مصطفى طلبة.. قفاز بريطاني في نزال إخوان مصر

مصطفى طلبة.. قفاز بريطاني في نزال إخوان مصر


20/12/2021

صهيب ياسين

ارتدى القيادي الإخواني محمود حسين قفازا بريطانيا جديدا يأمل أن يوجه عبره ضربة لغريمه إبراهيم منير في الصراع على قيادة الجماعة الإرهابية

ونصب جناح حسين المجمد وفق قرارات صدرت عن الجانب الآخر، القيادي الإخواني مصطفى طلبة مرشدا عاما مؤقتا كبديل لإبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمعزول بقرار من الجبهة المناوئة.

ومنذ توقيف القائم بالأعمال السابق محمود عزت القيادي التاريخي لإخوان مصر تولى إبراهيم منير أبرز أقطاب التنظيم الدولي، أعلى منصب في الجماعة الإرهابية.

لكن الصراع الذي تصدعت مع احتدامه الجماعة المترنحة أصلا وصل لطريق مسدود مع قرارات عزل متبادلة ووسعت خريطة تشظي التنظيم إلى جناحين في الخارج؛ جناح لحسين وآخر لمنير وجناح في الداخل لعناصر شابه أكثر تطرفا.

القفاز البريطاني

ومصطفى طلبة، الحاصل على الجنسية البريطانية هو أحد أعمدة جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج، وله نفوذ اقتصادي كرجل أعمال يملك استثمارات كبرى في بريطانيا وغيرها من الدول الغربية.

ووضعت مصر طلبة وأشقاءه في سبتمبر/أيلول من عام 2018 على قوائم الإرهاب.

وبحسب خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية يملك طلبة علاقات واسعة بأجهزة مخابرات غربية وعلى رأسها المخابرات البريطانية والتركية، فضلاً عن أنه شغل منصب نائب رئيس مجلس شورى الإخوان بتركيا، بمكتب محمود حسين.

وأكدت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية"، أن علاقات طلبة امتدت إلى طهران، مشيرة إلى أنه شارك القيادي الإخواني محمود الإبياري في زيارة إلى إيران منذ عدة سنوات.

وبحسب المصادر فإن شقيقه علي فهمي طلبة كان من أكبر المستثمرين الإخوان ويدير بمفرده سلسلة من استثمارات الجماعة في مصر، ومنها شركة برمجيات لها نفوذ واسع.

كما تربط طلبة صلة قرابة بالرئيس المعزول محمد مرسي، الذي توفي في محبسه، بحسب المصادر، وكان ضمن وفد مرسي في زيارة للبرازيل.

قادة السجون

ويعتقد القيادي الإخواني السابق وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر مختار نوح، أن اختيار طلبة للمنصب الجديد لا بد وأنه حمل مباركة قادة السجون الذين يميلون بحسب تحليله إلى جبهة محمود حسين المتشددة.

وأوضح أن جماعة الإخوان تعرضت لضربة قاسمة، أدت إلى تشظي الجماعة وما عاد شيء يمكنه لأن يعيد الشطرين إلى حالتهما الطبيعية بعد هذا الانشقاق الكبير، سيما وأن الجميع أدرك أن الخلاف بين قيادات الإخوان هو خلاف على تقسيم المغانم.

وعلى النقيض من الرأي السابق يؤكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو عبد المنعم، لـ"العين الإخبارية"، أن القبضة الأمنية على نزلاء السجون من الإخوان فرضت سطوتها وما عاد لهم قدرة على الاختيار أو التوجيه أو التواصل الحقيقي المؤثر مع أصحاب القرار في الخارج بأي وسيلة ممكنة.

وحول اختيار طلبة للمنصب قال عبد المنعم، إنه رجع إلى حاجة حسين لقناع في مواجهة منير لصعوبة أن يقود بنفسه الصراع إذ إنه لم يعد مقبولاً من بعض القواعد الداخلية للتنظيم، لأن هذه القواعد ترى أنه السبب في حالة الانقسام التي يشهدها التنظيم".

وأضاف أن اختيار طلبة يضمن لجبهة إسطنبول أن يكون القائم بأعمال المرشد خلال المرحلة القادمة من رجال الحرس القديم، أو (مجموعة القطبيين)، لأن طلبة من القيادات القطبية القديمة".

طرف ثالث في معادلة الصراع

وفي الإطار نفسه يرى المحلل لشؤون الجماعات الإسلامية في مصر، خالد الزعفراني، أن قيادات الإخوان في الجبهتين ما عاد لهما سيطرة فعلية على شباب التنظيم.

ويعتقد الزعفراني أن تنظيم الإخوان تعرض لهزيمة ساحقة خلال السنوات الأخيرة من النظام المصري، أربكت حساباته الداخلية، وضيقت عليه الأرض، وبات معلنا حتى لقيادات التنظيم وشبابها أن كافة الثوابت والأدبيات التي تربى أبناء التنظيم عليها في مهب الريح.

وتعيش الجماعة الإرهابية حالة من التخبط الداخلي الشديد، خلال الآونة الأخيرة، وسط حالة من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة بالتخوين والتشكيك في الذمم.

ولا تزال جبهة لندن التي يقودها القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير، تسيطر على مقاليد الأمور لتمتعها بنفوذ دولي واسع.

بينما تسعى الجبهة الأخرى التي يرعاها الأمين العام السابق للإخوان محمود حسين من أنقرة للقضاء على الأولى بضربة قاصمة ولإقصاء منير عن منصبه، مستمداً قوته من الغطاء المالي الذي يتمتع به كونه أحد أهم رؤوس الحربة المسيطرين على مقاليد الأمور المالية للتنظيم الدولي للإخوان.

ويأمل حسين على ما يبدو أن يمنحه طلبة قدرة على الإطاحة بمنير والانفراد بموارد الجماعة في الخارج.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية