ما حقيقة رفض بن سلمان وبن زايد طلباً أمريكياً للتحدث إلى بايدن؟

ما حقيقة رفض بن سلمان وبن زايد طلباً أمريكياً للتحدث إلى بايدن؟


09/03/2022

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنّ البيت الأبيض حاول من دون جدوى ترتيب مكالمات بين الرئيس جو بايدن وزعماء سعوديين وإماراتيين، سعياً منها لبناء دعم دولي لأوكرانيا، واحتواء ارتفاع أسعار النفط.

ونقلاً عن مسؤولين من الشرق الأوسط والولايات المتحدة، فإنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد رفضا طلبات الولايات المتحدة للتحدث إلى بايدن، حيث أصبح المسؤولون السعوديون والإماراتيون أكثر صراحة في الأسابيع الأخيرة في انتقادهم  للسياسة الأمريكية في الخليج.

وبحسب مسؤول أمريكي، كان هناك توقعات بمكالمة هاتفية بين محمد بن سلمان وبايدن، لكنّها لم تحدث، وأشار المسؤول إلى أنّ المكالمة كانت ستتم من أجل رفع إنتاج النفط، وقالت وزارة الخارجية الإماراتية: إنّ المكالمة بين بايدن والشيخ محمد بن زايد سيُعاد تحديد موعدها.

مسؤولون من الشرق الأوسط والولايات المتحدة: بن سلمان وبن زايد رفضا طلبات الولايات المتحدة للتحدث إلى بايدن

وأشار السعوديون إلى أنّ علاقتهم مع واشنطن تدهورت في ظل إدارة بايدن، وأنّهم يريدون المزيد من الدعم في حرب اليمن، والمساعدة في برنامجهم النووي السلمي مع تقدّم إيران إلى الأمام، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وقال مسؤولون: إنّ الإماراتيين يشاركون السعودية مخاوفها بشأن الردّ الأمريكي المقيد على الضربات الأخيرة التي شنتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن على الإمارات والسعودية. وتشعر الحكومتان بالقلق أيضاً بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي لا يُعالج المخاوف الأمنية الأخرى الخاصة بهما، وقد دخل المراحل النهائية من المفاوضات في الأسابيع الأخيرة.

إقرأ أيضاً : الرئيس المصري يلتقي العاهل السعودي وولي عهده... ماذا بحث اللقاء؟

وعمل البيت الأبيض على إصلاح العلاقات مع دولتين رئيسيتين في الشرق الأوسط يحتاجهما إلى جانبه حيث ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من (130) دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ (14) عاماً تقريباً. السعودية والإمارات هما المنتجان الرئيسان الوحيدان للنفط، اللذان يمكنهما ضخ ملايين البراميل الإضافية من النفط، وهي قدرة إذا تمّ استخدامها، يمكن أن تساعد في تهدئة سوق النفط الخام.

وكان منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة عاموس هوشستين قد وصلا إلى الرياض أواخر الشهر الماضي، في محاولة لإصلاح العلاقات مع المسؤولين السعوديين. والتقى ماكغورك الشيخ محمد بن زايد في أبو ظبي، في محاولة لمعالجة الإحباط الإماراتي بشأن ردّ الولايات المتحدة على هجمات الحوثيين.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: إنّ إدارة بايدن عملت بجدّ لتعزيز الدفاعات الصاروخية السعودية والإماراتية، وإنّ الولايات المتحدة ستبذل المزيد في الأشهر المقبلة لمساعدة الدولتين الخليجيتين على حماية نفسيهما.

وقال المسؤول: إنّه قد لا يكون هذا كلّ ما تريده الدولتان، لكنّ الولايات المتحدة تحاول معالجة مخاوفهما الأمنية.

الإماراتيون يشاركون السعودية مخاوفها بشأن الردّ الأمريكي المقيد على الضربات الأخيرة التي شنتها جماعة الحوثي على الإمارات والسعودية

لكنّ السعوديين والإماراتيين امتنعوا عن ضخّ المزيد من النفط قائلين: إنّهم ملتزمون بخطة إنتاج تمّت الموافقة عليها بين منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ومجموعة من المنتجين الآخرين بقيادة روسيا.

وقد تلقّى كلّ من الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد مكالمات هاتفية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.

وتحدث كلاهما في وقت لاحق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال مسؤول سعودي: إنّ الولايات المتحدة طلبت من محمد بن سلمان التوسط في الصراع، الذي قال إنّ بلاده تشرع فيه.

إقرأ أيضاً: محمد بن زايد يتحدث عن إسهام الإماراتيات في بناء الوطن.. هذا ما قاله

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال": إنّ السعودية والإمارات أقامتا علاقات عميقة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وقف إلى جانبهما في نزاع إقليمي مع قطر، وسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضوه، وقام بأول رحلة خارجية له إلى الرياض عام 2017. لكنّ قرار ترامب عدم الردّ على هجوم إيراني بطائرة من دون طيار وصواريخ على مواقع النفط السعودية الرئيسة في عام 2019 أثار قلق الشركاء الخليجيين الذين اعتمدوا لعقود على الوعد بالحماية الأمنية الأمريكية.

ومنذ تولي بايدن السلطة في كانون الثاني (يناير) 2021، تعرّضت العلاقة الاستراتيجية القائمة منذ فترة طويلة بين السعودية وواشنطن لضغوط بسبب الحرب في اليمن.

وانتقد بايدن علناً السعودية بسبب حربها في اليمن، وقطع تدفق بعض الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها الرياض لاستهداف الحوثيين، وتراجع عن خطوة اتخذها سلفه بوضع الحوثيين على القائمة الأمريكية الرسمية للجماعات الإرهابية العالمية، وهي خطوة قال القادة السعوديون: إنّها شجعت الجماعة الحوثية، وأحبطت جهود التوسط لوقف إطلاق النار، حسبما أوردت الإندبندت العربية.

وفي مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك"، قال ولي العهد السعودي: إنّه "ببساطة لا يهتم"، وذلك رداً على سؤال عمّا إذا كان بايدن يسيء فهم أمور تخصّه، وأضاف أنّه يتعين على بايدن التركيز على مصالح أمريكا.

وأشار ولي العهد في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية في السعودية إلى أنّ بلاده قد تختار تقليص استثماراتها في الولايات المتحدة.

وأضاف أنّه ينبغي للبلدين ألّا يتدخلا في الشؤون الداخلية لبعضهم بعضاً، وأضاف: "ليس لنا الحق في أن نعطيكم محاضرات في أمريكا...، والشيء نفسه بالنسبة إليكم".

والأسبوع الماضي، قال السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة: إنّ العلاقات بين البلدين متوترة، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن".

وقال العتيبة خلال مؤتمر حول صناعة الدفاع والتكنولوجيا والأمن في أبو ظبي: "علاقتنا مع الولايات المتحدة مثل أيّ علاقة أخرى، في أيام تكون علاقة صحيّة، وفي أيام تكون محل تساؤل"، مضيفاً: "اليوم، نمرّ بمرحلة اختبار جهد، لكنّني واثق من أنّنا سنخرج منها، وسنكون في موقع أفضل".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية