ما هي الصفات المشتركة لأصحاب نظريات المؤامرة؟

ما هي الصفات المشتركة لأصحاب نظريات المؤامرة؟


18/05/2020

تظهر نظرية المؤامرة وإرهاصاتها مع ظهور الأزمات والكوارث والظروف غير الاستثنائية، وهو ما حصل مع انتشار فيروس كورونا، حيث تناقل الناس العديد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتناول جائحة كورونا على أنها مؤامرة، ما دفع بعض المواقع منها "يوتيوب" و"فيسبوك" إلى حذف هذه الفيديوهات.

يمتاز أصحاب نظرية المؤامرة بميلهم إلى شيطنة الأشخاص المرتبطين بأية قضية أو ظرف غير استثنائي

ومن أكثر هذه الفيديوهات رواجاً، فيديو يحمل اسم "الجائحة"، ويحتوي على مقابلة مع الباحثة السابقة في علم الفيروسات، "جودي ميكوفيتس"، التي قالت إن جائحة كورونا خدعة كبرى، من أجل الاستفادة من أرباح بيع اللقاحات مستقبلاً.
وتالياً نرفق لكم دليلاً علمياً أعده مجموعة من الباحثين لتحديد سمات "التفكير التآمري":
الشيطنة
يمتاز أصحاب نظرية المؤامرة بميلهم إلى "شيطنة" الأشخاص المرتبطين بأية قضية أو ظرف غير استثنائي بطريقة تجعلهم يبدون أشراراً، وأن لديهم دوافع شخصية من وراء الإضرار بالناس، إذ يشير فيلم "الجائحة" إلى أن العلماء، بمن فيهم كبير أطباء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، قد صمموا فيروس كورونا، بهدف قتل مئات الآلاف من الناس حتى الآن، مقابل أرباح محتملة بمليارات الدولارات مستقبلاً.


الحصانة
من الصعب جداً تغيير رأي منظري المؤامرة بشأن ما يعتقدونه عن أي قضية، لأن نظرياتهم ببساطة محصنة طالما أنه لا يوجد دليل يفندها. بل إن غياب الدليل يُعزز، بحسب رأيهم، من وجاهة نظرية المؤامرة.

يتمتع منظرو المؤامرة بالقدرة على ربط خيوط القصة بعضها ببعض حتى وإن كانت عشوائية بهدف إعادة تفسير ما يجري وفق رؤيتهم

العشوائية
يتمتع منظرو المؤامرة بالقدرة على ربط خيوط القصة بعضها ببعض، حتى وإن كانت عشوائية، من أجل إعادة تفسير ما يجري وفق رؤيتهم، ويعتقدون أن هذه الخيوط منسوجة بطريقة ما من أجل الإيقاع بالضحية والتآمر عليها.

ويشير مقطع في فيلم "الجائحة"، على سبيل المثال، بشكل إيحائي إلى تمويل المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، لـ "معهد ووهان" المختص في علم الفيروسات بالصين، رغم أنّ المختبر هو مجرد واحد من العديد من المعاهد المتعاونة على مستوى العالم في مشروع يسعى إلى فحص خطر الفيروسات المستقبلية الناشئة من الحياة البرية.

اقرأ أيضاً: علماء يشككون في "نظرية ووهان": كورونا أقدم مما كنا نعتقد

الاضطهاد
يعتقد منظرو المؤامرة أنّهم "ضحايا للاضطهاد المنظم"، ويسقطون هذه المشاعر عادة على ملايين الناس في العالم، لكي يصدقوا وجهة نظرهم بأن ما يجري بالفعل هو مجرد مؤامرة.


وعادة ما يطلب أصحاب نظرية المؤامرة من الضحايا المضطهدين المفترضين، ألا يكونوا متواطئين مع الغير، ممن يعتبرونهم أشراراً ومتآمرين يريدون الإضرار بهم وبمصالحهم.

اقرأ أيضاً: في ظل اتجاه العالم للتعايش مع كورونا.. كيف تتجنب الإصابة بالفيروس؟

التناقض
يُقدّم فيلم "الجائحة" قصتين متناقضتين عن الفيروسات التاجية؛ إذ يجادل بأنّ فيروس "سارس"، الذي تسبب بمرض "كوفيد - 2"، جاء من مختبر في مدينة ووهان الصينية، التي بدأ فيها فيروس كورونا.

إنّ مروجي المؤامرة مشككون بشكل كبير تجاه المواقف الحكومية في القضايا ذات الشأن العام حتى وإن أيدتها الأبحاث والمنظمات الدولية

ويجادل الفيلم نفسه بأنّ جميع الناس مصابون بالفعل بالفيروس التاجي من اللقاحات السابقة، ويؤكد أنّ ارتداء الأقنعة الواقية ينشط الفيروس من جديد، وهذه الاعتقادات متناقضة تماماً، وفق ما أوردت شبكة "سكاي نيوز".
التشكيك
إن مروجي "المؤامرة"، متشككون بشكل كبير تجاه المواقف الحكومية في القضايا ذات الشأن العام، حتى وإن أيدت الأبحاث العلمية والمنظمات الدولية المواقف الحكومية، وفي هذه الحالة يلجأون إلى التشكيك في أي دليل علمي تدعمه الحكومات، باعتباره جزءاً من "المؤامرة على الشعوب".
والمثال الواضح على ذلك في ظل تفشي فيروس كورونا، يتمثل في تشكيك أصحاب نظرية المؤامرة في كل من منظمة الصحة العالمية، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وإدارة الغذاء والدواء، وصولاً إلى أنتوني فاوتشي.

التذرّع
يفشل أصحاب نظرية المؤامرة في كثير من الأحيان في الدفاع عن بعض أفكارهم إذا ما حشروا في الزاوية، فليجأون للتذرع، ويظهر ذلك جلياً في مقولة؛ "هناك شيء ما خطأ في الأمر"، التي يعتمدونها كثيراً.

اقرأ أيضاً: محمد رمضان يتحدّى نقابة الموسيقيين بأغنية جديدة.. ما علاقتها بكورونا؟ (فيديو)
وعندما سُئل ميكي ويليس، مخرج فيلم "الجائحة" عما إذا كان يعتقد حقاً بأن "كوفيد - 19" هو مؤامرة من أجل الربح، كان رده؛ "لا أعرف إذا كان هذا أمراً مقصوداً أو طبيعياً. ليس لدي أية فكرة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية