متحدث عسكري لـ"حفريات": إرهابيون مدعومون من "الإخوان" ينفذون إعدامات في عدن

متحدث عسكري لـ"حفريات": إرهابيون مدعومون من "الإخوان" ينفذون إعدامات في عدن


06/10/2021

عقب مرور أيام على إعلان عودة الحكومة اليمنية إلى عدن، وقبيل استقرار الوزراء في المدينة، شهدت مدينة كريتر، التابعة لمحافظة عدن، فوضى أمنية يقودها قيادي سلفي متشدد يدعى إمام النوبي، ما استدعى تدخل القوات الأمنية والجيش التابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتمّ حسم الأمر عسكرياً، واستعادة الأمن  في المنطقة.

وقال المتحدث العسكري باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب لـ"حفريات" إنّ إرهابيين مدعومين من جماعة الإخوان ارتكبت انتهاكات في كريتر، ومنها تنفيذ إعدامات بحقّ مواطنين بدوافع دينية تكفيرية.

اقرأ أيضاً: شواهد وأدلة تكشف تواطؤ إخوان اليمن مع الحوثيين

ولم تكن الفوضى التي قادها إمام النوبي ذات طابع جرائمي وخارج عن القانون فقط، بل لها أهداف سياسية تكشفت من خلال الدعم العسكري الكبير الذي حصلت عليه جماعة النوبي عبر تواطؤ أطراف في الشرعية، والدعاية الإخوانية الكبيرة التي وظفت الاشتباكات في كريتر للهجوم على الانتقالي الجنوبي، إلى جانب حديث البعض عن وجود خطة إخوانية للدفع بقوات النوبي لاحتلال مناطق في عدن، بدعوى تأمين الوزراء المحسوبين على المناطق الشمالية الموالية للإخوان المسلمين.

اشتباكات مسلحة

اشتبكت قوات الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة لأمن عدن، فجر السبت الماضي، مع قوات خارجة عن القانون، يقودها إمام أحمد عبده الصلوي (النبوي)، في حي الطويلة بمنطقة كريتر في عدن، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص من أفراد الأمن والمواطنين، وإصابة 61 فرداً معظمهم من المسلحين التابعين للنوبي، إلى جانب الخسائر المادية الكبيرة التي طالت سيارات ومنازل ومحال تجارية.

مخلفات الاشتباكات في كريتر

وبحسب تقرير لصحيفة "الأيام" اليمنية؛ ما يزال مصير قائد المجاميع المسلّحة التي فجّرت الوضع العسكري في كريتر، إمام النوبي، مجهولاً، رغم سيطرة قوات الأمن على الوضع في المدينة، والوصول إلى أوكار المسلحين الذين وصفهم رئيس اللجنة الأمنية، محافظة العاصمة عدن، أحمد لملس، بأنهم جماعات إرهابية خارجة عن النظام والقانون.

اقرأ أيضاً: اليمن: تفاصيل اعتداء ميليشيا الإخوان على منشأة بلحاف

وقالت اللجنة الأمنية في بيان: "عقب المعارك التي دارت رحاها يوم السبت، الموافق 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، في مديرية كريتر، تمت السيطرة الكاملة على كافة أحياء المديرية، وما تزال قواتنا الأمنية تلاحق المدعو إمام أحمد عبده الصلوي (النوبي) وأعوانه، حتى يتم إلقاء القبض عليهم، وتقديمهم إلى العدالة، لينالوا جزاءهم الرادع جراء الجرائم التي اقترفوها في حق المدينة ومواطنيها".

يخشى حزب الإصلاح الإخواني من ضغوط التحالف العربي لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، والذي يقضي على مخططاته للتوسع في المحافظات الجنوبية، عبر الميليشيات الخاصة التي تتبع اسمياً الجيش اليمني

وكان أمن عدن بدأ خطة انتشار عسكري، يوم الجمعة الماضي، في منطقة كريتر، في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، تمهيداً لإخلاء المدينة من جماعة النوبي، وذلك بعد تفاقم جرائم الجماعة والتي كان آخرها الهجوم على قسم شرطة كريتر، وتحرير مساجين تابعين للجماعة، وخطف ضابط شرطة.

وتعليقاً على الأحداث، يقول المتحدث العسكري باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب؛ "ما حدث أنّ إرهابيين مدعومين من جماعة الإخوان ارتكبت انتهاكات بحقّ المواطنين في كريتر، ومنها تنفيذ إعدامات بحقّ مواطنين بدوافع دينية تكفيرية، وفرض إتاوات على المحلات التجارية، والاعتداء على رجال الأمن، بل والهجوم على أقسام الشرطة، وإزاء ذلك وجهت اللجنة الأمنية لعدن، بقيادة محافظ العاصمة عدن الأجهزة الأمنية بتنفيذ عملية أمنية للقضاء على هؤلاء الإرهابيين".

 

اقرأ أيضاً: الرواية التي لم تُقرأ.. إخوان اليمن

وأضاف النقيب، في تصريحاته لـ "حفريات"؛ خلال 12 ساعة حققت الوحدات الأمنية كامل الأهداف، وعادت الحياة إلى طبيعتها المعتادة.

علاقة الإخوان المسلمين

وخلال الاشتباكات استخدمت جماعة النوبي أسلحة صغيرة ومتوسطة، من بينها أسلحة متطورة، مثل التي تستخدمها قوات الشرعية، ما عزّز فرضية تورط حزب الإصلاح الإخواني في دعم هذه الجماعة، بهدف تقويض الأمن في عدن، وإرباك الانتقالي الجنوبي، العدو اللدود للإخوان، وعرقلة جهود الحكومة لاستكمال تنفيذ ترتيبات اتفاق الرياض.

انتشار أمني في كريتر

ويقول المتحدث باسم القوات الجنوبية؛ "عمدت جماعة الإخوان، ‏منذ وقت طويل، إلى تحويل  مدينة كريتر إلى وكر لإدارة نشاطها الإرهابي التآمري، وجعلت المدينة مأوى وملاذاً للعناصر الإرهابية القادمة من خارج المحافظة، ومركز لإدارة وتوجيه نشاط الجماعات المتطرفة والخارجة عن النظام والقانون، والمتورطين بارتكاب الجرائم ونشر الفوضى والتخريب، لكن ‏بعون من الله، وبفضل وعي المواطنين ويقظة الأجهزة الأمنية وبسالتها أُسقط هذا الرهان الإخواني، وانتصرت العاصمة عدن لمدنيتها وحقّها في الأمن والاستقرار".

 

اقرأ أيضاً: القاعدة وداعش وإخوان اليمن.. دموية الحوثي تغذي شبح الإرهاب

وأضاف المقدم محمد النقيب؛ إذا استعرضنا الضخّ الإعلامي الإخواني المساند للعناصر الارهابية في كريتر، "سنعرف حجم الإنفاق المادي والعسكري الذي صرفته جماعة الإخوان على تلك العناصر، حيث استخدمت هذه العناصر مدفعية الهاون وصواريخ "آر بي جي" في المواجهات مع القوات الأمنية، ما تسبّب في خسائر مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين".

المتحدث العسكري باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب لـ"حفريات": إرهابيون مدعومون من جماعة الإخوان ارتكبت انتهاكات في كريتر، ومنها تنفيذ إعدامات بحقّ مواطنين بدوافع دينية تكفيرية

وجاءت الاشتباكات في وقت تخوض فيه القوات الجنوبية معارك عنيفة ضدّ الحوثيين في جبهتي لحج والضالع، وأكد قادة وسياسيون جنوبيون على ارتباط المجاميع الخارجة في كريتر بالشرعية اليمنية، وأشاروا في تعليقات، إلى أنّ توقيت إثارة الأحداث في كريتر أتى للتغطية على فضائح وخيانات وخسائر الشرعية في شبوة ومأرب.

وصرّح القيادي الجنوبي، أحمد عمر بن فريد، عبر تويتر: "أمام خيبتها و خسائرها العسكرية المدوية، التي تكبدتها خلال الأيام القليلة الماضية في مأرب وشبوة ضدّ قوات الحوثي، وتخادم قياداتها العسكرية مع مليشيات الحوثي تحت أنظار العالم، لم تجد هذه السلطة، كي تغطي على كلّ تلك الفضائح وتصرف الأنظار عنها، إلا أن تحرّك عناصرها التخريبية في عدن".

المتحدث باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب

وأضاف: "أسوأ ما يمكن أن نسمعه في كلّ هذه المهزلة أن تخرج علينا عناصر من شرعية الفشل والفساد لتتحدث عن "هيبة الدولة"، وما تسميها بـ "تسليم سلاح" قواتنا المسلحة لعناصرها، وكأنّها تنسى أنّ ذلك الإجراء يعني من الناحية العملية تسليم سلاحنا لميليشيات الحوثي عن طريقهم باعتبارها وسيطاً ليس إلا!"

اتفاق الرياض

وبعد سقوط عدّة مديريات في محافظة شبوة بيد الحوثيين، عادت حكومة المناصفة اليمنية إلى عدن، بناء على توجيهات من الرئيس عبد ربّه منصور هادي، وأعلن رئيس الوزراء، معين عبد الملك عن أولويات حكومته، ومنها استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، ومعالجة الأزمة المعيشية والخدمات.

ويخشى حزب الإصلاح الإخواني من ضغوط التحالف العربي الدافعة نحو استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، والذي يقضي على مخططاته للتوسع في المحافظات الجنوبية، عبر الميليشيات الخاصة التي تتبع اسمياً الجيش اليمني، ولهذا احتفت وسائل الإعلام المحسوبة على الإخوان بالاشتباكات في كريتر، وعملت على تصوير القتال على أنّه بين فصائل منضوية تحت القوات الجنوبية، وهو ما نفاه المتحدث باسمها، في تصريحاته لـ "حفريات".

 

اقرأ أيضاً: إخوان اليمن: استعراض عسكري بدعم تركي لخنق عدن وإفشال المجلس الانتقالي

واستغلّ الإخوان وجود أشقاء لقائد جماعة كريتر، إمام النوبي، كقادة عسكريين في القوات الجنوبية، لإحداث شقاق وتمرد داخل الجنوب، عبر إثارة العصبية القبلية، ونشر إشاعات بأنّ القتال في كريتر بسبب التنافس بين قيادات جنوبية من يافع وأخرى من ردفان، التي ينحدر منها النوبي، لكن جاءت تصريحات​ القيادي البارز في قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، قائد محور أبين - كرش، مختار النوبي، شقيق إمام النوبي، لتقطع الطريق على خطة الإخوان، وقال: "نطمئن الشعب الجنوبي أنّ ما تناولته وسائل الإعلام الإخوانية تزييف ومحاولة لصبّ الزيت على النار، وكلّنا جسد واحد تحت قيادة عيدروس الزبيدي، والجنوب خط أحمر، وكلنا يد واحدة، لا نرفع سلاحنا إلا ضدّ الأعداء من حوثيين وإخوان".

وأشارت صحف يمنية إلى أنّ مختار النوبي رفض طلباً من أخيه غير الشقيق، إمام النوبي، لدعمه عسكرياً.

ولمواجهة الدعاية الإخوانية التي تهدف إثارة فتنة قبلية بين ردفان ويافع والضالع، أصدرت قيادة المجلس الانتقالي في ردفان، بياناً بخصوص الأحداث الأخيرة بمدينة عدن، دعت فيه جميع أبناء ردفان إلى عدم الانجرار وراء الإشاعات والدعاية التي تروج لها مطابخ الأعداء، والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الجنوبية.

اقرأ أيضاً: التجويع سياسة إخوانيّة للسيطرة على الجنوب اليمني

وكان رئيس مجلس الوزراء، معين عبد الملك، قد استعرض خلال اجتماع باللجنة الأمنية بعدن تقريراً حول الأحداث المؤسفة التي شهدتها مديرية كريتر، وما نجم عنها من سقوط ضحايا مدنيين وترويع الآمنين وإقلاق السكينة العامة، والخطوات التي قامت بها الأجهزة الأمنية لإعادة الاستقرار والخطوات اللاحقة الواجب القيام بها لحصر الأضرار، كما استعرض تعزيز الأمن والاستقرار والسكينة العامة في العاصمة، ودعا إلى التنسيق وتوحيد العمل الأمني واستكمال غرفة العمليات المشتركة، لاستقرار الأوضاع ومواجهة التحديات القائمة بما يتيح البيئة الملائمة لعمل الحكومة ومؤسسات الدولة، والتركيز على مواجهة العدو الحوثي حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية