصر الله، لوّح قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، أمير برعام، في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي بإمكانية اغتيال نصر الله "في ظروف معيّنة".

 

وكالات أنباء إسرائيلية تؤكد أنّ نصر الله هدف سهل لإسرائيل منذ أعوام، ومسؤولون يلوّحون بإمكانية اغتياله

 

جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، سُئل خلالها: "هل يجب أن يكون نصر الله هدفاً للاغتيال؟"، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

وأجاب قائد المنطقة الشمالية التي تشمل الحدود مع لبنان وسوريا: "نعم في ظل ظروف معيّنة (لم يوضحها)"، مستدركاً أنه "في الوقت الحالي هذا ليس مناسباً، لكن الأمور يمكن أن تتغير".

وتابع: "يحتاج نصر الله دائماً إلى معرفة أنّ المخبأ مكان جيد، يحتاج إلى البقاء هناك، ويحتاج أيضاً إلى معرفة أنه لا يوجد مكان لا يمكن العثور فيه على شخص".

اقرأ أيضاً: لبنان بين فرنسا "المنقذة" وتسلّط "حزب الله"

وتُستعاد بين الحين والآخر التهديدات الإسرائيلية باغتيال زعيم حزب الله، فنصر الله هدف دائم لمحاولات الاغتيال، وحسبما تشير إليه بيانات حزب الله، ففي عام 2004 تعرّض حسن نصر الله لمحاولة اغتيال فاشلة من خلال التسميم الغذائي.

وفي سياق التهديدات التي تستهدف نصر الله، نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عبر موقعها الإلكتروني، أواخر 2017، تهديدات وزير البناء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، "يوآف جلنت"، باغتيال الأمين العام لحزب الله، عقب الخطاب الذي ألقاه الأخير في ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

وكان نصر الله قد قال في كلمته آنذاك: إنّ الحركة الصهيونية استغلت اليهودية واليهود لإقامة مشروع احتلالي في فلسطين والمنطقة، خدمة للسياسات الأمريكية، وأشار في خطابه إلى أنّ "المعركة المقبلة هي مع الغزاة الصهاينة وليس مع اليهود".

اقرأ أيضاً: حزب الله في سوريا.. ثبات في استراتيجية التشيع وتعديل في خريطة المواقع العسكرية

وكان رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي غادي أيزنكوت قد أكد، أواخر أيلول (سبتمبر) 2017، أنّ نصر الله "يُعدّ هدفاً شرعياً للاغتيال في اللحظة التي ندرك أنه يعمل ضدنا".

وهدّد عضو الكنيست الدرزي، الوزير أيوب قرا، النائب عن حزب "الليكود"، في شباط (فبراير) من العام نفسه، باغتيال الأمين العام لحزب الله، وقال وقتها: إنّ الاغتيال قد يتم عبر "روبوت" إسرائيلي، تعمل تل أبيب على تطويره حالياً.

ويُعدّ حسن نصر الله الشخص الثاني على قائمة الاستهداف الإسرائيلي، شخصان جرى اغتيالهما في وقتين متقاربين، هما رئيس المجلس العسكري لسرايا القدس الفلسطينية بهاء أبو العطا، وقاسم سليماني، وجاء هذان الاغتيالان بعد تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2019، يتضمن تحذيراً أطلقه ضباط عسكريون رفيعو المستوى، عن "أعداء كثر على جبهات عدة"، متسائلة عن الإجراءات التي تتخذها السلطات "لدرء خطرهم؟".

اقرأ أيضاً: على خُطى داعش.. حزب الله وتركيا مستمران في نهب الآثار السورية

ويتخذ نصر الله إجراءات أمنية مشددة، حيث ظل الناس طوال أعوام لا يعرفون عنه وعن حياته الشخصية شيئاً، حتى جاء يوم أدلى فيه بتصريحات عن شؤونه الخاصة، وكشف تفاصيل مثيرة عن حياته الشخصية للمرّة الأولى، حيث تحدث عن أبنائه وزوجته وطريقة عيشهم.

وقال نصر الله، في مقابلة خاصة مع التلفزيون الإيراني، في 24 آذار (مارس) 2017: إنّ عائلته ليست كبيرة جداً، ومعظم أبنائه متزوجون ويعيشون بشكل مستقل، عدا ابن واحد يعيش معه.

وكان نصر الله في بداية مشواره السياسي مضطراً لتغيير منزله مرتين أو 3 أحياناً، الأمر الذي كان يسبّب بعض الإزعاج لزوجته وأبنائه، كما قال، إلا أنّ الوضع تغير مع مرور الأيام.

اقرأ أيضاً: "حزب الله" والرقص على أنقاض الحلفاء والخصوم

وأضاف نصر الله: "بعض الناس يتصورون أنني جالس في نقطة تحت الأرض وألتقي مع الآخرين، لا ليس صحيحاً، كل وقتي مليء باللقاء مع مسؤولي الحزب وشيوخ من باقي المناطق، وشخصيات سياسية، بعيداً عن الإعلام". كما أكد أنه يخرج كثيراً إلى الشارع ويشاهد الناس عن قرب، لكن ليس بشكل علني.

 

نصر الله: على محور المقاومة أن يكون على جهوزية عالية خلال الشهرين القادمين، لردّ الصاع صاعين

 

وأشار إلى أنه قليلاً ما يمارس الرياضة، قائلاً: "صراحة لا أستطيع أن أمارس الرياضة التي أحبها. في الماضي كنت أحبّ كرة القدم، وطبعاً لا أستطيع أن ألعبها منذ أعوام"، وأردف: "الرياضة الوحيدة المتوفرة لدي هي المشي، لكن المشي على جهاز تردميل الكهربائي وليس في منطقة مفتوحة".

اقرأ أيضاً: ماذا يفعل حزب الله في ناغورنو كاراباخ؟

وتطرّق الأمين العام لحزب الله إلى الحديث عن أولاده الـ5، وقال: "الصغير، اسمه محمد مهدي، عمره تقريباً 15 أو 16 عاماً ويدرس في الثانوية. والأكبر منه محمد علي متزوج ولديه ولدان، ويشتغل في إحدى وحدات حزب الله. بعده، ابنتي زينب متزوجة ولديها 4 أولاد، وتكمل دراستها في الحوزة والجامعة".

ونفى ما يشاع عن أنّ زوج ابنته هو مرافقه الخاص، قائلاً: "هو ليس من فريق المرافقة، لكنه يعمل في إحدى وحدات الحزب بعيداً عن التواصل المباشر معي. أساساً، أنا لا أحب أن يشتغل معي أقاربي بشكل مباشر، علاقته معي فقط لأنه صهري كعلاقة أولادي وأصدقائي وأخوتي معي".

اقرأ أيضاً: قلق أردني من تمدد نفوذ "حزب الله" وإيران في جنوب سوريا

ونظراً لحساسية منصب نصر الله، فإنّ الإجراءات الأمنية شديدة جداً، حيث قال مقدّم البرنامج إنه غيّر 4 سيارات حتى تمكن من لقائه، فردّ نصر الله: "لقد تعامل الإخوة معكم بالرأفة، لأنّ بعض الناس يغيّرون 5 أو 6 سيارات حتى يصلوا إلى هذا المكان"، مشدداً على أنّ هذه الإجراءات ضرورية، "حتى لا يقدّموا للعدو انتصاراً مجانياً".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية