ما قصة إيقاف فيسبوك لحسابات قطرية تهاجم السعودية والإمارات؟

ما قصة إيقاف فيسبوك لحسابات قطرية تهاجم السعودية والإمارات؟


05/03/2020

نشر موقع غرافيكا، يوم الإثنين الماضي، تقريراً مطوّلاً عمّا قال إنّها حملة ممنهجة من العداء استهدفت الإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة العربيّة السّعوديّة، وقادها عبر الإنترنت مكتب علاقات عامّة يتّخذ من الهند مقرّاً له.
الموقع المختصّ في تحليل ودراسة شبكات التّواصل الاجتماعيّ عنونَ تقريره "عمليّة البطاقة الحمراء" وأضاف أنّ الوجه الآخر للحملة تمثّل في مديح حكّام دولة قطر.

اقرأ أيضاً: هل يمكن الصلح مع قطر وإيران؟
يقول "غرافيكا" في تقريره، الذي جاء في حوالي 30 صفحة، إنّ فيسبوك قد عزا الحملة إلى شركة "أي-ريب غلوبال" المختصّة ظاهرياً في التّسويق الإلكترونيّ. كما يشير أيضاً إلى أنّ الحملة كانت صغيرة نسبيّاً؛ حيث استهدفت ما لا يزيد عن 100,000 متابع عبر مختلف المنصّات، ولم تحظ بالنّجاح المرجوّ منها؛ حيث أظهرت منشوراتها القليل من التّفاعل.


الموقع الّذي أسّسه المختص في شبكات التواصل جون كيلي عام 2013، أفاد أنّ الحملة تأتي في سياق ما أسماه "عمليّات المعلومات" أو حملات "التّأثير الإلكترونيّ" الّتي تنتشر منذ عدّة أعوام في منطقة الخليج، وبين بعض الدّول المحيطة مثل تركيا ومصر، وفي أماكن أخرى من العالم. ومن بين سمات هذه العمليّات، لا سيّما "البطاقة الحمراء"، أنّها تستخدم عدداً كبيراً من المنصّات، مثل؛ فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب وميديوم وورد بريس وريدت وجي-ميل ولنكد-إن وبلوغر وديلي-موشن، بالإضافة إلى عددٍ من المواقع.

حظر فيسبوك شبكة من الحسابات والصّفحات الزّائفة التي تنطلق من الهند وتروّج مضموناً سياسيّاً يتعلّق بالأوضاع الجغرافيّة-السّياسيّة في الخليج

أكّد "غرافيكا" أنّه لم يتوصّل بعد إلى هويّة صاحب المصلحة الّذي قام بتوظيف "أي-ريب غلوبال" من أجل هذا الغرض، وإن كان يرشّح أنّه لاعب جغرافيّ-سياسيّ معنيّ بقضايا الخليج.
كان موقع فيسبوك قد حظر، في 29 شباط (فبراير) الماضي، شبكة من الحسابات والمجموعات والصّفحات الزّائفة الّتي تنطلق من الهند وتروّج مضموناً سياسيّاً يتعلّق بالأوضاع الجغرافيّة-السّياسيّة في منطقة الخليج، بالإضافة إلى محاولة التّأثير في مواضيع تخصّ السّياسة المحلّيّة في دولٍ مثل الولايات المتّحدة وكندا وإنجلترا، وأخرى مرتبطة بالرّياضة مثل كأس العالم لكرة القدم المزمع عقده في قطر عام 2022.
من جانبه، شارك فيسبوك بيانات هذه الحسابات مع موقع "غرافيكا"، الّذي قام بدوره بتحليلها على نحو مستقلّ ونعت الواقعة بـ "عمليّة البطاقة الحمراء"، في إشارة إلى طرد هذه الحسابات من عالم مواقع التّواصل الاجتماعيّ بعد اكتشاف زيفها.

 

تظاهرت هذه الحسابات بأنّها مصادر مستقلّة للأخبار تنطلق من دول غربيّة، مثل الولايات المتّحدة وكندا وإنجلترا، لكن "غرافيكا" أثبت بالدّليل أنّ هذه لم تكن سوى محاولة للتّضليل وأنّ كافّة الحسابات انطلقت من الهند.
العمليّة برمّتها اتّخذت شكل مواقع "إخباريّة" تلحق بها صفحات وحسابات على مختلف منصّات التّواصل الاجتماعيّ ولكلٍّ منها الوسم البصريّ نفسه. لكن هذه المنصّات وُظِّفت بشكل متفاوت وحسب حجم المتابعة والتّفاعل.

اقرأ أيضاً: قطر.. المراوغة المتجددة!
من خلال تحليله التّفصيليّ لهذه الحسابات، توصّل "غرافيكا" إلى أنّ المحتوى السّياسيّ الّذي كانت تبثّه عادةً ما كُتِبَ بالإنجليزيّة و - بشكل نادر - الفرنسيّة، وكثيراً ما كان انتقاديّاً للإمارات والسّعوديّة. موضوعات المحتوى تراوحت بين الحرب في اليمن والأزمة الإنسانيّة الّتي ترافقها، ومقتل الصّحافيّ السّعوديّ جمال خاشقجي، وأوضاع حقوق المرأة في السّعوديّة، والعلاقات السّعوديّة-الأمريكيّة. أيضاً، تراوحت المنشورات بين الأصليّ، الّذي كتبته هذه الحسابات، والمستعار، الّذي أخذته من مصادر إخباريّة أخرى من أجل إضفاء مسحة من المصداقيّة بأقلّ قدرٍ ممكنٍ من الجهد.


إلى ذلك، يُفرِد "غرافيكا" مساحة خاصّة للمحتوى الكرويّ ذي الطّابع السّياسيّ الّذي روّجته هذه العمليّة. ويظهر هنا الجانب التّأييديّ لقطر في هذه الحملة، حيث صوِّرت الدّوحة على أنّها عاصمة رياضيّة ومحوراً لكافّة الألعاب الرّياضيّة في المنطقة.

تظاهرت هذه الحسابات بأنّها مصادر مستقلّة للأخبار لكن التقرير أثبت أنّها محاولة للتّضليل وأنّ كافّة الحسابات انطلقت من الهند

يقول التّقرير: "على النّقيض من الانتقادات الصّارخة الّتي وجّهها [أحد مواقع الحملة] لكلٍّ من السّعوديّة والإمارات، فإنّه بدا مُخفِّفاً لانتقادات منظّمة العفو الدّوليّة لقطر وتحضيراتها لكأس العالم"، وعمل على تبرير الانتهاكات بحقّ العمّال. هذا في الوقت الّذي استهدفت فيه العمليّة الإمارات كُرويّاً من خلال الهجوم على فريق مانشستر سيتي الّذي يملكه الشّيخ منصور بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس وزراء دولة الإمارات.
يشدّد التّقرير على الطّبيعة التّضليليّة للحملة وكونها مزجت بعض الأخبار الحقيقيّة والتّقارير الموضوعيّة بتلك الزّائفة من أجل القيام بمهمّتها الهجوميّة، وكونها نشرت تحليلات "مقدّمة من وجهة نظر قطريّة أو مؤيّدة لقطر".
أيضاً، يرصد التّقرير بضع مقارنات عقدتها الحملة بين حكّام دول قطر والإمارات والسّعوديّة، والّتي لم يكن من غرضٍ منها سوى إظهار حكّام قطر في موضع متفوّق. وكما جاء فيه، "بشكل عام، شكّلت هذه المنشورات المؤيّدة لقطر مجموعة فرعيّة صغيرة من إجمالي محتوى العمليّة، لكنّها تشير إلى بذل جهدٍ لدعم الدّولة الخليجيّة في نزاعها الطّويل مع كلٍّ من الإمارات والسّعوديّة".
أخيراً، يؤكّد تقرير "غرافيكا" أنّ "التّأثير الكلّيّ للعمليّة كان متواضعاً" وأنّها "لم تتميّز بأيّ طبيعة انتشاريّة"، مشيراً إلى أنّ غالبيّة الحسابات لم تحظ بأكثر من ألف متابع.

للاطلاع على التقرير كاملاً:
https://graphika.com/uploads/graphika_report_operation_redcard.pdf



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية