محمد بن زايد.. الزعيم والمعلم

محمد بن زايد.. الزعيم والمعلم


22/03/2020

هاني سالم مسهور

«كورونا» أزمة عالمية عابرة للحدود والقارات تتطلب مواجهتها الكثير من الانضباط على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وبشكل مباشر هذه أزمة اختبار للبنى التحتية في الدول والمؤسسات بكافة توجهاتها، الإماراتيون يخوضون اختبارات بنيتهم التحتية منذ سنوات، لذلك كان تعامل الإمارات كقيادة سياسية من هذا الواقع أنه لامجال في تفويت فرصة الاختبار المتواصل للبنى التحتية للإمارات ولكن وفق معايير هذه الدولة ورؤيتها.
لم يكن إجلاء الطلاب من مدينة «ووهان» الصينية ليحصل لولا تلك البنية التحتية التي تمتلكها الإمارات، ولكن مع ضرورة النظر إلى معايير الإمارات المرتكزة على قيم ومبادئ نشوئها السياسي على يد الآباء المؤسسين، فالقيم والمبادئ جزء رئيسي من الشخصية الإماراتية، لذلك كانت الاستجابة لندءات الطلاب العالقين مع تأكيد آخر فيه الالتزام والتضامن مع الصين في أزمتها ودعمها بالقدر الذي يُمكنها من أن تجتاز هذه الأزمة الصعبة.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، منذ بداية أزمة «كورونا» قدّم المبادئ والقيم في التضامن مع الصين ومساعدة الطلاب العالقين في «ووهان» ونقلهم إلى العاصمة أبوظبي. كل هذا حدث أمام عالم اضطرب في لحظة ضعف بشرية في مواجهة وباء عابر للحدود، وكانت الإمارات منذ بداية الأزمة العالمية تظهر نوعيةً مختلفة من التعامل مع مستجدات الأزمة، وهي معركة لها خصوصية مع مواجهة وباء غير منظور ولكنه وباء غيّر شكل العالم.
في خضم معركة الإمارات مع كورونا ظهر الشيخ محمد بن زايد ليرسل رسائل إلى شعبه الذي كان بالفعل يخوض به معركة اختبار البنية التحتية في استثمار الدولة الإماراتية على مدار خمسة عقود في الإنسان الإماراتي الذي وصلته رسالة من قيادته في منتصف المعركة يقول فيها القائد والمعلم لشعبه «لا تشلون هم»، كانت رسالة من كلمة واحدة، ولكنها ذات تأثير عالمي، فلقد تداول الإعلام العالمي هذا المضمون من رسالة محمد بن زايد على اعتبار أن الإمارات يمكن الاعتماد عليها في هذه المواجهة مع الوباء، وأن المؤسسات الاقتصادية والصحية وغيرها من القطاعات يمكنها أن تتحمل المزيد من الأعباء من دون أن يتأثر المواطن.
قبل أشهر كانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد أشارت للدور العالمي لسمو الشيخ محمد بن زايد وتأثيره المباشر في الشرق الأوسط، كانت تلك الإشارة مبنية على اعتبارات أكدتها أزمة «كورونا» فالقائد الإماراتي يمتلك الشجاعة الكاملة لتقديم المبادرة، فهو يعتمد على بنى تحتية قائمة على إنسان قدمت له كل العلوم والامتيازات التي تجعل من مواطن الإمارات قادراً على أن يتقدم الصفوف ويلعب الدور الأهم في الأزمات العالمية.
هذه أيام صعبة على العالم من دون شك ومع اجتيازها العسير سينظر الجميع إلى مكاسبهم وخسائرهم، غير أن الإمارات ستكون عرفت مدى قدرة البنية التحتية في قطاع الاتصالات والصحة وما بها من متانة ومن قدرة على احتمال أقصى الضغوط الممكنة في هكذا أزمة طارئة تختبر أدق ما يمكن في الدول ليظهر قوة المعدن الذي يشكل نبض الإمارات وروحها، والأهم من ذلك مستقبلها الذي يؤشر إلى أن الاستثمار في الإنسان الإماراتي يُؤتي نجاحات مع توالي اختبارات البنية التحتية في كل المراحل والظروف. الإمارات كدولة وضعت في اعتبارها -منذ التأسيس- التركيز على تأهيل الإنسان. وما تحققه الدولة من نجاحات يراقبها العالم بكثير من الانبهار والدهشة في الديناميكة عالية المرونة في إدارة الأزمات وتحويلها إلى محطات اختبار لمدى قدرات البنى التحتية في كل قطاعات الدولة.
محمد بن زايد اجتاز بشعبه مرحلة أخفقت فيها شعوب كانت إلى ما قبل أزمة «كورونا» شعوباً متقدمة لكنها اضطربت واهتزت مع الأزمة، بعكس الشعب الإماراتي، الذي يخرج بشعار «ملتزمون يا وطن» في تأكيد على جودة الإنسان ووعيه وإدراكه لمسؤولياته ومهامه.
عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية