مجلس سيادة مشترك.. هل ينهي احتجاجات السودان؟

اتفقت قوى الحرية والتغيير في السودان مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم على تشكيل مجلس سيادة مشترك، حسبما قال أحد أعضاء لجنة التفاوض عن قوى الحرية والتغيير.

قوى الحرية والتغيير تجتمع مع المجلس العسكري لتحديد نسبة المشاركة في المجلس السيادي وصلاحياته

ووصف القيادي أحمد الربيع، في تصريح صحفي نقلته شبكة "بي بي سي"، هذه الخطوة بـ"الجيدة"، باعتبارها "تمثل أحد مطالب المحتجين".

ومن المقرر أن تستمر الاجتماعات بين لجنة التفاوض الممثلة لقوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري، اليوم، "لتحديد نسبة المشاركة في المجلس السيادي وصلاحياته"، بحسب الربيع، الذي عبر عن اعتقاده بأنه في حال تخطي هذه العقبة "سيكون الطريق ممهداً للتوصل الى اتفاق شامل في ظل عدم وجود مشكلات كبيرة في بقية القضايا الخلافية الأخرى".

في سياق متصل، دعا رئيس حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، إلى التعامل مع المجلس العسكري "دون انفعال".

وقال في مؤتمر صحفي: إنّ الجيش انحاز لمطالب الشعب، ولم يقم بـ "انقلاب عسكري"، مشيراً إلى ضرورة محاكمة رموز النظام السابق وفق القانون، محذراً من أنّ "النظام السابق قد يحاول الانقلاب" ولم يعطِ أيّة تفاصيل أخرى.

ودعا المهدي إلى الاتفاق على إعلان دستوري بين القوى المدنية والمجلس العسكري.

الصادق المهدي يؤكد أنّ الجيش انحاز لمطالب الشعب، ويحذر من أنّ النظام السابق قد يحاول الانقلاب

إلى ذلك، كشف رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، أمس، أنّ الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، كان يريد استخدام القوة لفضّ الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش.

وأضاف، في تصريحات لقناة "العربية"؛ "احتقان المشهد السياسي دفعنا لاتخاذ هذه الخطوة بأن تتدخل القوات المسلحة لوضع حدّ لمعاناة المواطنين".

ونفى البرهان أيّ استخدام للسلاح أمام القيادة العامة للجيش، مشدداً على أنّ القوات المسلحة تصدت لكلّ من أراد تفريق الاعتصام بالقوة.

ورأى أنّ القوات المسلحة حمت المواطنين من أيّة محاولات عنف، وأنّ القوات النظامية تعمل بتجانس تام لتأمين البلاد.

وأكد أنّ البشير بالسجن، ومعظم رموز النظام السابق في سجن كوبر، ويتم التعامل معهم وفق القانون، وأن النيابة تتولى أمر التحقيق مع كافة رموز النظام السابق.

وتابع؛ "المجلس العسكري يعمل بشفافية وحريص على التشاور مع القوى كافة؛ لأنّ المهم الوصول إلى اتفاق بشأن ترتيبات المرحلة الانتقالية".

البرهان يشكر السعودية والإمارات على مدّ يد العون إلى السودان ويؤكد أنّ وقفتهما كان لها تأثير كبير

وأضاف: "الجميع يعترف بأن قوى الحرية والتغيير قادت هذا الحراك ولها الريادة، لكن الاستئناس برأي الجميع مطلوب".

من جهة أخرى، شكر رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان السعودية والإمارات، على مد يد العون إلى السودان، وأكد أنّ وقفتهما كان لها تأثير كبير في هذه المرحلة، قائلاً: "السعودية والإمارات هما الأقرب وعلاقتنا بهما سوف تسير نحو الأفضل وهذا ليس إطراء".

وتابع "نشكر دور مصر الداعم للسودان، وتعاون الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع المجلس العسكري الانتقالي، كما نشكر الاتحاد الإفريقي على تعاونه".

وعزل الجيش الرئيس السابق، عمر البشير، بعد 3 عقود قضاها في السلطة، إثر احتجاجات حاشدة ضدّ ارتفاع أسعار الغذاء وارتفاع معدل البطالة وقمع الحريات.