محللون: هناك ملفات تتطلب التعاون بين الإمارات وإيران رغم الخلافات القائمة

الإمارات

محللون: هناك ملفات تتطلب التعاون بين الإمارات وإيران رغم الخلافات القائمة


01/08/2019

قال المحلل السياسي، الدكتور خطّار أبو دياب، إنّه قد جرى تضخيم إعلامي وسياسي من جانب إيران لنتائج الاجتماع الدولي المشترك السادس لفرق حرس الحدود والسواحل بين الإمارات وإيران، الذي عُقد في طهران، أول من أمس.

اقرأ أيضاً: قرقاش يردّ على محاولات شقّ الصفّ السعودي الإماراتي.. ماذا قال؟

وأشار أبو دياب، في حديث لـ"إذاعة مونت كارلو الدولية"، إلى أنّ "التضخيم الإيراني" جاء بهدف الادعاء "بأنّ إيران تُخيف جيرانها أو تُرضخهم (على القبول بسياساتها)، وأنّها تفوز في اختبار القوّة مع الولايات المتحدة الأمريكية". وذكر أبو دياب أنّ دولة الإمارات أعلنت أنّ هذا الاجتماع تقني الطابع، وأنّه لا ينبغي تحميله أكثر من حجمه.

مؤشر إيجابي وارتياح إماراتي
من جانبها، قالت المحللة السياسية الإماراتية، نهلة الشهري، في مقابلة أمس مع "بي بي سي" إنّ "اجتماع وفد خفر السواحل الإماراتي في طهران مؤشر إيجابي في الحقيقة؛ في ظل الاحتياجات العملية المتعلقة بالحدود البحرية بين البلدين". ولفتت الشهري النظر إلى أنّه في ظل التوتر الحالي في المنطقة فإنّ من الضروري تنظيم مسائل دخول قوارب الصيد الإماراتية، عن طريق الخطأ، إلى المياه الإيرانية، بعيداً عن تضخيم الإعلاميْن القطري والإيراني لهذا اللقاء التنسيقي؛ من أجل "تحقيق مكاسب إعلامية" لقطر وإيران، بحسب ما قالت الشهري.

محلل سياسي: الاجتماع دوري يتم بن الحين والآخر وتم تسريبه من قبل إيران لأغراض سياسية ودعائية

وكان مصدر بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أبدى ارتياحه لنتائج الاجتماع الدولي المشترك السادس لفرق حرس الحدود والسواحل بين الإمارات وإيران، الذي عُقد في طهران، أول من أمس.
وقال مدير إدارة التعاون الأمني الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، سالم محمد الزعابي، إنّ الاجتماع يأتي استكمالاً للقاءات الدورية السابقة للجنة المشتركة بين البلدين؛ والتي تم تشكيلها لبحث مسائل تجاوز الصيادين للحدود البحرية للبلدين، وحل مسائل الإفراج عن المخالفين لقواعد الصيد، ومكافحة عمليات التهريب، ويأتي في سياق حرص الإمارات على شؤون مواطنيها، بمن فيهم الصيادون.
وأبدى سالم محمد الزعابي ارتياحه للنتائج، التي أسفر عنها الاجتماع، الذي اقتصر حسب جدول الأعمال على مايتصل بشؤون الصيادين المواطنين، ووسائل الصيد المملوكة لهم، مؤكداً أهمية هذه الاجتماعات في ظل الاحتياجات العملية المتعلقة بالحدود البحرية بين البلدين.
 من الضروري تنظيم مسائل دخول قوارب الصيد الإماراتية عن طريق الخطأ إلى المياه الإيرانية

ثنائية التعاون-الصراع
من جانبها، استدركت الدكتور نهلة الشهري، في حديثها لـ"بي بي سي" بالقول إنّ الفلسفة السياسية لدولة الإمارات تقوم على مبدأ التوازن في العلاقات الدولية، أيْ التوازن في ثنائية التعاون-الصراع؛ فبحكم الموقع الجغرافي بين الإمارات وإيران، واعتبارات الجوار، فإنّ "هناك ملفات تتطلب التعاون بين البلدين، حتى برغم وجود ملفات خلافية وصراعية بينهما؛ مثل احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، والنهج الإيراني المعتمد على التطرف المذهبي، والتدخل الإيراني في الشؤون العربية، وهو تدخل أطال أمد الحرب في اليمن"، كما قالت الشهري.

اقرأ أيضاً: الإمارات تستجيب لنداء أهالي حيس اليمنية.. فيديو
وفي حديث لصحيفة "القبس" الكويتية، ذكر الأكاديمي والمحلل السياسي الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله، بأنّ "الاجتماع دوري يتم بين الحين والآخر، فهناك لجان فنية مشتركة بين الإمارات وإيران وكذلك بين الإمارات ودول أخرى، تتواصل دورياً وتحدد مواقيت الاجتماعات، ولها الحق في التواصل عبر وسائلها الخاصة، وعقد اللقاءات لبحث أمور تتعلق بالحدود البحرية ومشكلات الصيد ومعالجة الحوادث ومكافحة التهريب". وتابع عبد الله: "الاجتماع ناقش قضايا من هذا القبيل، وتم تسريبه للأسف من قبل إيران، لأغراض سياسية ودعائية، وعندها ربطته وكالات الأنباء ووسائل إعلامية بتطورات المنطقة".

لا مواجهة عسكرية
وأردف المحلل الإماراتي: "الإمارات أرسلت سابقاً رسائل عدة بأنّها لا تود المواجهة العسكرية في المنطقة، وبأنّها ستقوم بكل ما تستطيع لمنع التصعيد، حتى إنّها لم تتهم إيران بحوادث الناقلات من باب حسن النية ولتخفيف التوتر، لكن طهران قدّمت الاجتماع بصورة غير صحيحة وربطته بأحداث أخرى. طهران تسعى إلى إحداث شرخ في العلاقات بين الإمارات ودول الخليج، وبالتحديد مع السعودية".

قرقاش: شق الصف السعودي الإماراتي من باب اليمن أو إيران مستحيل وقطر تعمق أزمتها عبر سياسات إعلامية طائشة

من ناحيته، أوضح الكاتب الصحافي والمحلل السياسي الإماراتي، أحمد السياف، في حديثه لـ "القبس" أنّ "الاجتماع هو خطوة ليست جديدة، وبحث مشكلات الصيد ومكافحة التهريب، لكن طهران سرّبته بطريقة تظهر أنّ هناك أشياء تحت الطاولة أو أنّ الإمارات تلعب دور الوسيط بين أمريكا وإيران". وتابع السياف: "أي مبادرة لا تكون برعاية السعودية لا يمكن للإمارات ولا لأي دولة خليجية قبولها أو الدخول فيها".
وكان مسؤول خليجي قال لوكالة "فرانس برس" إنّ الاجتماع "روتيني تنسيقي تقني، له علاقة بموضوع الصيادين وبمواضيع مماثلة، ولا علاقة له بالتوترات الإقليمية الأخيرة".
قرقاش: شق الصف السعودي الإماراتي من باب اليمن أو إيران مستحيل
في سياق ذي صلة، وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، المبادرات الدولية بشأن أمن الملاحة حول مضيق هرمز بأنّها إشارة صريحة من المجتمع الدولي تجاه محورية أمن الملاحة والطاقة في منطقتنا للعالم.
وأضاف عبر حسابه الرسمي على "تويتر" أمس: "نقف مع المبادرات التي تحفظ أمن المنطقة وتبعد شبح المواجهة عنها، وندرك أنّ الاستقرار أداته الدبلوماسية واحترام السيادة وعدم التدخل".
وأكد قرقاش أنّ العلاقة الإستراتيجية مع المملكة العربية السعودية الشقيقة تترسخ كل يوم على المستويات كافة، وأنّ قطر ترسخ عزلتها وتعمق أزمتها "عبر سياسات إعلامية طائشة". وأضاف: "شق الصف السعودي الإماراتي من باب اليمن أو إيران أو غيرهما مستحيل، والإعلام القطري الأهوج لا يدرك أن تحالفنا تعزز عبر التضحيات، وتعمق عبر التنسيق والحوار والصدق، وعبر دفاع السعوديين عن شراكتهم مع الإمارات، وفي خضم ذلك آسف على من يدير سياسة قطر ويعمق محنتها".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية