محمد بن زايد والسيسي: التنسيق المصري الإماراتي ركيزة لحماية الأمن القومي العربي

محمد بن زايد والسيسي: التنسيق المصري الإماراتي ركيزة لحماية الأمن القومي العربي


25/04/2021

قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بزيارة رسمية أمس إلى العاصمة المصرية القاهرة، وكان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة الدولي، ورافقته شخصيات بارزة، عكست أهمية الزيارة؛ منها الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير شؤون الرئاسة، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد، وقد حضروا مأدبة إفطار أقامها الرئيس السيسي، تلتها محادثات بين الجانبين تناولت القضايا الإقليمية.

 

أشاد ولي عهد أبوظبي بدور مصر المحوري كركيزة أساسية للأمن والاستقرار بالمنطقة، وبالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية

 

وكانت آخر مرة زار فيها الشيخ محمد بن زايد القاهرة في كانون الأول (ديسمبر) 2020؛ عندما ناقش الزعيمان موضوع سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، وهو مصدر قلق لمصر والسودان، من بين قضايا أخرى.

الإمارات المستثمر الأكبر في مصر

 في عام 2019، كانت مصر سادس أكبر شريك تجاري للإمارات العربية المتحدة في المنطقة، بينما كانت الإمارات الشريك التجاري الثاني لمصر، كما أوردت صحيفة "ذا ناشونال". وقد بلغت التجارة غير النفطية بين البلدين 20.1 مليار درهم (5.47 مليار دولار) في عام 2019، وفقاً لوزارة الاقتصاد الإماراتية.

وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عالمياً من حيث الاستثمارات في مصر، حيث بلغ إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر 24.3 مليار درهم من 990 شركة إماراتية تستثمر في مصر في نهاية عام 2018. وفي الوقت نفسه، تحتل مصر المرتبة 28 عالمياً من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارات، بإجمالي استثمارات بقيمة 3.3 مليار درهم في الفترة نفسها، بحسب "ذا ناشونال".

تعزيز التعاون الإستراتيجي

وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أشار الرئيس المصري لدى استقباله الضيف الإماراتي إلى حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية؛ للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية.

اقرأ أيضاً: الإمارات تتضامن مع الهند وتؤكد على عمق العلاقة بين البلدين

كما أشاد ولي عهد أبوظبي في هذا الإطار بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، مؤكداً الحرص المشترك للمضي قدماً نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.

اقرأ أيضاً: الإمارات والأردن.. أخوة راسخة

وقال الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على تويتر:"التقيت أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة .. بحثنا العلاقات الأخوية والإستراتيجية بين بلدينا الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات...وتبادلنا وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية، والتنسيق المشترك بشأنها بما يخدم أمن منطقتنا العربية واستقرارها ومصالح شعوبها".

كما تم الاتفاق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون السيادية لدول المنطقة، والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها.

وشدد الرئيس المصري في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.

الدولة الوطنية والتحالف مع الرياض والقاهرة

ولطالما أكد المسؤولون الإماراتيون أنّ علاقة الإمارات مع مصر مبنية على ركائز وأسس متينة أرساها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتطورت بمرور الزمن لتصبح من أهم العلاقات الثنائية التي تربط الإمارات بالدول الأخرى.

اقرأ أيضاًَ: الإمارات تدعم الاقتصاد العراقي... هذا ما قدمته

ويتفق المحللون على أنّ التقارب في تعريف المصالح والتهديدات كان عاملاً أساسياً في صعود التحالف السعودي-الإماراتي-المصري في السنوات الأخيرة، وخاصة مع أحداث "الربيع العربي". وتؤمن البلدان الثلاثة بأهمية تعزيز الدولة الوطنية في مواجهة قوى ما دون الدولة والميليشيات والجماعات المسلحة، المدعومة من قبل أطراف إقليمية؛ ترى في تفكك المؤسسات الوطنية في الدول العربية مدخلاً لدعم أجندتها القومية والمذهبية، وتمكين مشاريعها الإقليمية في المنطقة العربية.

 

في عام 2019، كانت مصر سادس أكبر شريك تجاري للإمارات العربية المتحدة في المنطقة، بينما كانت الإمارات الشريك التجاري الثاني لمصر، كما أوردت صحيفة "ذا ناشونال"

 

وعلى ما يبدو، فإنّ المراقب للسياسة الخارجية الإماراتية يلحظ أنّ دولة الإمارات تنظر في الحقيقة إلى تحالفها الإقليمي مع السعودية ومصر على أنه يكتسب أهمية إستراتيجية كبيرة تتعلق بأهمية السعودية كركيزة لأمن واستقرار الخليج العربي، وأهمية مصر لتعزيز الاعتدال في العالم العربي، ولهذا تسعى الإمارات في سياستها الخارجية إلى بناء تحالف عربي معتدل، وترى دوراً سعودياً ومصرياً رئيسياً في تحقيق ذلك، كما صرّح بذلك قبل سنوات وزير الدولة الإماراتي السابق للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الذي أكد أنّ هذا التحالف، برأي الإمارات، منشغل بمعركة "تحصين النظام الإقليمي العربي"، على حدّ وصفه، وهو ما تلفت إليه مجدداً زيارة الأمس إلى القاهرة.

وفي مؤشر إلى أهمية الزيارة الإماراتية لمصر، برغم سرعتها، لوحظ أنّ الوفد المرافق لولي عهد أبوظبي قد ضم أيضاً الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي، وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني في دولة الإمارات، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، والدكتور حمد الشامسي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية