مراجعة جريئة للقيسي في كتابه البحثي الأول عن ابن عربي

مراجعة جريئة للقيسي في كتابه البحثي الأول عن ابن عربي


24/03/2019

صدر حديثاً للكاتب الأردني يحيى القيسي كتابه البحثي الأول بعنوان "ابن عربي في الفتح المكّي: الانتقاص من القدر المحمّدي" وذلك عن مؤسسة أونيكس للتواصل الفكري في ويلز البريطانية.

اقرأ أيضاً: يحيى القيسي: طغيان تقديس الماضي أسهم في أزمة الفكر الإسلامي

ينشغل هذا الكتاب، كما جاء على غلافه الخلفي، بمراجعة جريئة لنتاج الصوفي الشهير الشيخ محيي الدين ابن عربي في سفره الضخم "الفتوحات المكيّة"، إضافة إلى كتبه الأخرى مثل: التجليّات، فصوص الحكم، الرسائل،.. وغيرها، وهي مراجعة تتأمّل النصوص لسبر أغوارها فيما يتعلق بمعرفة الشيخ الأكبر الأكيدة بالحقيقة المحمّدية، وكيف تناقضت كشوفاته الروحية مع النقولات من النصوص التي وصلته في كتب الأحاديث التي رآها صحيحة تماماً، إضافة إلى ما وصله من نتاج المتصوّفة السابقين عليه، وهذا ما قاد إلى الوقوع في الكثير من الأخطاء بحقّ النبي، عليه السلام.

غلاف الكتاب

الكتاب، الذي جاء في 350 صفحة من القطع الكبير، ضمّ بعد المقدمة خمسة فصول تناولت سيرة الشيخ وتلامذته وكتبه وشيوخه، إضافة إلى ملاحظات مؤلف الكتاب على هذه السيرة، وجاء الفصل الثاني ليناقش "الحقيقة المحمدية"، وتناول الفصل الثالث أمثلة على الأخطاء والخطايا التي أوردها ابن العربي بحقّ النبي الكريم، عليه السلام، كما انشغل الفصل الرابع بمقارنة ابن عربي نفسه بالنبي الكريم، أما الفصل الأخير فقد رصد وقوعه في فخّ مسألة "الفاضل والمفضول"، وانتهى الكتاب بخاتمة وثبت بالمراجع والمصادر وتعريف بالمؤلف.

ينشغل هذا الكتاب بمراجعة جريئة لنتاج الصوفي الشهير الشيخ محيي الدين ابن عربي في سفره الضخم "الفتوحات المكيّة"

الكتاب، كما جاء في مفتتحه، نتاج سنوات طويلة من التأمّل في التجربة الصوفية الإسلامية والانغماس في البحث والقراءة لمنجز ابن عربي تحديداً، وهو يقدم قراءة محايدة له دون الوقوع تحت سطوة التضخيم والتقديس للشيخ ولم يكن هدفها انتقاده وتتبع هفواته بل جاءت كمحاولة للفهم والتأمل، وقد أورد المؤلف بالشواهد الواضحة والدامغة من السفر الضخم في هذه الدراسة وهو "الفتح المكي" ما يصيب المرء بـ"الصدمة لحجم الإساءات التي طالت الذات المحمّدية في محاولة تبريرية من الشيخ لقبول الأحاديث المنسوبة للنبي، عليه السلام، على علّاتها دون عرضها على القرآن الكريم والعصمة النبوية"، وفق المؤلف.

اقرأ أيضاً: نصر أبو زيد مشتبكاً مع ابن عربي: تصالح العقل والتصوف

كما انشغل الشيخ، بإيراد كشوفاته الروحية في محاولة منه للتوفيق بين النقل والكشف فوقع في الأخطاء، كما أشار القيسي، ومن ذلك "إيمان ابن عربي بوجود شيطان يسيطر على النبي ويأمره، وأنّه عبس في وجه أعمى، ويخاف أن يتبدل قلبه في الإيمان، ويشتم ويلعن، ..، وأنّ بعض الصحابة يسبقونه إلى الجنّة وأعلى في المراتب عند الله منه، وأنّه خالف ربّه وصلى على منافق، وأن الله أمره بقتال الناس،.. وغير ذلك كثير".

أما المسألة الأخرى فهي قيام ابن عربي بمقارنة معجزات النبي، عليه السلام، بما جرى معه شخصياً، بحيث بدت هذه المعجزات أمراً عادياً للنبي الكريم، ولا تكاد توجد معجزة أو خصوصية للنبي إلا وهي موجودة عند الشيخ نفسه على شكل كرامة وأكثرها وضوحاً المعراج السماوي الذي ناله بطريقة مشابهة تقريباً لما جرى مع النبي بل أحياناً أكثر قوة وسطوعاً، إضافة الى تسبيح الحصى في كفه، وقدرته على الرؤية من خلف ظهره، وطيرانه في الهواء، ومخاطبته من قبل الله كفاحاً، ..الخ.

اقرأ أيضاً: ابن عربي: الحبّ يُعمي ويصم ولا يقبل الاشتراك

كما ناقش الباحث أيضاً في كتابه الجديد موضوع قناعة الشيخ الأكيدة بقاعدة "الفاضل والمفضول" التي أخذها من شيخه الصوفي الأندلسي ابن قسي، وهي تشير إلى أنّ الفاضل؛ أي النبي، عليه السلام، قد يكون هناك من هو أعلى منه من المفضولين.

ويرى القيسي أنّ تصديق ابن عربي للمرويات المنسوبة إلى النبي الكريم، عليه السلام، ومقارنتها بكشوفه الروحية التي يرى أنّها معصومة عن الخطأ قاده إلى الوقوع في مثل هذه المخالفات والإساءات غير المقبولة من صوفي كبير مثله، وبدت محاولته لتبريرها واهية وغير مقنعة.

يذكر أنّ الأديب والباحث يحيى القيسي لديه تجربة طويلة في الصحافة الأدبية والإدارة الثقافية في تونس والأردن والإمارات، ويعمل حالياً مديراً للنشر في مؤسسة أونيكس للتواصل الفكري في بريطانيا، وينشغل بقراءة الفكر الديني والتصوف الإسلامي منذ سنوات طويلة، أمّا في جانبه الأدبي فهو يؤمن بالرواية العرفانية حيث انشغلت أعماله كلها بالماورائيات والروحانيات والتصوف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية