مشهد جديد على شواطئ ليبيا يمثل صفعة على وجه الإنسانية.. صور

مشهد جديد على شواطئ ليبيا يمثل صفعة على وجه الإنسانية.. صور


27/05/2021

أعادت صور مروعة نشرت مؤخراً لجثث أطفال صغار جرفتهم الأمواج على شاطئ ليبيا بعد تحطم سفن كانت تقل عدداً من المهاجرين، أعادت إلى الأذهان معاناة اللاجئين والمهاجرين في قوارب الموت.

وقالت منظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية: إنّ "جثث الأطفال المهاجرين الملقاة على الشاطئ الليبي تمثل عاراً على أوروبا".

ولاقت هذه الصور القاسية كذلك ردور فعل عدة من حقوقيين وسياسيين أوروبيين، فقد قالت المحامية الإيطالية ورئيسة كتلة تيار "إيطاليا حية" ماريا إيلينا بوسكي في تدوينة على حسابها على فيسبوك: "جثث الأطفال على شواطئ ليبيا صفعة على الوجه".

 

 "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية: جثث الأطفال المهاجرين الملقاة على الشاطئ الليبي تمثل عاراً على أوروبا

وأضافت: "لا داعي لتغمض عينيك، فهذه الصور تبقى محفورة في الضمير، قررنا مع حكومة رينزي استعادة جثث المهاجرين في قاع البحر لمنحهم دفناً لائقاً بهم بعد غرق سفينة، لقد تلقينا الكثير من الانتقادات والإهانات لهذا الاختيار، لكنني فخورة بذلك... هذه الصور تؤلمني، لهذا السبب لا يمكن أن أدير رأسي، هؤلاء الأطفال يمكن أن يكونوا أطفالنا".

ونشر مؤسس المنظمة الإنسانية أوسكار كامبس على موقع "تويتر" صوراً مروعة لجثث هامدة لأطفال ملقاة على شاطئ ليبيا، ربما ضحايا غرق سفينة أخرى لم يعلن عنها.

وكتب كامبس: "ما أزال في حالة صدمة من الوضع المريع، أطفال صغار ونساء لم تكن لديهم سوى أحلام وطموحات الحياة، لقد تم التخلي عنهم على شاطئ في زوارة (شمال غرب) ليبيا لأكثر من 3 أيام، دون أن يأبه لهم أحد"، وفق ما نقلت وكالة آكي.

 

كامبس: جثث أطفال صغار ونساء ملقاة على شاطئ في زوارة بليبيا لأكثر من 3 أيام، دون أن يأبه لهم أحد

وأضاف: "إنها جثث مهجورة، أرواح منسية، رعب ترك بعيداً عن الأنظار لكي يندثر... إنه عار على أوروبا".

من جهتها، حضت الأمم المتحدة أمس الاتحاد الأوروبي وليبيا على تغيير ممارساتهم حيال المهاجرين في المتوسط.

ودعت ليبيا والاتحاد الأوروبي إلى إصلاح عمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط، مؤكدة أنّ الممارسات الحالية تحرم المهاجرين من حقوقهم وكرامتهم، وتؤدي إلى خسارة أرواحهم.

وجاء في تقرير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حول عمليات البحث والإنقاذ وحماية المهاجرين في المتوسط، نشر أمس، أنّ السياسات والممارسات المطبقة "تفشل في إعطاء الأولوية لحياة وسلامة وحقوق الإنسان للأشخاص الذين يحاولون العبور من أفريقيا الى أوروبا"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

جثث الأطفال المهاجرين الملقاة على الشاطئ الليبي تمثل عاراً على أوروبا

ورداً على التقرير، دعت مفوضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه ليبيا والاتحاد الأوروبي إلى القيام فوراً بإصلاح سياسات وممارسات البحث والإنقاذ المُعتَمَدة حالياً في وسط البحر الأبيض المتوسط.

الأمم المتحدة تحض الاتحاد الأوروبي وليبيا على تغيير ممارساتهم حيال المهاجرين، وعلى إصلاح عمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط

وقالت باشليه: إنّ "المأساة الحقيقية هي أنّه يمكن منع الكثير من أشكال المعاناة وحالات الموت التي يشهدها وسط البحر الأبيض المتوسط".

إلى ذلك، أشار التقرير إلى أنّ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قلصت بشكل كبير عمليات البحث والإنقاذ، وقد "مُنعت المنظمات الإنسانية غير الحكومية من تنفيذ عمليات الإنقاذ المنقذة للحياة".

وقال: "بالإضافة إلى ذلك، تتجنب السفن التجارية الخاصة بشكل متزايد مساعدة المهاجرين المعرّضين للخطر بسبب الجمود والتأخير في إنزالهم في ميناء آمن في نهاية المطاف".

وجاء في التقرير أيضاً: "شجعت وكالة حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتكس) والقوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي من أجل البحر الأبيض المتوسط (عملية إيريني) والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، شجعت خفرَ السواحل الليبي على تولي مزيد من المسؤولية عن عمليات البحث والإنقاذ في المياه الدولية".

يُذكر أنه في العام 2020 اعترض خفر السواحل الليبي ما لا يقل عن 10352 مهاجراً في البحر وأعادهم إلى ليبيا، مقارنة مع 8403 على الأقل في العام 2019.

وتوفي حتى الآن هذا العام ما لا يقل عن 632 مهاجراً في البحر المتوسط، وفقاً لتقرير من مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يقع في 37 صفحة، ويحمل عنوان "تجاهل قاتل"، ويصف الأمر بأنه "مأساة إنسانية على نطاق واسع".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية