مسلسل الاغتيالات مستمر في لبنان.. ما علاقة انفجار مرفأ بيروت؟

مسلسل الاغتيالات مستمر في لبنان.. ما علاقة انفجار مرفأ بيروت؟


23/12/2020

تعرّض المواطن اللبناني "جوزيف بجاني" لجريمة اغتيال بشعة، في بلدة الكحالة قضاء عاليه، عندما أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق النار عليه بواسطة مسدس كاتم للصوت أمام منزله، بينما كان يهمّ بنقل أولاده إلى المدرسة.

ولم يمضِ سوى أقل من شهر على جريمة قتل العقيد منير أبو رجيلي، الذي كان يعمل في الجمارك في بلدة قرطبا في ظروف غامضة، حتى فُجع اللبنانيون بهذه الجريمة الجديدة، التي أثارت غضباً واسعاً في الشارع اللبناني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وسط دعوات لمحاسبة القتلة.

ارتبط الجدل الدائر حول دوافع قتل بجاني بفرضية وجود صلة بين الجريمة وبين انفجار مرفأ بيروت الذي راح ضحيته ما يزيد عن 200 شخص
 

وأكّد الأمن اللبناني، في بيان له، أنّ جريمة اغتيال بجاني تمّت بواسطة مسدسات كاتمة للصوت، استخدمها شخصان أثناء مهاجمة بجاني أمام منزله، في العاصمة اللبنانية بيروت، وفق ما أورد موقع "لبنان 24".

وهو ما وثقته كاميرا مُثبتة أمام منزل المغدور، حيث أقدم شخصان مجهولان على إطلاق 3 رصاصات، اخترقت إحداها رأسه، فيما اخترقت رصاصة أخرى صدره قرب القلب، ونُقِل على أثرها إلى مستشفى "السان شارل" جثة هامدة.

 ولم يظهر حتى الآن دافع واضح لقتل بجاني (36 عاماً) والذي كان يعمل موظفاً بشركة للاتصالات ومصوراً حراً، غير أنّ ذلك لم يمنع وسائل الإعلام المحلية وبعض الناس من أن يتساءلوا بصوت عالٍ عمّا إذا كان الحادث مرتبطاً بتحقيق لا يزال مستمراً في التفجير المُدمّر الذي وقع بمرفأ بيروت في آب (أغسطس).

وأودى الانفجار بحياة 200 شخص ودمّر مساحات واسعة من العاصمة، فيما تسبّب في تفاقم أزمة مالية أثارت أيضاً مخاوف بشأن الأمن.

وارتبط الجدل الدائر حول دوافع قتل بجاني بفرضية وجود صلة بين الجريمة وبين انفجار المرفأ؛ حيث أشارت المعطيات إلى أنّ المغدور كان من أوائل المصورين الواصلين إلى مكان الانفجار والتقط الصور الأولى للموقع، والتي قد تتضمن أدلة تمت إزالتها فيما بعد، وفقاً لما أكّدته مصادر لبنانية.

دشّن روّاد مواقع التواصل وسم "جو بجاني"، حيث غردوا منددين بالجريمة، التي ربطها معظمهم بانفجار المرفأ، مطالبين السلطات بإظهار الحقيقة كاملة
 

لكنّ مصادر عسكرية أكّدت لصحيفة "المدن" اللبنانية أنّ القتيل ليس مصوراً معتمداً لدى قيادة الجيش. 

وما زاد من الترجيحات حول ارتباط الجريمة بقضية المرفأ، هو أنّ منفذيّ الهجوم أخذا هاتف بجاني وكاميرته قبل الفرار من موقع الجريمة، وفقاً لما أظهرته التحقيقات الأولية في الحادثة؛ إذ تشير المعلومات المتداولة إلى أنّ الضحية يعمل حالياً كمصور وكان من أوائل الذين تواجدوا في موقع الانفجار.

وقال أقارب المجني عليه، إنّه صور أيضاً أحداثاً عسكرية مثل العروض العسكرية باعتباره مصوراً حراً، وقال مصورون إنّهم كثيراً ما شاهدوه في مثل تلك الفعاليات، فضلاً عن تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً له مع آليات عسكرية ومع الجيش اللبناني، ما يشير إلى أنّه كان متعاقداً ليعمل مصوراً مع الجيش.

اقرأ أيضاً: لبنان: رفع الدعم عن السلع الأساسية وصفة لانفجار اجتماعي

كما استبعدت التحقيقات الأولية فرضية وجود دوافع شخصية وراء الجريمة، بعد تأكيد عدم وجود أي خلافات بين المجني عليه وأي طرف آخر، لافتةً إلى أنّ الجريمة تمت بحرفية عالية جداً من قبل المجرمين، بحسب ما أوضحته مقاطع فيديو التقطتها كاميرات مراقبة.

احتجاجات في الكحالة

واحتجاجاً على الجريمة البشعة، قطع أهالي الكحالة الطريق أمام كنيسة البلدة وطالبوا بكشف ملابسات الجريمة سريعاً، وقرعوا أجراس الكنيسة، مؤكّدين أنّهم لن يسكتوا عمّا حصل.

 وصرّح أحد الشبان الذين أغلقوا الطريق لموقع "نداء الوطن" اللبناني، قائلاً: "لا بد وأنّه قد وثّق أدلّة ما حول انفجار المرفأ، فكونه مصوّراً معتمداً متطوّعاً لدى الجيش اللبناني، فهو حُكماً يحمل تصريحاً بالتواجد المتكرّر في المرفأ ومن غير المستبعد أن يكون قد جمع في هاتفه أدلة كافية ومزعجة إلى حدّ اغتياله في عقر داره وبمنتهى الوقاحة والأريحية".

اقرأ أيضاً: بالأرقام والمؤشرات.. كيف سيكون عام 2021 على اللبنانيين؟

بدوره، قال رئيس بلدية الكحالة: "نريد حقنا ومعرفة من قتل هذا الشاب ولماذا؟ فوراء هذه الجريمة قصة كبيرة"، وتابع: "نريد تحقيقاً سريعاً في مقتل جوزيف بجاني فالأمن فلتان في البلد".

ووفق جابي فغالي، أحد أقارب جوزيف؛ فإنّ الأخير كان يُخطّط للهجرة مع أسرته، مثل كثيرين آخرين يغادرون لبنان هرباً من الأزمة، مضيفاً أنّ جوزيف حصل على الموافقة للرحيل إلى كندا قبل نحو أسبوع، وفق ما أورد موقع "نداء الوطن".

غضب على مواقع التواصل

ودشّن رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسم "جو بجاني"، حيث غرّدوا منددين بالجريمة، التي ربطها معظمهم بانفجار المرفأ، مطالبين السلطات بإظهار الحقيقة كاملة.

وطالب الناشطون الغاضبون السلطات بالكشف عن الحقيقة في أسرع وقت؛ إذ غرّد الناشط "راجي السعد" قائلاً: "الكحالة حزينة وغاضبة كما كل عاليه بسبب اغتيال ابنها جو بجاني بطريقة جبانة، لكنّ تاريخ الكحالة واضح بأنّها لا تركع ولا تخضع".

اقرأ أيضاً: ما قصة اختفاء الصحافي اللبناني ربيع طليس؟ وما علاقة حزب الله؟

وأضاف: "تعازينا القلبية لأهل جو ولكل أهل الكحالة ونعزي أنفسنا بهذه الخسارة ولن نقبل بأقل من كشف الحقيقة كاملة وخلفيات الجريمة المحترفة ومعاقبة المجرمين مهما علا شأنهم".

 

وربطت شريحة واسعة من المغردين جريمة اغتيال بجاني بجريمة اغتيال العقيد منير أبو رجيلي؛ إذ غرّد الناشط "كريم مجبور" قائلاً: "جو بجاني شهيد الثورة والحق وحقيقة انفجار المرفأ، مثله مثل الشهيد ابو رجيلي والشهيد سكاف".

وختم بالقول: "المفروض من الثوار عدم ترك الشهداء، وهذا اقل واجب!".

 من جانبه، غرّد رئيس حركة "التغيير" إيلي محفوض عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "بين قرطبا والكحالة جريمتان قد لا تكونان متصلتين ببعضهما البعض منير أبو رجيلي وجوزيف بجاني، لكن الأسلوب المعتمد في التصفية الجسدية يدلّل على مجرم محترف، والأخطر أنّ الدولة التي وعدت بمهلة خمسة أيام للكشف عن جريمة انفجار مرفأ بيروت باتت أشبه بعنوان مسرحية (شاهد ما شفش حاجة).

 واستنكرت مجموعة من الناشطين الانفلات الأمني الذي تعيشه لبنان؛ فقد غرّدت إحدى الناشطات" قائلة: "عملوا عملتن بأعصاب باردة وفلوا مرتاحين، بمعنى شوفيني يا منيرة بس ما قادرة تعملي شي".

وختمت بالقول: "ثقة بالنفس كتير عالية، والدولة لا مين شاف ولا مين دري".

 

 

ووجّهت مجموعة أخرى من الناشطين أصابع الاتهام إلى حزب الله اللبناني؛ إذ نشر الناشط "توني عزي" صورة لحسن نصرالله وأرفقها بتعليق باللغة الأنجليزية قال فيه: "كلنا نعرف من يقوم بجميع الاغتيالات مؤخراً لإخفاء الحقيقة".

 وعلّقت الناشطة "إيفا زغيب" على الجريمة بتغريدة قالت فيها: "في حال لم يتم القبض على قتلة جو بجاني، فاعلموا أنّهم من البيئة المقدسة"، في إشارة إلى حزب الله.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية