مسجدي ليس كأي سفير

مسجدي ليس كأي سفير


27/02/2019

قبل أن يباشر ايرج مسجدي مهام عمله كسفير لإيران في العراق، فقد سبقته صحيفة أعماله، والتي كان فيها أكثر من سبب مقنع لإختياره. فهو أولا من قادة الحرس الثوري وله ماض "لامع" في فيلق القدس، حيث عمل مستشارا للجنرال قاسم سليماني، قائد الفيلق. ولأن سليماني صار إسمه مقترنا بأربعة عواصم عربية وفي مقدمتها العراق، فإن تعيين أحد مستشاريه كسفير لإيران في العراق، يعطي انطباعا أكثر من واضح عن النوايا التي يخفيها مسجدي خلف صلعته اللامعة للعراق وشعبه.

مع إن السفير الايراني حسن دانائي فر، لم تكن فترة عمله تبعث على الراحة والاطمئنان بالنسبة للعراق خصوصاً إذا ما أعدنا للذاكرة كيف إن السفارة الايرانية قد أصبحت بمثابة مركز لتأسيس الميليشيات وتجنيد المرتزقة العراقيين لإرسالهم لسوريا للقتال الى جانب قوات النظام السوري الى جانب التنسيق والتعاون المستمر "المشبوه" مع شخصيات عراقية للإلتفاف على العقوبات الدولية وقتها ضد النظام الايراني حيث صارت أجواء وأراضي ومياه العراق كلها وبفضل تحركات دانائي فر و"أبناء إيران العقائديين" في العراق، في خدمة هذا النظام ولاسيما إذا ما إنتبهنا أن وزير النقل كان هادي العامري. لكن تعيين مسجدي خليفة له، دفع البعض الى الترحم على عهد دانائي فر مع كل سلبياته الفظيعة.

دانائي فر لم يهدد بمعاقبة الحكومة والشعب العراقي وتحمل "عواقب وخيمة" في حال تخلت بغداد عن الواردات الإيرانية، استجابة للعقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران. كما إنه لم يرتكب أخطاء وقحة كتلك التي إرتكبها خلفه عندما غادر القاعة عندما طلب مقدم الحفل الذي نظمه تحالف البناء من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت تكريما لأرواح "شهداء العراق"، كما إن دانائي فر لم تصل به الصلافة الى حد أن يقوم بزيارة لمدينة دينية ويطالب بتحويلها الى محافظة محددا المدن التي يجب عليها الانضمام لهذه المحافظة المقترحة، فأي سفير هذا؟ إنه سفير وليس كأي سفير، حتى إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس ومع أن هناك من يصفونه بالحكم المطلق لأربعة بلدان عربية، لكنه لم يقم بهكذا تصرفات!

مسجدي بعد حادثة إنسحابه من القاعة لكي لا يترحم على أرواح شهداء العراق، كانت هناك دعوات لطرده من العراق عقابا له على موقفه "الوقح" هذا، ولكن يبدو إن "العين الحمراء" لعملاء النظام الايراني وأذرعه في العراق قد نجحت بطريقة وأخرى لإسدال الستار على هذه الدعوة، لكن لا يبدو إن هذا السفير وكما يقول العراقيون باللغة الدارجة "راح يكعد راحة"، ويجب إنتظار المزيد من هذا الرجل الذي يبدو إن في جعبته الكثير من "الوقاحات" و"التطاولات"، ما لم يتم "جر" أذنه وإعادته الى حجمه كسفير. وبإعتقادنا أن الشعب العراقي وقواه الوطنية بمقدورهم أن يفعلوا ذلك فيما لو أصروا عليه خصوصا وإن عملاء إيران سيصبحون أيضا أقزاما أمام إرادة وصوت شعب العراق إذا ما كان جديا علما بأن النظام الايراني حاليا هو في أضعف حالاته وإن العنتريات الفارغة لسفيره في العراق لا يمكن أبدا أن تغطي على حالة الضعف والتخبط في طهران!

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية