مسيحيو القدس: قرار ترامب عزّز وحدتنا

مسيحيو القدس: قرار ترامب عزّز وحدتنا


13/12/2017

قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة للدولة العبرية، شكّل صدمة للفلسطينيين بكافة أطيافهم، الدينية والسياسية، فالقدس ليست لحزبٍ بعينه، ولا لطائفة بعينها، وقد تضامن مسيحيو فلسطين مع مسلميها، بعد ساعة من إعلان البيت الأبيض ذلك القرار، فقاموا بإطفاء أضواء شجرة الميلاد، في بيت لحم أمام كنيسة المهد؛ حيث ولد المسيح، احتجاجاً على ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي، ليؤكدوا للعالم أجمع أنّ منح ترامب الكيان الصهيوني حقّ السيادة على المدينة المقدسة، مسّ مشاعر المسلمين والمسيحيين في كافة أنحاء العالم، وقد أخطأت تغطيات وسائل الإعلام العالمية، حين ركّزت على الغضب الإسلامي، وأغفلت دور المسيحيين في حماية القدس، والتصدي لقرار ترامب.   

وسائل الإعلام العالمية أخطات حين ركزت على الغضب الإسلامي وأغفلت دور المسيحين في التصدي لقرار ترامب

الموقف المسيحي، عبّر عنه الموسيقيّ من مسيحيي مدينة القدس، فريديريك حازو؛ حيث اتّهم الرئيس الأمريكي بجرّ العالم بأسره إلى المشكلات والاضطرابات، وفق ما ذكرته شبكة "يورو نيوز".

وقال: "إنّ ترامب نبّهنا مجدداً، العالم العربي، والناس هنا تحديداً، أنّه كلما حدثت مشكلة، زادت وحدتنا، فهم لا يسمحون لنا بأن ننسى أنّنا موحدون، مسلمين ومسيحيين، جميعنا يد واحدة".

وأضاف الموسيقي المقدسي: إنّ "الله يحفظنا ويرعانا جميعاً، نحن في حماية ملائكته في القدس، عليكم أن تدركوا هذا: لا حرب في القدس".

حازو: نحن موحدون، مسلمين ومسيحيين، جميعنا يد واحدة في فلسطين

هذا الشعور بوحدة المصير، ليس وليد الساعة لدى حازو، فقد سبق له أن شارك في الاحتجاجات ضد قرار إسرائيل، عندما وضعت البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، بعد مقتل رجلَي أمن إسرائيليَّين في تموز (يوليو) الماضي.

نبرة التحدي والشموخ، نجدها أيضاً عند مسيحيٍّ آخر في عقده السابع، رفض أن يُعرًف بأي اسم آخر غير أنّه مقدسي؛ حيث قال: "أستطيع الذهاب إلى الكنيسة، إلى أي مكان في القدس، لا ترامب، ولا نتنياهو، يستطيعان منعي"، وأضاف الفلسطيني: "هذه مدينتي، ودمي وحياتي!"

مسيحي مقدسي: هذه مدينتي ودمي وحياتي

هذا التماهي في الدفاع عن القدس وأماكنها المقدسة بين أبناء فلسطين المسيحيين، يناقض المواقف التي عبرت عنها طائفة أخرى من المسيحيين في الخارج، وتحديداً في الولايات المتحدة.

فالرئيس الأمريكي أحاط نفسه بمجموعة من المستشارين الإنجيليّين أثناء حملته الانتخابية، وقد وجد قرار ترامب صدى إيجابياً لدى هؤلاء، الذين منحهم ترامب نفوذاً كبيراً في الولايات المتحدة، والذين يرون في "إسرائيل" تجسيداً لوعدٍ توراتي بعودة اليهود إلى أرض الميعاد، وفق زعمهم.

والأهم من هذا كله؛ هو أنّ أهل القدس، مسلمين ومسيحيين، تجمعهم قضية واحدة، ومصير واحد، مثلما جمعتهم أرض يعيشون عليها منذ آلاف السنين، ولن يغير قرار ترامب ولا سياسة الكيان الصهيوني شيئاً في تلك الحقيقة.
يذكر أنّ، عدد المسيحيين يبلغ نسبة 1% تقريباً من مجموع الفلسطينيين الذي يسكنون الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس الشرقية، ورغم أنّها نسبة ضئيلة، إلا أنّ لها وزناً كبيراً، وحضوراً فاعلاً على الساحة الوطنية الفلسطينية.


 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية