ما هي التغيرات التي سيفرضها كورونا على بيئة العمل؟

لم يقتصر أثر فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب بوفاة ما يزيد عن 248 ألف شخص وإصابة ما يزيد عن 3 ملايين و568 ألف شخص، لم يقتصر أثره على صحة الإنسان وحدها، بل طال جميع أشكال الحياة، وبطبيعة الحال فقد وصل هذا الأثر إلى بيئة العمل، حيث بات الكثيرون يعملون من المنازل.

تلجأ المؤسسات والشركات إلى العمل الإلكتروني أو العمل عن بعد كمحاولة لتقليص النفقات وترشيد الميزانيات

وقد رصد تقرير نشرته شبكة "CNBC" الأمريكية 13 تحولاً سيطرأ على مستقبل العمل مستقبلاً بسبب جائحة كورونا.
تعديل ساعات العمل
بسبب اضطرار العاملين إلى تلبية احتياجات العمل والمنزل في نفس الوقت، بسبب العمل من المنزل، قام الكثير من أصحاب الأعمال بتخفيف قواعد بداية ونهاية العمل، بما في ذلك توقيت العمل؛ إذ تتوقع مدربة الأعمال، جوليا كراتز، أنّ يبدأ أصحاب الأعمال في وضع توقعات أمام الموظفين من أجل إنجازها، لخلق توازن بين وقت العمل ووقت الموظف الشخصي.
نهاية سفريات الأعمال
تسببت الإجراءات الوقائية المتخذة في العديد من دول العالم لمواجهة فيروس كورونا في توقف جميع أنواع السفريات، إلّا أنّ فتح المطارات لن يغير الوضع كثيراً، حيث ستلجأ المؤسسات والشركات إلى العمل الإلكتروني أو العمل عن بعد، كمحاولة لتقليص النفقات وترشيد الميزانيات، ويتوقع الخبراء أن تصبح سفريات الأعمال ذكرى من الماضي بفعل الأزمة الاقتصادية الحالية.

الكشف الطبي الإجباري
فيما يتعلق بالأشخاص الذين سيعودون إلى أعمالهم خلال الشهور القادمة، يتوقع خبراء في المجال الطبي إجراء اختبارات طبية خلال العمل، لقياس الحرارة والأجسام المضادة. وقد بدأت شركات مثل؛ أمازون، والمارت، هوم ديبو، وستارباكس، في هذه الاختبارت بالفعل.

المكاتب قد تصبح رمزية
يتوقع مدير التصميم الداخلي في شركة "بركينز أند ويلز" في نيويورك، برنت كابرون، أن تكون مقرات الشركة رمزية، نتيجة لعمل الموظفين من منازلهم.

يتوقع طبيب نفسي بجامعة بنسيلفانيا أن يتقابل زملاء العمل ويتبادلون الزيارات خارج نطاق المكاتب

المكاتب مراكز للتشاور
بسبب تحوّل مقر الشركة إلى مجرد رمز لها بسبب عمل الموظفين من منازلهم، فإنّ كابرون يتوقع أيضاً، أن تتحول مكاتب العمل إلى مراكز لعقد المؤتمرات أو الاجتماعات، فيما سيتم العمل فعلياً عن بعد، وهذا يعني أنّ عدد المكاتب ذات الجدران الأربعة سيكون أقل، بالإضافة إلى خلق مساحات أكبر لاستضافة الاجتماعات، والمؤتمرات، وفعاليات الشركات.
زملاء عمل مقربون
يقول مستشار بيئة العمل بشركة "وي وورك"، باكشمي رينغارجان، إنّ الوباء سيؤثر على مستقبل العمل، بحيث سيقوّي العلاقات الشخصية بين الزملاء، وذلك بعدما يدركون قيمة رؤيتهم يومياً كما في السابق، كما توقع أن يصبح تبادل التحية عن بعد، أمراً عادياً في المجتمع.

أمّا الطبيب النفسي بجامعة بنسيلفانيا، آدم غرانت، فيتوقع أن يتقابل زملاء العمل ويتبادلون الزيارات خارج نطاق المكاتب، وذلك وسط اتباع سياسات التباعد الاجتماعي كتجنب السلام باليد.
سد الفجوة الرقمية
يفتقد 21 مليون مواطن أميركي القدرة على الدخول إلى الإنترنت، ما يعني أنّ هناك الملايين من الأشخاص غير القادرين على العمل عن بعد بسبب عدم القدرة على الاتصال بالإنترنت.

اقرأ أيضاً: هل تحمي القفازات المطاطية من الإصابة بكورونا؟
وتتوقع مديرة الأبحاث في مؤسسة بيو للدراسات، كاثرين دي ويت، بأن تقوم الحكومات بتحسين البنية التحتية للاتصالات، خاصة في حال أصبح العمل عن بعد حلاً منتشراً في العالم.

قد تبدأ الشركات في إلغاء المناصب الإدارية الوسطى، على غرار ما حدث في أزمة عام 2008 المالية

أزياء العمل ستتغير
يتوقع خبراء أن تتغير أزياء العمل؛ فبالنسبة لمن يعملون من المنزل، سيستخدمون ملابس صديقة للكاميرات، مثل الألوان الجريئة، والخطوط الواضحة، وطبعات وزخرفة أقل في القمصان، كما سيصبح ارتداء الأقنعة الطبية أمراً عادياً في المكاتب، خاصة في الشركات الكبيرة، والتي يتحتم وجود موظفين يتشاركون مساحات ضيقة فيها، وقد يخلق هذا فرصة لشركات الملابس لابتكار أقنعة أكثر حماية وراحة.
الأتمتة
يحذر بعض الخبراء من استيلاء الروبوتات على وظائف البشر، حيث يتوقع علماء المستقبليات تسريع وتيرة الأتمتة وإحلال الروبوتات مكان البشر، تطبيقاً لسياسات التباعد الاجتماعي، وستشمل الأتمتة المتاجر، والمطاعم، حيث يخشى أصحاب الأعمال انتشار العدوى بين البشر في تلك الأماكن.

إلغاء الوظائف الإدارية الوسطى
قد تبدأ الشركات في إلغاء المناصب الإدارية الوسطى، على غرار ما حدث أيضا في أزمة عام 2008 المالية، عندما بدأت الشركات في تطبيق الأمر نفسه، وفق توقعات خبراء في قطاع الأعمال.
إعانات مالية للعاملين من المنزل
منحت شركات "كتويتر"، "وشوبيفاي"، منحاً مالية للموظفين من أجل شراء لوازم العمل الضرورية لتنفيذه من المنزل، وذلك منذ بداية الأزمة وفرض بعض الشركات لسياسة العمل من المنزل.

وكانت شركة "غلوبال وورك بلاس"، قد توصلت في تحليل سابق لها، إلى أنّ الموظفين العاملين عن بعد بدوام جزئي، يستطيعون توفير نحو 11 ألف دولار سنوياً من راتبهم.
الرسائل الإلكترونية بديلاً للاجتماعات
تتوقع المديرة بشركة "بوسطن" للاستشارات في لندن، نجية يوسف، أن تقل الاجتماعات وجهاً لوجه في المستقبل، كنتيجة لأزمة كورونا، حيث سيتم استبدالها بالرسائل الإلكترونية والفورية، كما تتوقع أن يتقابل أعضاء الفرق من خلال المكالمات الصوتية والفيديو، وذلك بعدما توقفوا عن العمل معاً في مكتب مركزي.

اقرأ أيضاً: الموت يغيب "أيقونة الفن الجزائري".. ماذا تعرف عن إيدير؟
كيف سيؤثر العمل على النساء؟

سيؤثر تغيّر بيئة العمل على النساء بشكل كبير مقارنة بالرجال، حيث ستنجح النساء في تحقيق توازن بين العمل ورعاية الأبناء، بعدما كانت نسبة 31 بالمئة من النساء العاملات تطلب إجازة بعد الإنجاب لرعاية الأطفال.