ما يجري في السودان خطر كبير!

ما يجري في السودان خطر كبير!


23/12/2017

كلّ الجماعات، وعلى رأسها الإخوان المسلمون والجماعة الإسلامية، خططوا لجعل السودان خزاناً للدعم، ومحطة بديلة، لكن تنظيم داعش كان هو الأدقّ عملاً وتخطيطاً لهذه العملية.

القصة من البداية، أنّ أولى الجماعات التي خططت لما سبق كانت الجماعة الإسلامية التي كلفت عدداً من قياداتها بعمل مشاريع زراعية، والحصول على أراضٍ زراعية للاستثمار فيها، وعقب عزل الإخوان، كان للجماعة هناك عدد غير قليل يستقبلون الهاربين، وتمّ تكليف القيادى حسين عبدالعال، أمير الجماعة السابق بأسيوط، لإدارة كل العمليات اللوجستية التي تجري هناك، والإشراف على المشاريع الاستثمارية الزراعية بالدولة السودانية، والتي بلغت آلاف الأفدنة للإنفاق على حزب البناء والتنمية، وعلى التنظيم بالكامل.
الإخوان بدورهم لم يخططوا كثيراً للمسألة السابقة، اعتماداً على فرع الجماعة هناك التابع للتنظيم الدولي، والذي يترأسه الشيخ علي جاويش، إلا أنّه عقب عزلهم عن السلطة بمصر، قرروا إرسال 300 طالب إخواني للخرطوم، ليشكلوا وحدة خاصة، أطلقوا عليها رابطة طلاب الإخوان.
لما جرى الانهيار الإداري داخل الجماعة، والخلاف على من يقود التنظيم، تركت الجماعة هؤلاء الطلاب دون عائل أو كفيل، ما أدى إلى وقوعهم فريسة لدى التنظيمات المسلحة ومنها "داعش".

داعش خطط لجعل السودان محطة للتنظيم واستعان بعدد من أتباعه في ليبيا وأعادهم إلى الخرطوم 

كانت أزمة طلاب الإخوان في السودان جزءاً من أزمة الإخوان ككل، فبعدما فشلت (الرابطة) في الداخل قررت توحيد الجميع تحت رايتها، وإخماد أية محاولة تكرر نموذج الإدارة في مصر، وعليه كان الطلاب هم الضحية.
داعش كان قد خطط خلال العام الماضى لجعل السودان محطة للتنظيم، ونجح في هذا بالفعل، واستعان بعدد من أتباعه في ليبيا، وأعادهم إلى الخرطوم ليقوموا بمهمة الدعم وضم العناصر الجديدة،
كشفت تقارير سودانية، أنّ العنصر النسائي السوداني كان له دور كبير في عمليات التجنيد الداعشية، وكان آخرها الفتاتان التوأم السيد عبد السلام العيدروس .
اعترف التنظيم أنّه خطط لاختراق الجامعات السودانية، وأنّه استقطب مجموعة من الطلبة في جامعة مأمون حميدة التي يدرس بها أبناء الطبقة الميسورة في السودان.

كشفت تقارير سودانية أنّ العنصر النسائي السوداني كان له دور كبير في عمليات التجنيد الداعشية

وقد كانت وسائل إعلام دولية ومحلية كشفت عن التحاق 11 شاباً وشابة من الجامعة بتنظيم داعش، كانوا يدرسون في مجالات الطب والصيدلة والهندسة وعلوم الحاسوب وتقنية المعلومات والكيمياء الحيوية والعضوية، ويحملون جميعاً الجنسية البريطانية.
أحدث سفر هذه المجموعة ضجة حول نشاط التيار الجهادي في الكليات العلمية السودانية، وجذب الشباب للالتحاق بصفوف داعش.
الأجواء ومناخ السودان ساهم في خلق داعش، وهي أخطر المكونات في إفريقيا، ولاحظوا كيف خرج موكب جماهيري من أحد مساجد الخرطوم وقف على زعامته محمد علي الجزولي المحسوب على جبهة الدستور الإسلامي تضامناً مع تنظيم داعش.
الحكومة السودانية ذاتها لا تهتم كثيراً بداعش؛ بل وتفرج عن خلايا هذا التنظيم بشكل دوري، وعلى سبيل المثال خلية دندرة التي أفرجت السلطات الأمنية السودانية عنها، وهي خلية من 30 شاباً كانوا قد التحقوا بالتنظيم.
المصريون الدواعش بدورهم نجحوا في خلق محطة قرب واحة سيوة في الطريق من واحة جغبوب لنقل خطوط إمداد جديدة للمقاتلين من تنظيم داعش سيناء، كما كانوا هم من يستقبلون المقاتلين الأجانب من منطقة المثلث الحدودي مع دولة السودان من نقطة جبل العوينات؛ حيث إن سياراتهم تمر بهذه المنطقة، ومن واحة الكفرة وجبل عبد المالك.

اعترف التنظيم أنّه خطط لاختراق الجامعات السودانية واستقطب مجموعة من طلبة جامعة مأمون حميدة 

استغل الدواعش جبل العوينات، وهو منطقة وعرة ليهربوا منه إلى ليبيا أو يعودون منه للداخل المصري، ويكثر في محيطه نشاط للمهربين وتجار الأسلحة والمخدرات، وهو بمثابة نقطة حدودية هشة بسبب طبيعتها الجغرافية المعقدة، بينما يقع جبل عبد المالك داخل الأراضي الليبية وقرب شريط الحدود المصري، وعلى بعد نحو 160 كيلومتراً من منطقة العوينات.
ووجد الأمن بمصر صعوبة كبيرة في التأمين الكامل للمنطقة الحدودية الغربية، بسبب صعوبة التضاريس في بعض المناطق.
المهم أنّ داعش كان مجموع خطته، هو جعل السودان محطة للانتقال في إفريقيا، ووضع مصر في مثلث عملياتها فيما بعد، ووضعها تحت ضغط دائم من التنظيم؛ لأن البيئة المثالية للجماعات الإرهابية تحتاج إلى بؤرة نزاع مسلحة، وبعدها تظهر الحركات أو الجماعات العابرة للحدود بكل قوتها في المنطقة، لذا فما يجري في السودان خطر كبير، فمن يعي هذا التحذير؟ ومن يبحث عن المدبر والمخطط؟

الصفحة الرئيسية