مرتزقة للإيجار

مرتزقة للإيجار


14/12/2020

شكلت تركيا منذ عام 2011 حاضنة للمنظمات الإرهابية التي استخدمتها في سوريا والعراق، وكانت أعدادها في البداية محدودة بعدد من المنظمات مثل «داعش» و«جبهة النصرة» و«الجيش الحر»، ثم تم تفريخ عشرات المنظمات الأخرى مثل «حراس الدين» و«فيلق الرحمن»، و«فيلق الشام»، و«قوات الزنكي»، و«أحرار الشام»، و«الجيش الوطني» و«جيش الإسلام»، وكلها تشكل أذرعاً إرهابية للنظام التركي يتم استخدامها داخل سوريا وخارجها لتنفيذ مخططات الرئيس رجب طيب أردوغان التوسعية.

 هذه التنظيمات شكلت رأس الحربة التركية في العمليات التي استهدفت الأكراد في شمال شرق سوريا، وضد الجيش السوري في محافظتي إدلب وحلب، وهي التي يرسلها إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق في طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي، وهي التي أرسلها إلى أذربيجان في حربها ضد أرمينيا.

 لم يكتف أردوغان بهذا الدور لبلاده في اعتمادها على الإرهابيين والمرتزقة الذين يزج بهم في أتون أطماعه، إذ تشير التقارير الواردة من شمال سوريا إلى استعدادات تركية لإرسال المزيد من المرتزقة إلى ليبيا بهدف القيام بعمليات عسكرية جديدة لتخريب عملية المصالحة السياسية بين أطراف الأزمة، والإبقاء على موطئ قدم تركي في طرابلس، بعدما تم الاتفاق على تجميع المرتزقة تمهيداً لترحيلهم وفق اتفاق اللجنة العسكرية الليبية الأخير، وهو ما ترفضه أنقرة وتعمل على إفشاله.

 لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تعمل الأجهزة الأمنية التركية على إعداد مجموعات إرهابية لإرسالها إلى الصومال، على أن يتم فتح مراكز تدريبية لهؤلاء قبيل إرسالهم في إطار محاولات أردوغان للتمدد في القارة الإفريقية، بالتوازي مع دعم المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء

 وفقاً للباحث السياسي الليبي أحمد حمزة فإن أردوغان «انتقل من مرحلة تدمير المؤسسات الليبية إلى مشروع فرض جماعة الإخوان الإرهابية في دول شمال إفريقيا». ووفقاً لمصادر استخبارية غربية فإن دول غرب إفريقيا باتت تمثل رأس الحربة في مخطط تركيا لتلغيم المنطقة بالإرهابيين، بدءاً من شمال مالي إلى الكاميرون ونيجيريا. 

 هذا المخطط الأردوغاني الخبيث الذي يستهدف المنطقة العربية وجوارها يجري تحويله إلى واقع بهدف زعزعة الاستقرار فيها وتهديد وحدة ترابها، من أجل تمكين جماعات الإخوان من السيطرة عليها، وإدخالها في المشروع العثماني الذي يعمل أردوغان على إحيائه وتجسيده.

 اللافت أن أردوغان يستخدم المنظمات الإرهابية المأجورة بشكل أساسي، وليس القوات التركية النظامية، في تنفيذ مخططه، في محاولة منه لتجنب ردود الفعل الداخلية الرافضة لسياساته، حيث تتهمه أحزاب المعارضة بتدمير تركيا، وإدخالها في حروب إقليمية هي بغنى عنها.

 نحن في الواقع أمام دولة حوّلها أردوغان إلى مصنع للإرهاب يصدّر منه قوافل القتل والتخريب والتطرف إلى الدول العربية والعالم، في ظاهرة عالمية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية