محاولات الاصطياد الإخوانية في معركة الرئاسة المصرية

الإخوان المسلمون

محاولات الاصطياد الإخوانية في معركة الرئاسة المصرية


24/01/2018

احتدمت معركة الانتخابات الرئاسية المصرية، التي من المتوقع أن تجرى في المدة ما بين 8 شباط (فبراير) و8 أيار (مايو) 2018، وهذه المرة ستكون بين معسكرين متناقضين تماماً بينهما اختلافات فكرية جذرية وعميقة؛ الأول يضم السلفيين والحركات الثورية مثل 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، والثاني هو معسكر 30 يونيو، وهو خليط من جموع الشعب المصري الرافض تماماً لمنهج وأفكار المعسكر الأول، ويدّعون أنهم الأكثر شعبية، وأنّ الفوز حليفهم لا محالة.

المعسكر الأول يصف خصومه أنّهم "انقلابيون خطفوا السلطة من أصحابها الشرعيين بغير وجه حق"، والثاني، يتهم رموز الأول أنّهم "ممولون مرتبطون بالخارج، وعرّضوا أمن وسلامة البلاد لخطر جسيم".

الإخوان يناورون

وحين تحتدم المعارك، تظهر جماعة الإخوان على الفور، لتناور، محاولة أن تكسب على حساب الجميع كعادتها، ففي الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، وفي مؤتمر حكاية وطن، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية، مؤكداً أنه قام بـ17 ألف مشروع خلال السنوات الأربع الأولى من حكمه، وأنه لا يمانع في الإفراج عن الإخوان، بشرط توقفهم عن العنف، وموافقة الشعب على ذلك، وبعده بساعات أعلن رئيس أركان الجيش السابق، سامي عنان، ترشحه للرئاسة، قبل استدعائه، والتحقيق معه بمخالفته قوانين الجيش الذي ينتسب له في الترشّح، وكان في وقت سابق أعلن المحامي الحقوقي خالد علي ترشحه أيضاً.

بمجرد احتدام معركة الرئاسة ظهرت جماعة الإخوان على الفور لتناور محاولة أن تكسب على حساب الجميع كعادتها

الجماعة تدعم خالد علي

كان أول من أعلن ترشحه للرئاسة هو المحامي خالد علي، وعلى الفور ظهر الإخوان في الصورة، وأعلن الدكتور سيف عبد الفتاح دعمه له.

سعى خالد علي بالفعل للحصول على دعم الجماعة، وأعلن القيادي الإخواني، سامي كمال الدين الذي يقدم برنامج "في المليان" على  قناة "الشرق"، والفنان هشام عبدالله، الهارب إلى تركيا ومقدم برنامج "ابن بلد "على القناة نفسها، وزوجته الناشطة غادة نجيب، المدرج اسمها على قوائم ترقب الوصول، والإخواني محمد سلطان نجل القيادي صلاح سلطان، دعمهم لعلي، داعين عناصر الجماعة للعمل على الأرض، من أجل استكمال التوكيلات اللازمة لترشحه.

الدكتور عمرو عبدالرحمن، المتحدث باسم حملة خالد علي، المرشح الرئاسي، قال لقناة "سي بي سي" الفضائية المصرية، إنّه لن يكون هناك أي اتصال مع جماعة الإخوان في داخل أو خارج مصر، لكن  أي مواطن مصري يؤمن بالعمل السلمي نسعد بتأييده ودعمه.

تحاول جماعة الإخوان الظهور بمظهر المتهم محاولة صرف الأنظار عن فشلها في الحكم خلال عهد مرسي

عنان في الأمام والإخوان في الخلف

بعد أن انتصف ليل الجمعة، 19 كانون الثاني 2018، ومع بزوغ صباح السبت، وبينما المصريون نيام، خرج سامي عنان، المستشار السابق للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، ورئيس أركان الجيش السابق في تسجيل صوتي، معلناً ترشّحه لخوض الانتخابات الرئاسية 2018.

أشار عنان في خطابه إلى أنه سيقوم بمصالحة شاملة، وعلى الفور قال الملياردير الإخواني المقيم بسويسرا، يوسف ندا، إنهم قد يقبلون انتخاب رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، شرط التزام الأخير بـ6 شروط، أهمها: الطلب من الرئيس المعزول من الشعب محمد مرسي التنازل لصالح الأمة، والإفراج عن الإخوان من السجون! فيما أكد المتحدث باسم عنان، أن موقف الإخوان من دعم الأخير "هم أحرار فيه".

القيادي الإخواني هيثم أبوخليل قال إنه يدعم المرشح سامي عنان بكل قوة داعياً جميع أفراد الجماعة لتأييده

هيثم أبوخليل، القيادي الإخواني الهارب في تركيا والإعلامي في قناة "الشرق"، التابعة للجماعة- الذي زعم في وقت سابق تركه للإخوان-قال إنّه يدعم "سامي عنان" بكل قوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، داعياً جميع أفراد الجماعة لتأييده؛ لأنّ الوقوف بجانبه "ليس خيانة للرئيس محمد مرسي"، بل محاولة لإنقاذه، مضيفاً في رسالة وجهها لقيادات وأعضاء الجماعة: "اعتبروها مرحلة انتقالية نستعيد فيها أنفاسنا التي قطعت، العبوا على المتناقضات واعملوا على إزاحة النظام الحالي بأي ثمن".

وذكر أبوخليل، أنّ إعلان عنان ترشحه في الانتخابات بمثابة "إلقاء حجر هائل في بحيرة الحياة السياسية المصرية، فسامي عنان ومعه هشام جنينة وحازم حسني ليسوا تمثيلية وليسوا كومبارس".

الجماعة تنشر الشائعات

كعادة الإخوان يستخدمون الشائعات في معاركها، وهذه المرة زعمت الجماعة تلقي "محمود رفعت"، الذي وصفته بأنّه منسق حملة عنان في الخارج، تهديدات بالاغتيال.

كما دشّن عناصر الجماعة "هاشتاج" حمل اسم "سامي عنان"، وقال فيه أحد أعضاء الجماعة: "ترشح عنان فرصة مواتية لأصحاب ثورة يناير جميعاً، وفي القلب أنصار الإخوان، نتيجة التغيرات التي تحدث في مصر بعد إعلان عنان تنافسه على الرئاسة"، مضيفاً: "ورقة عنان تستحق التعامل معها بكل الذكاء؛ فهي على الأقل فرصة للضغط على السيسي، فهل سيكون الجميع على قدر المسؤولية؟".

وشارك محمد صلاح حسين، رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الثوري المصري، التابع للجماعة في تركيا، في الهاشتاج، قائلاً: "الهدف الواضح والجلي لدى كل الثوار المؤمنين بعدالة قضيتهم والواثقين من انتصارها، هو عودة شرعية اختيارات الشعب كاملة غير منقوصة، وعودة مرسي".

القيادي الإخواني أسامة سليمان، المحسوب على الإخوان، قال في لقاء تلفزيوني بقناة "مكملين"، التابعة للجماعة، إن ظهور عنان في الصورة يصب في صالح الجماعة".

زعمت الجماعة تلقي "محمود رفعت" الذي وصفته بأنه منسق حملة عنان في الخارج تهديدات بالاغتيال

شباب الإخوان ينقسمون

انقسم شباب الإخوان عقب ترشح عنان؛ حيث رأى فريق منهم الاستمرار في دعم خالد علي، المرشح الشاب، وقال هشام إسماعيل، أحد قيادات الإخوان الهاربين لتركيا، في تصريحات صحافية إنّ "الإخوان انقسموا ثلاثة أقسام: الأول: خلف خالد علي لكن للأسف الشديد ترشح عنان فرض حالة من الهياج السياسي الذي أخرج خالد علي خارج الحديث، وبالتالي خارج المنافسة، والثاني فريق ينادون بعدم المشاركة في الانتخابات بدعوى أنّها مسرحية، وأما الثالث والأخير: سيساند سامي عنان لأنّه يرى أنّه يريد العمل داخلياً وخارجياً مستغلاً وصوله للرئاسة".

يتعهد الرئيس السيسي بالإفراج عن الإخوان في حال نبذوا العنف

حميدة يعترف بالصفقة مع الإخوان

ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية أنّ مصر قلقة بشأن مزاعم لارتباط تركيا ببعض العناصر، وأنها تريد تخريب العملية الانتخابية بمصر، وهذا ما اعترف به  رجب هلال حميدة، أمين عام السياسات بحزب مصر العروبة الذي يتزعمه سامي عنان، في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، حيث قال "إن أيمن نور تواصل مع عنان، وإن الأول لاعب محوري في الصفقة الحرام بين عنان والإخوان".

الرئيس السيسي حذر الشعب المصري، من ألاعيب الإخوان، وقال إنه لن يسمح للفاسدين بالوصول لكرسي الرئاسة، داعياً المواطنين لحسن اختيار من يحكم مصر.

مناصرو السيسي حذروا من استغلال الإخوان لمرشحي الرئاسة للظهور في الحياة السياسية المصرية من جديد، وقالت إنه في يناير2014 كشفت جماعة الإخوان، أن الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق، طلب دعم الجماعة في الانتخابات الرئاسية، مقابل رفع الحظر عن جماعة الإخوان، وأنه طلب اللقاء بعدد من قيادات من الإخوان في الداخل والخارج، لطلب دعم الجماعة في انتخابات الرئاسة مقابل امتيازات أهمها رفع الحظر عن الجماعة.

الرئيس السيسي حذر الشعب المصري من ألاعيب الإخوان وقال إنه لن يسمح للفاسدين بالوصول لكرسي الرئاسة

القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة ثروت الخرباوي أدلى بتصريحات صحافية قال فيها: إن لديه معلومات مؤكدة حول وجود اتفاق بالفعل بين الإخوان وسامي عنان، وأن الاتفاق تضمن أربع نقاط رئيسية وهي: أن يتولى أعضاء الإخوان جمع التوكيلات المطلوبة لترشحه، والوقوف بجواره في مرحلة الدعاية، وأن تتولى الجماعة تمويل تكاليف الدعاية، لكن بدون الإعلان عن نفسها بشكل صريح، وفي سبيل ذلك، عملت الجماعة على أن تكون حلقة وصل بين عنان وقطر، التي وافقت على دعمه بالفعل في مقابل تحقيق بعض المكاسب، وأن تكون هناك خطة زمنية لإعادة الجماعة إلى المشهد مرة أخرى، وتبدأ بالإفراج عن قيادات الإخوان من السجون وعلى رأسهم بالطبع محمد مرسي، وتصفية كل قضايا الإخوان العالقة في المحاكم، والسماح لحزب الحرية والعدالة بإعادة نشاطه مرة أخرى.

بناء على ما سبق فقد تدخل الجيش أمس الثلاثاء، وأعلن في بيان رسمي إنه "على الرغم مما يواجهه جيش مصر العظيم على مدار الأربع سنوات الماضية من حرب شرسة ضد الإرهاب الأسود الذي يبتغي النيل من مكانة مصر والافتئات على دورها التاريخي في محيطها العربي والأفريقي والإسلامي وذلك في ظل تحديات غير مسبوقه تواجهها، وتربص من عناصر داخلية وخارجية، كانت القوات المسلحة في مقدمة الصفوف للحفاظ على الدولة المصرية ويحكمها في ذلك إطار منضبط من القواعد والقوانين الصارمة، وإنه في ضوء ما أعلنه "الفريق مستدعي" سامي عنان من ترشحه لانتخابات الرئاسة، فإن القوات المسلحة لم تكن تتغاضى عما ارتكبه من مخالقات قانونية صريحة مثلت إخلالاً جسيماً بقواعد ولوائح الخدمة العسكرية، تمثلت في: ارتكاب جريمة التزوير في المحررات الرسمية، بما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة على غير الحقيقة، الأمر الذي أدى إلى إدراجه في قاعدة بيانات الناخبين دون وجه حق".

,عقب بيان الجيش، أعلنت حملة عنان في صفحتها الرسمية وقف الترشح لإشعار آخر.

لقد أصبحت أرض النيل الآن وسط معركة انتخابات رئاسة حقيقية، يحاول الإخوان من خلالها أن ينفذوا إلى الحياة السياسية المصرية باسم "شرعية" جديدة، لكن مصر التي قامت بثورة عظيمة عزلت فيها الجماعة عن الحكم، لن ترضى أبداً بعودتهم من الخلف.. والكلمة ستكون لصاحب الحق الأوحد: الشعب.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية