مصر ضمانة أمن شرق المتوسط

مصر ضمانة أمن شرق المتوسط


26/05/2021

مهرة سعيد المهيري

مصر في وجدان كل العالم العربي. فهي التي أحببناها قبل أن نراها وتعلق بذاكرتنا. ومصر حاضرة بيننا في كل زاوية ومكان: مدرسون، أفلام، أغانٍ، أدباء، مفكرون، علماء دين، الأزهر. ومصر لا نحتاج إلى أن نستذكرها لأنها دائمة الحضور بيننا، فمصر منا ونحن منها، ومصر أحبتنا فأحببناها. وتشكلنا في كل مجال مع مصر، القوية والآمنة والحريصة على محيطها الإقليمي والدولي. إن قوة مصر الحالية تكمن في شعبها وقيادتها السياسية التي تتمتع بقدر من الحكمة والتصرف المسؤول تجاه بلدها وقارتها ومحيطها الإقليمي، بحكم أنها تملك كثيراً من المقومات التاريخية والجغرافية لجعلها «أم الدنيا».

ها هي مصر اليوم تفرض السلام، فنجاح جهود القاهرة في وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين والرعاية المصرية ضمنت اتفاق وقف إطلاق نار«متبادل ومتزامن» في قطاع غزة؛ إذ إن الحرب سهلة لكن الوصول إلى هدنة ليس بالشيء الهين، خصوصاً أنها جاءت بلا شروط من الطرفين، ولنا أن نتخيل قدرة الدبلوماسية المصرية ومكانة مصر التي تستطيع أن تحقق مثل هذا الإنجاز.
مصر تعود كما عهدها العالم قوة سلام في الشرق الأوسط وقوة مكانة للعالم العربي. وها هي تحركات مصر تتسم بالاتزان والحكمة من أجل تحقيق الأمن والسلام للمنطقة بأسرها، وهو ما يرسخ دور مصر التاريخي والمحوري في الشرق الأوسط وشرق المتوسط وإفريقيا لدعم الاستقرار وتسوية الأزمات. مصر قوية بتدخلها.
ها هي توقف إطلاق النار وها هي مصر العروبة تعلن من خلال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة.
الرهان على مصر هو رهان على القوة والصلابة والحزم، والموقف المصري مدعاة للفخر والاعتزاز. فمصر تستعيد دورها العربي والإسلامي الريادي القيادي، والجرأة التي وسمت القيادة المصرية في اتخاذ قراراتها كانت لافتة.
الدور المحوري لمصر يتصاعد إذ تضع المقدرات أمامها الأزمات لتبدع في إيجاد الحلول لها. وها هي نقطة توازن مهمة في شرق المتوسط الذي يعد المنطقة الساخنة والتي تتجمع نحوها الأنظار. وما حرب غزة الأخيرة إلا تذكير بأهمية هذا الركن من العالم الذي يجمع الفرص والمخاطر معاً.
شرق المتوسط هو بوابة الهجرة نحو أوروبا وهو خزان الغاز الجديد وهو نقطة عبور الطموحات التجارية المشروعة والمطامع التاريخية المتجددة. وهو معبر الشرق نحو الغرب التقليدي عبر القناة وهو الموئل البشري، حيث تتزاحم الطاقات البشرية لنخبة من الدول العربية وتركيا والدول الأوروبية.
في شرق المتوسط تتربع مصر حلاً وليس مشكلة. تذكر العالم بالمكانة التاريخية لهذا البلد المستمر حضارياً منذ آلاف السنين. هنا تلتقي السياسة كما يلتقي الفن وتلتقي الثقافة. هنا البلد الذي ترى وجوه أبنائه باسمة رغم أثقال الحياة وهو البلد الذي لم تفارقه النكتة والقصيدة والإنجاز والعطاء. مصر بلد الطيبة.
من دون حلول متوازنة لأزمات شرق المتوسط سيبقى التوتر قائماً. وجولة الحرب الأخيرة تذكير بأن الهدوء لا يعني السلام. ومن هنا يأتي دور مصر التي تريد السلام على عكس أطراف أخرى تدخلت من قبل، فمصر لا مطامع لديها في أحد غير الرغبة في تحقيق السلام وإيقاف مسلسل العنف.
نحن عندما نتحدث عن مصر فإننا نتحدث عن وطن العرب جميعاً، ومصر اليوم هي واحة أمن وأمان. إن العرب أقوياء بمصر وضعفاء بهوانها، ونحن نريد منها أن تكون دائماً قوية، قوية بشعبها وبجيشها، مؤمنون بأن قوة مصر من قوة العرب.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية