محاكاة للطبيعة وامتداد للحضارة الفرعونية.. ما لا تعرفه عن الموسيقى النوبية

محاكاة للطبيعة وامتداد للحضارة الفرعونية.. ما لا تعرفه عن الموسيقى النوبية


27/10/2020

تُعدّ الموسيقى النوبية جزءاً أصيلاً من مكونات الهوية المصرية وامتداداً للحضارة الفرعونية، وتمتاز عن غيرها من أنواع الموسيقى المعروفة في العالم بأنّها موسيقى خماسية النغمات تعتمد على شكل بدائي من أشكال الآلات الموسيقية.

 

يعتمد الإيقاع النوبي على عازف الطار الذي تكون وظيفته الأساسية عزف النقرات الأساسية للإيقاع

 

ويستخدم النوبيون الغناء للتعبير عن مشاعرهم والكثير من أحداثهم التاريخية الهامة، فاللغة النوبية أصيبت بضعف شديد بسبب تفرّق النوبيين، ليصبح الغناء هو المسؤول، ليس فقط عن التعبير عن المشاعر وتسجيل الأحداث التاريخية، بل عن الحفاظ على اللغة والثقافة النوبية المُهدّدة بالنسيان.

السلم الخماسي.. امتداد للموسيقى الأفريقية

تتكون الموسيقى الخماسية النوبية بشكل عام من النغم، والنغم هو الذي يُحدّد اللحن والإيقاع؛ إذ تعتمد ألحان موسيقى النوبة على نغمات السلم الخماسي، والذي تلتقي فيه الموسيقى النوبية مع الموسيقى الأفريقية وموسيقى الشرق الأوسط.

ويتألف السلم الخماسي من 5 أصوات مختلفة، حيث يكون الفراغان على الدرجتين الرابعة والسابعة، وهو ما يُطلق عليه الاسم الخماسي الطبيعي، على نقيض السلم السباعي الذي يتكون من 7 نغمات سواء كان سلماً كبيراً أم صغيراً.

 

الطنبورة في اللغة النوبية هي كلمة مركبة من جزأين (تو) وتعني البطن و(بور) وتعني الأجوف، وبجمعهما يكون المعنى ذا البطن الأجوف

 

أمّا الإيقاعات النوبية فهي ليست مجرد نقرات يؤديها العازف، بل عادة ما تُصاحب بأداء حركي يقوم به الرجال والنساء من أهل النوبة على السواء، ومن المعروف أنّ الإيقاع النوبي يعتمد على عازف الطار، والذي تكون وظيفته الأساسية عزف النقرات الأساسية للإيقاع.

وتشمل الإيقاعات الأساسية في الموسيقى النوبية التقليدية كلاً من: "الكومباش"، و"الكيتشاد"، و"الله ليه لي"، والذي يسمى أيضاً بـ "الإيقاع الكنزي"، بالإضافة إلى إيقاعات أخرى مثل "السكي"، و"هل"، و"فيزي".

الطنبورة.. أساس الأغنية النوبية

تعد آلة الطنبورة، التي تعتمد على السلم الخماسي في النغم، من أقدم الآلات الموسيقية الوترية لدى حضارة النوبة القديمة التى عرفت فى عصور ما قبل التاريخ وكانت تُسمى "كسر" و" كنارة" ولا زالت تصنع بالشكل نفسه حتى الآن فى مناطق أسوان والنوبة، وتسمى لدى أهالي مدن قناة السويس "بالسمسمية".

اقرأ أيضاً: الإيرانيون يشيعون "أيقونة الموسيقى الفارسية" بالدعاء لموت الديكتاتور

كما ورد اسم الطنبورة في أدب الغناء بالنوبة شمال السودان متصلة برقصة "الكرير"، وهي نوع من الرقصات تعتمد على مزاوجة إيقاعية بين الصفقة والصوت الصادر من الحناجر، ونجد ما يماثلها عند النوبيين المصريين، حيث يسمّونها "كرّي" وتؤدّى بمصاحبة آلة الطنبورة أيضاً.

تعد آلة الطنبورة من أقدم الآلات الموسيقية الوترية لدى حضارة النوبة القديمة

والطنبورة في اللغة النوبية كلمة مُركبة من جزأين "تو" وتعني البطن، و"بور" وتعني الأجوف وبجمعهما يكون المعنى ذا البطن الأجوف.

الرقصات النوبية محاكاة للطبيعة

تعتبر رقصة الاراجيد من أشهر الرقصات المعروفة في أفراح النوبيين، وتتعدد نماذجها وتشكيلاتها لتحاكي طبيعة النوبة وبيئتها؛ فهناك نموذج يقف فيه الراقصون صفاً وتتشابك فيه أيديهم مع خطوات منتظمة إلى الأمام ثم إلى الخلف مع حركة الأيدي المتشابكة عكس اتجاه الجسم في حركة تحاكي أمواج النيل.

 

شهد الفن النوبي، كغيره من الفنون، تطوراً كبيراً من خلال مزجه مع ألوان موسيقية غربية مثل (الراب)

 

وهناك النموذج الدائري الذي يحاكي حركة الساقية، بالإضافة لرفع الأيدي مع تشابك الكفوف في شكل مثلث يحاكي شكل الهرم، بالإضافة إلى حركة التبشير، وهي للتحية أثناء الرقص، حيث تُرفع الذراعان ملتصقتان إلى أعلى مع التلويح بالأصابع وكف اليد وهي الحركة التي تحاكي تمايل جريد النخيل.

الأغنية النوبية.. بين الأصالة والمعاصرة

يطلق على الفنان أحمد منيب لقب "أبو الفن النوبي"، لأنه من أبرز رواد هذا الفن، وكانت بداياته عام 1954 مع إنشاء إذاعة وادي النيل، التي قدّم فيها العديد من الأغاني التراثية النوبية، ليتحوّل مع الوقت إلى أيقونة الفن النوبي.

وكان محمد منير امتداداً موضوعياً لموسيقى أحمد منيب، حيث غنى منير 45 أغنية من ألحانه في أول 10 ألبومات، منها، "أم الضفاير"،  و"اتكلمي"، و"افتح قلبك".

أما المطربة جواهر، التي اشتهرت بظفائرها وبشرتها السمراء وطريقة الرقص التى ميزتها عن غيرها، فقد جاءت بمثابة إعلان عن ثقافة المرأة النوبية بالسودان، وبدأت مشوارها بأغنية "أسماريكا" التي لاقت نجاحاً كبيراً وقتها.

كما شهد الفن النوبي، كغيره من الفنون، تطوراً كبيراً من خلال مزجه مع ألوان موسيقية غربية، وتعتبر فرقة "بلاك تيما"، التي تضم كلاً من؛ أمير صلاح الدين، وأحمد بحر، ومحمد عبده، بمثابة الوجه النوبى المتطور، لتمكنها من المزج بين هذه الثقافة وثقافة الراب، عبر ألبوم "بحار" الذي طُرح عام 2010 وحقق نجاحاً كبيراً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية