ما مصير البشر عام 2030؟

ما مصير البشر عام 2030؟


02/10/2018

كلايف كوكسون

حذر أحد كبار العلماء في بريطانيا من أن الذكاء الاصطناعي سيواجه رد فعل عنيفا من الجمهور ما لم يبذل الباحثون والشركات جهودا أكبر لإشراك المجتمع في تطويره.
واعتبر جيم الخليلي، أستاذ الفيزياء في جامعة سوري والرئيس المقبل للجمعية العلمية البريطانية، أن الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية من جميع القضايا الكبيرة الأخرى التي تواجه الإنسانية، بما في ذلك تغير المناخ، والفقر العالمي، والإرهاب، وتهديد الأوبئة، ومقاومة مضادات الميكروبات. وحذر قائلا: "سوف يسيطر الذكاء الاصطناعي على ما سيحدث مع كل هذه القضايا الأخرى، سواء كان للأفضل أو للأسوأ".
وقال: "من المدهش تماما أنه حتى قبل بضعة أعوام لم يكن الذكاء الاصطناعي يؤخذ على محمل الجد، حتى من قبل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك نرى الآن مستوى غير مسبوق من الاهتمام، والاستثمار، والتقدم التكنولوجي في هذا المجال، ويشعر كثير من الناس، بمن فيهم أنا، أنه يحدث بسرعة كبيرة فوق الحد".
البرفيسور الخليلي الذي كان يتحدث عن الذكاء الاصطناعي في برنامج تلفزيوني بثته القناة الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية، قال إن الهيئات الرسمية في المملكة المتحدة تصدر تقارير عن الموضوع، لكن لم يبذل أي أحد جهدا كافيا لإشراك الجمهور الأوسع في النقاش حول مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي.
وحذر من رد فعل عنيف ضد الذكاء الاصطناعي، حين يدرك الناس ما كان يحدث، على غرار ما حدث ضد المحاصيل المعدلة جينيا قبل بضعة أعوام، مضيفا أن هذا يمكن أن يؤدي إلى عدم استخدام التكنولوجيا بكامل إمكانياتها في المملكة المتحدة، خاصة في القطاع العام. وقال: "هذا لن يكون ضارا للجمهور البريطاني فقط، لكنه أيضا سيجعل التكنولوجيا تتكاثر، وتكون غير خاضعة للرقابة والتنظيم ومتركزة في أيدي عدد قليل من شركات التكنولوجيا الخاصة القوية (...) على حساب الوظائف والمساواة والشفافية".
وأشار إلى أن المملكة المتحدة لديها مصلحة علمية وصناعية قوية في نجاح التكنولوجيا، إذ يمكن القول إن شركة ديب مايند، فرع ألفابت الكائن في لندن "هي بالفعل شركة الأبحاث الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم". وقدر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف 15 تريليون دولار سنويا إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 - أكثر من الناتج الحالي للصين والهند مجتمعين.
لكن هذا النجاح يعتمد على "وضع الشفافية والأخلاقيات في قلب تطوير الذكاء الاصطناعي والتأكد من أن القوانين التنظيمية موجودة". وفي حين أن الثورات التكنولوجية السابقة لم تؤد إلى بطالة جماعية، على الرغم من التنبؤات المتشائمة في ذلك الوقت، إلا أن هذا لا يضمن أن الذكاء الاصطناعي سيتبع تلك السابقة التاريخية.
وقال: "الذكاء الاصطناعي سيعمل على تعزيز كثير من الوظائف، وكثير منها سيختفي وسينشأ كثير من الوظائف الجديدة وغير المعروفة حتى الآن". وأضاف: "الاستثمار الحكومي الكبير في المهارات والتدريب أمر أساسي إذا كان سيتم التعامل مع هذا التعطيل بنجاح ولصالح جميع السكان".
إلى جانب تهديد الذكاء الاصطناعي للوظائف والمساواة الاجتماعية – والمخاوف من أن الآلات الذكية قد تسيطر على العالم في نهاية المطاف – قال البرفيسور الخليلي إن التكنولوجيا تطرح مشاكل أخرى، مثل الإرهاب السيبراني.
وتساءل: "إذا كان قراصنة الإنترنت الروس قادرين على التدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016، فما الذي سيمنع الإرهابيين السيبرانيين في المستقبل من اختراق أي شبكة كهرباء، أو أنظمة نقل، أو مصارف، أو منشآت عسكرية، يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي؟ إحدى صناعات النمو من حيث الوظائف عندما يبدأ الذكاء الاصطناعي باستبدالنا ستكون الأمن السيبراني".
وبرغم تحذيراته، إلا أن البروفيسور الخليلي أعلن أنه من المتفائلين بالذكاء الاصطناعي. "الذكاء الاصطناعي سيغير حياتنا خلال العقود المقبلة أكثر حتى مما فعلت الإنترنت خلال العقود القليلة الماضية. دعونا نضمن أننا سنكون مستعدين لذلك".

عن "جريدة العرب الاقتصادية الدولية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية