ما طبيعة العلاقة بين قطر وجبهة البوليساريو في المغرب؟

ما طبيعة العلاقة بين قطر وجبهة البوليساريو في المغرب؟


10/05/2018

كشف تحقيق إعلامي، احتمالية وجود علاقة خفية بين الدوحة وجبهة البوليساريو المعادية للحكومة المغربية، عبر إنشاء محميات قطرية، تحت ذريعة "حماية بعض أنواع الحيوانات كالوحيش وتربية طائر الحبار".

قطر لديها العديد من المحميات الطبيعية المنتشرة في مناطق حدودية بضع كيلومترات فقط عن جبهة البوليساريو

وجاء في التحقيق الذي نشره موقع هسبريس المغربي، أنّ قطر لديها العديد من المحميات الطبيعية المنتشرة في مناطق حدودية حساسة، تفصلها بضعة كيلو مترات فقط عن جبهة البوليساريو في المنطقة الشرقية والجنوبية في البلاد، وجاء توزيع تواجدها كالآتي: منطقة المحبس، المحاذية للحدود مع الجزائر، وهي منطقة يقتحمها عناصر البوليساريو بين الفنية والأخرى، كما حصل مؤخراً عندما قامت الجبهة بإنزال عتاد عسكري، وتشييد عديد من الخيام، بغية إشعال حرب بالمنطقة، كما أوضح الموقع.

أما المحمية الثانية؛ فتقع بالقرب من بوابة الصحراء "كلميم" على بعد 10 كيلو مترات من مركز المدينة، في منطقة تسمى "السويحات"، ومحميات في مناطق مغربية أخرى؛ كبوعرفة، والراشيدية، وزاكورة، وطاطا.

التمركز القطري في مناطق حساسة، دفع المراقبين للتشكيك في وجود علاقة خفية بين الطرفين في هذه المناطق، تحديداً بعد قيام الخطوط القطرية بتخصيص طائرة خاصة لنقل كبير الجبهة "إبراهيم غالي" إلى زامبيا، وما تناولته أحاديث غير رسمية، حول قيام البوليساريو بفتح المجال أمام قطر للاستفادة من الثروة الحيوانية في هذه المناطق، مقابل القيام بـ "أعمال مشبوهة"، بحسب ما كشف التقرير.
وتعدّى ذلك إلى طرح تساؤلات حول أسباب مواصلة هذه المحميات، لعملها تحت حراسة مشددة، رغم انتهاء موسم الصيد، الذي يحلّ في رأس السنة وأواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، بحسب ما أفاد المستشار الجماعي المحبس محمد لحبيب.

سكان المناطق الحدودية تتّهم السلطات المغربية بغضّ النظر عن تحركات القطريين في المناطق الحدودية مقابل الحصول على "علاوات وإكراميات"

واتهم كثيرون من سكان هذه المناطق السلطات المغربية، بغضّ النظر عن تحركات القطريين في المناطق الحدودية، وذلك مقابل الحصول على "علاوات وإكراميات"؛ إذ صرّح الفاعل الجمعوي "حسن المرابط"، لموقع هسبريس، قائلاً: "في كلّ مرة نقدم فيها احتجاجاً على محمية "الحمادة" القطرية، يقول المسؤولون المحليون، إنّ قرار وجودهم جاء من العاصمة الرباط، ولذلك لا يحقّ لأحد الاحتجاج".
التواجد القطري ألحق العديد من الخسائر بسكان هذه المناطق، كنهب أراضيهم دون سند قانوني، إضافة إلى تعطيل مشروع غرس مليون نخلة، الذي أطلقه الملك محمد السادس، مما أدى إلى ازدياد الاحتقان الشعبي ضدّهم، خصوصاً بعد حصول خسائر في أرواح الرحل، الذين أجبروا على الذهاب بعيداً للبحث عن مصدر رزقهم، لهذه الأسباب يدرس السكان القيام باحتجاجات غير مسبوقة ضدّ القطريين.

يضاف إلى ذلك، قيام الدوحة باستغلال أراض تابعة للدولة المغربية دون أيّ مقابل، كما يحصل في منطقة المحبس، بحسب لحبيب؛ إذ لم يجرِ توقيع أيّة اتفاقية، أو شراكة لسداد ما بذمتهم بخصوص الاستغلال.

التواجد القطري ألحق العديد من الخسائر بسكان المناطق الحدودية كنهب أراضيهم دون سند قانوني وتعطيل مشروع غرس مليون نخلة الذي أطلقه الملك محمد السادس

وحول ما يشاع عن وجود استثمارات قطرية في المناطق الجنوبية والشرقية من المغرب، نفى لحبيب ذلك، وقال إنّ الأمر لا يتعدى بناء مسجد في المحبس، ومطار في المنطقة ذاتها، مخصص لتنقلات الأمراء، ويقع تحت حماية السلطات القطرية.
منذ بدء بناء مشروع المطار، استنزف حوالي 300 طن من المياه يومياً، وهذا ما أوقع الضرر على الرحل، الذين جرى منعهم من الاستفادة من الآبار الموجودة في نواحي المطار.
أمّا ما روّج له بخصوص دعم مالي قطري، فكشف التحقيق، أنّ هذا الدعم يقدم للجمعيات التابعة لحزب العدالة والتنمية الإخواني، لخدمة أجندات سياسية، وأنّ من يدافع عن الوجود القطري في مناطق المحميات، يستفيد من هذه المنح.

في المقابل، نفى رئيس جماعة الشاطئ الأبيض بمنطقة كلمبم، ما يدور عن النهب القطري للأراضي دون تعويض، قائلًا: إنّ "الدولة هي التي منحتهم هذه الأراضي، وجرى تعويض الجميع، والتوقيع على ذلك في محاضر رسمية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية