مسرح "داعش" في ليبيا

مسرح "داعش" في ليبيا


27/09/2020

صادق ناشر

ما كان يحذر منه الجيش الوطني الليبي من خطورة تواجد تنظيم «داعش» في دول إفريقيا، من بينها ليبيا، بدأ يتجسّد على أرض الواقع، بعدما أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش اللواء أحمد المسماري عن مصرع زعيم التنظيم في شمال إفريقيا، المعروف باسم أبو معاذ العراقي، الذي قتل في عملية استهدفت القضاء على خلية إرهابية تتكون من قادة التنظيم في حي عبد الكافي بمدينة سبها، غربي البلاد.

لم تكن هذه أول عملية يقتل فيها عناصر من تنظيم «داعش»، بل إن العمليات التي نفذها الجيش الوطني الليبي تمكنت من القضاء على العديد منهم، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها اصطياد رأس كبير للتنظيم، الذي وجد مناخاً مواتياً لممارسة نشاطه في الأراضي الليبية، ومنها إلى بعض دول القارة الإفريقية.

بحسب مصادر الجيش الليبي، فإن أبو معاذ العراقي دخل إلى البلاد في 12 سبتمبر/ أيلول من عام 2014 مع آخرين ينتمون إلى التنظيم، الذين قدموا من دول عدة، من بينها سوريا والعراق وتونس والمغرب وحتى من دول أوروبية كان يتواجد فيها عناصر التنظيم الذين نجحوا في التسلل إلى الدول الأوروبية مع موجة اللجوء التي تسببت بها الحرب السورية، وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من الأبرياء، سواء إلى دول عربية مجاورة أو إلى دول أوروبية، إضافة إلى دول في أمريكا اللاتينية وكندا.

من المهم التذكير بأن تنظيم «القاعدة» الذي سيطر على بعض أجزاء من ليبيا بعد التخلص من الزعيم الراحل معمر القذافي، كانت له اليد الطولى في المنطقة، لكن تزايد نفوذ «داعش»، الذي ورث «القاعدة» جاء بسبب الدعم الكبير الذي حصل عليه أعضاؤه خلال السنوات التي أعلن فيها أمير التنظيم أبو بكر البغدادي ما عرف ب«دولة الخلافة»، حيث قام بتعيين عبد العزيز الأنباري أميراً للتنظيم في ليبيا وأبو معاذ العراقي مساعداً له، وهما نشطا بشكل ملحوظ في ليبيا خلال الفترة الماضية لبناء أكبر شبكة للتنظيم في القارة الإفريقية.

كانت ليبيا ولا تزال، بسبب الفراغ في السلطة والحرب الدائرة فيها، مرتعاً للنشاطات الإرهابية، وتدفق إليها المئات، إن لم يكن الآلاف من العناصر التابعة للتنظيم ليكوّنوا إمارات مصغرة في أكثر من منطقة، قبل أن يتمددوا إلى دول القارة الإفريقية، والالتحام بعناصر التنظيم في كل من الصومال وكينيا وتشاد ونيجيريا، الأمر الذي شكل، ولا يزال، خطورة كبيرة ليس فقط على ليبيا، بل على كافة دول المنطقة.

ولعل الجميع يتذكرون العمليات التي نفذها عدد من عناصر التنظيم على الحدود الليبية مع تونس، ما يعني أن تواجد هذه العناصر في ليبيا يبقي الإرهاب على حدود تونس وبقية دول المغرب العربي، التي ستكتوي بنار التنظيم، إذا ما ترك دون ملاحقة.

عن "الخليج" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية