مركز شرفات يصدر تقريره الثالث عن مؤشر الإرهاب في الأردن وعدد من الدول لعام 2020

مركز شرفات يصدر تقريره الثالث عن مؤشر الإرهاب في الأردن وعدد من الدول لعام 2020


12/01/2021

قال مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب: إنّ عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب تنخفض للعام الخامس على التوالي، حسب "مؤشر الإرهاب ‏العالمي" لعام 2020م، بعد أن بلغت ‏ذروتها في عام 2014.

ووصل العدد الإجمالي إلى 826‏,‏ 13 وفاة، منخفضاً بنسبة 15.5% مقارنة ‏مع عام 2019م، وهي أقلّ بنسبة 59% من ذروتها في عام 2014 عندما قتل )‏‏‏33,438) شخصاً.‏

‏وأضاف المركز، في تقريره الثالث الذي نُشر على موقعه الإلكتروني، أنّ انخفاض عدد الوفيات أكبر في العراق وسوريا ونيجيريا. وقد عكس انخفاض عدد الوفيات ‏انخفاضاً في تأثير الإرهاب، فقد سجلت 103 دول ‏تحسناً في درجة "مؤشر الإرهاب العالمي" ‏مقارنة بـ 35 دولة سجلت تدهوراً.‏

 

مركز شرفات: عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب وصل إلى 826‏,‏ 13 وفاة، منخفضاً بنسبة 15.5% مقارنة ‏مع عام 2019م

‏واحتلت الدول العربية والإسلامية قائمة الدول الـ10 الأولى على المؤشر وهي: أفغانستان، ‏العراق، نيجيريا‏، سوريا، الصومال، اليمن، باكستان، الهند، الكونغو، الفلبين.‏

وأضاف المركز، الذي يرأسه الدكتور سعود الشرفات، أنّ أكبر انخفاض في تأثير الإرهاب حدث في أفغانستان، التي سجلت 1654 حالة وفاة، أقلّ من ‏‏الإرهاب في عام 2018، بانخفاض قدره 22.4% عن العام السابق. ومع ذلك، ما تزال ‏‏أفغانستان البلد الأكثر تأثراً بالإرهاب، وحركة طالبان أكبر جماعة إرهابية في العالم، بعد أن ‏تجاوزت العراق في عام 2018.‏

 

احتلت أفغانستان و‏العراق ونيجيريا وسوريا والصومال واليمن وباكستان والهند والكونغو والفلبين المراكز الأولى على المؤشر

‏وسجلت نيجيريا ‏ثاني أكبر انخفاض في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2019، ‏فقد انخفض العدد ‏من 2043 وفاة إلى 1245، بانخفاض نسبته 39.1%، ويرجع ذلك ‏بشكل رئيسي إلى ‏انخفاض في الوفيات الناجمة عن الإرهاب المنسوبة إلى المتطرفين من أثنية ‏الفولانيين. وقد حدث ‏هذا الانخفاض على الرغم من الزيادة الطفيفة في عدد الوفيات المنسوبة إلى ‏جماعة بوكو حرام، ‏التي كانت أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً في البلد على مدى العقد ‏الماضي. أمّا الوفيات ‏الناجمة عن الإرهاب في نيجيريا، فهي الآن أقلّ بنسبة 83% ممّا ‏كانت عليه في ذروتها ‏في عام 2014.‏

وأشار المركز إلى تراجع قوة داعش ونفوذه؛ فقد انخفضت الوفيات المنسوبة إلى التنظيم في عام 2019 إلى ‏‏942، بعد أن كانت 1571 في ‏العام السابق. وهذه هي المرّة الأولى منذ أن نشط التنظيم في ‏عام 2013، فقد كان ‏مسؤولاً عن أقلّ من 1000 حالة وفاة بسبب الإرهاب في أيّ عام. كما ‏انخفض عدد الهجمات ‏الإرهابية المنسوبة إلى التنظيم إلى أدنى مستوى له منذ تشكيله، فقد تمّ ‏نسب 339 حادثاً إلى التنظيم ‏في عام 2019. لكنّ داعش يدّعي بأنه نفذ (1408) عملية ‏إرهابية في النصف الأوّل من 2020، من بينها (980) عملية بالعراق وسوريا، و(428) عملية ‏خارج العراق وسوريا.‏

مركز شرفات: تراجع قوة داعش ونفوذه، وانخفاض الوفيات المنسوبة إلى التنظيم في عام 2019 إلى ‏‏942، بعد أن كانت 1571 في ‏العام السابق

وتابع المركز: "على الرغم من انخفاض نشاط تنظيم داعش في الشرق الأوسط وشمال ‏أفريقيا، ما تزال ‏الجماعات التابعة لداعش نشطة في جميع أنحاء العالم، وبشكل ‏خاص في أفريقيا جنوب ‏الصحراء الكبرى، فقد زادت الوفيات المنسوبة إلى الجماعات المنتسبة ‏إلى داعش، وتعرّض ‏‏27 بلداً لهجوم إرهابي بسبب داعش أو أحد فروعه.‏‎ ‎

وأورد المركز في تقريره معلومات كشفها "المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف" في هولندا كانون الأول (ديسمبر) 2020 نقلاً عن تقرير ‏للاستخبارات البلجيكية يكشف أنّ اليمين المتطرّف في أوروبا الغربية بدأ في تغيير نمط أنشطته، ‏وأنّ قيادات بعض مجموعاته المتطرفة بدأت بأمر عناصرها بالتدريب على الرماية وحيازة الأسلحة ‏بطرق قانونية أو غير قانونية.‏

وأشار التقرير إلى أنّ معاداة المهاجرين أصبح من أهمّ المواضيع على أجندة الأوساط المتطرفة ‏منذ أزمة المهاجرين في 2015 و2016.

ووصف تقرير الاستخبارات البلجيكية الشكل الجديد ‏لليمين المتطرف باليمين المتطرف ذي الياقة البيضاء. ويؤمن المتطرّفون اليمينيون بنظرية ‏‏"الاستبدال العظيم" التي تعتبر أنّ الشعوب الأوروبية البيضاء يجري استبدالها بشكل منتظم ‏بوافدين من خارج القارة. وهم يعملون بشكل متزايد على بناء شبكات عابرة للحدود مع نشطاء ‏آخرين، لا سيّما من الروس ومتطرفي دول أوروبا الشرقية.

أمّا عن تأثير جائحة كورونا على الإرهاب، فقد قال المركز: ‏إنه منذ أن أعلنت "منظمة الصحة العالمية" في آذار (مارس) 2020 أنّ فيروس كورونا هو وباء ‏‏عالمي، تشير البيانات الأولية إلى انخفاض في مؤشرات عدد القتلى، والعمليات الإرهابية، لكنّ ‏العمليات الإرهابية لم تتوقف، وقد أخذت معظم العمليات أسلوب الذئاب المنفردة، وتمّ إحباط ‏عدد من العمليات الإرهابية في الأردن، والمغرب، ومصر، وتونس.   ‏

اليمين المتطرف في أوروبا الغربية بدأ في تغيير نمط أنشطته، ‏بتوجيه عناصره للتدريب على الرماية وحيازة الأسلحة ‏

‏وأشارت دراسة لوزارة الخارجية الألمانية، بحسب مركز شرفات، إلى أنّ جائحة كورونا على وجه الخصوص أتاحت ‏للمتطرفين اليمينيين إمكانية توسيع جهودهم التعبوية حول أساطير المؤامرة المناهضة للحكومة، ‏والتي تهدف إلى انتقاد القيود الحالية، التي تمّ تصويرها على أنها تأسيس لـ "دولة بوليسية".

‏ولفتت الدراسة إلى أنّ الأوساط اليمينية المتطرفة تحاول أيضاً الاستفادة من الجدل الدائر حول ‏اللقاح المضاد لفيروس كورونا لتسخير معارضي اللقاح لأغراضهم. ‏

‏وفي السياق، حذّرت هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية)، في تقرير لها، من خطر اليمين ‏المتطرف وإمكانية استغلاله أزمة جائحة كورونا لنشر نظريات المؤامرة والتحريض ضدّ اللاجئين ‏وتحميلهم مسؤولية تفشي الوباء. وتقدّر الهيئة خطر تعرض اللاجئين في ألمانيا إلى هجمات ‏من قبل اليمين المتطرف في سياق أزمة كورنا بأنه كبير جداً. وجاء في تقرير الهيئة أنّ وباء ‏كورونا يحظى باهتمام كبير لدى اليمين المتطرف، الذي يفترض أنّ الإغلاق المتأخر للحدود، ‏واستقبال المزيد من اللاجئين، هو سبب الانتشار الواسع للفيروس، وفق تقرير مركز الشرفات.

‏وخصّص المركز الجزء الثاني من تقريره لمؤشر الإرهاب في الأردن، وأكد أنّ المملكة خلت فعلياً من الإرهاب عام 2020م، وهذه هي المرّة ‏الأولى منذ عام 2011م التي يخلو فيها الأردن من العمليات الإرهابية.  ‏

مركز شرفات يؤكد أنّ الأردن خلا فعلياً من الإرهاب عام 2020، ويسرد العمليات التي أحبطتها الأجهزة الأمنية

‏وأضاف المركز: إنّ هذا لا يعني أنّ تهديد الإرهاب ضدّ الأردن قد انتهى؛ أو أنه لم يتعرّض لمحاولة القيام بعمليات إرهابية، فقد نجحت دائرة المخابرات العامة الأردنية بإحباط (3) عمليات إرهابية خطيرة من قبل ‏تنظيم داعش، إحداها وقعت في محافظة الزرقاء بتاريخ 2 حزيران (يونيو) 2020م، فقد أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية ‏لعضوين ‏من تنظيم داعش استهدفا مبنى المخابرات في مدينة الزرقاء، ‏باستخدام أسلوب المتفجرات ‏لقتل المتواجدين، وأسلوب الأسلحة الخفيفة لقتل ‏كادر إحدى دورياتها الثابتة في حي ‏معصوم في مدينة الزرقاء.

‏وفي السابع من الشهر ذاته أعلنت دائرة المخابرات العامة إحباط عملية إرهابية ‏لخلية ‏مكوّنة من 3 أعضاء من تنظيم داعش، كانت تستهدف كادر مركز ‏أمن إربد الشمالي ‏في مدينة إربد شمال الأردن، باستخدام أسلوب الأسلحة ‏الخفيفة، و‏بتاريخ 28 حزيران (يونيو) 2020م كشفت تحقيقات "محكمة أمن الدولة" فشل خلية من 4 أشخاص من تنظيم داعش من سكان منطقة الوحدات-عمان الشرقية في مهاجمة ‏محل لبيع المشروبات الكحولية وكنيسة الأرمن الأرثوذكس، في منطقة الأشرفية القريبة من ‏الوحدات، باستخدام أسلوب الأسلحة الرشاشة، وذلك بعد فشلهم بتصنيع المتفجرات محلياً. ‏واعترف أعضاء الخلية بأنهم تعرّفوا على أفكار تنظيم داعش عن طريق وسائل التواصل ‏الاجتماعي، وأنهم فشلوا بالالتحاق بصفوف تنظيم داعش في سوريا نتيجة تشديد ‏الإجراءات الأمنية على الحدود.

وذكر المركز في معرض مراجعته للعمليات الإرهابية في الأردن أنّ عددها بلغ خلال الفترة الممتدة ما بين 1970 حتى آخر ‏إحصاء بتاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) 2020 ما مجموعه (133) عملية إرهابية، نتج عنها ‏‏(156) حالة وفاة، و(300) جريح.‏

‏وأضاف: إنّ ترتيب الأردن على "مؤشر الإرهاب العالمي" جاء ضمن المناطق منخفضة التهديد، واحتلّ ‏المرتبة 57 عالمياً، متراجعاً بمقدار 7 نقاط، بعد أن كان ترتيبه 64 عام 2019م.‏

‏وتبين المؤشرات الفرعية للإرهاب أنّ معدل حدوث عمليات إرهابية في الأردن هو عمليتان ‏سنوياً. وبالنظر إلى عدد العمليات المُحبطة خلال عام 2020م، فإنّ المعدل قريب من توقعات ‏مؤشر الإرهاب في الأردن، وفق ما أورده المركز.

‏من حيث الأهداف، تبين أنّ المدنيين هم أكثر ضحايا الإرهاب في الأردن، وأنّ عمّان (الكبرى) ‏هي الأكثر استهدافاً وتعرضاً للإرهاب، ومن حيث الأساليب، تبين أنّ "أسلوب التفجيرات" هو أكثر الأساليب الإرهابية استخداماً في ‏الأردن، وأقلها هو أسلوب العمليات الانتحارية.‏

‏وكشفت تحقيقات محكمة الدولة أنّ منصات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الوسيلة ‏الأولى في الدعاية وتجنيد الأعضاء لدى تنظيم داعش في الأردن، وأنّ معظم المتهمين والمشاركين في العمليات الإرهابية في ‏الأردن هم من فئة الشباب الجامعيين والمؤهلين تقنياً. ‏

‏وقال المركز: من الاتجاهات الجديدة في الإرهاب عام 2020م محاولة استهداف الكنائس المسيحية، كما ‏ظهر باستهداف كنيسة "الأرمن الأرثوذكس" في منطقة الأشرفية، وقبلها عام 2019م بالتخطيط ‏لاستهداف كنيسة في عجلون من قبل مُنفذ عملية سياح جرش.  من الاتجاهات الجديدة أيضاً سعي المجموعات الإرهابية في الأردن، التابعة لتنظيم داعش، لاستخدام "الطائرات بدون طيار"، كأسلوب جديد لتنفيذ عمليات إرهابية، وهو ما أكدته لاحقاً تحقيقات ‏محكمة أمن الدولة مع أعضاء خلية الفحيص السلط الإرهابية، 11 آب (أغسطس) 2018، ‏وتُعتبر هذه أول عملية إرهابية تسجل في تاريخ الأردن حول نية الإرهابيين التخطيط لاستخدام ‏‏المنظومات الجوية ‏المُسيّرة، من خلال الطائرات بدون طيار، ‏وتزويدها بالمتفجرات ضد أهداف أمنية وحكومية.‏



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية