مصطفى طلبة: هل ينهي أزمات الإخوان الداخلية أم يفاقمها؟

مصطفى طلبة: هل ينهي أزمات الإخوان الداخلية أم يفاقمها؟


16/01/2022

على وقع النزاع الدائر بين الجبهتين المتنازعتين داخل صفوف جماعة الإخوان، وهما جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، برز اسم مصطفى طلبة، وهو الممثل الرسمي للّجنة القائمة بأعمال المرشد العام التي شكّلها مجلس شورى الجماعة بإسطبنول نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد قرار عزل منير.

وطالبت العناصر الإخوانية الموالية لجبهة حسين منح القائم الجديد بعمل المرشد صلاحيات واسعة مع تحديدها، وإعلانه بها رسمياً من جانب أعضاء مجلس الشورى العام، وأن يصدر مجلس الشورى قرار تكليف رسمي باسم القائم الجديد، وإخطار صفوف الجماعة به.

عمرو فاروق: طلبة له باع طويل في العمل التنظيمي والقيادي داخل الإخوان، وله علاقات دولية واسعة باعتباره كان مسؤولاً مباشراً عن علاقة الإخوان الدولية

هذا، ودعت عناصر الجماعة إلى تشكل لجنة أساسية تكون داعمة للقائم الجديد، ولمدة (3) شهور، لحين تثبيت أركان عمله، وتزويدها بالخبراء من الاستراتيجيين والسياسيين والإعلاميين، مع إنشاء مركز إعلامي قوي يكون داعماً لعمل القائم، ومشرفاً على تمرير رسائله إلى صفوف الجماعة في الداخل والخارج، وكذلك قادة وحكومات دول العالم.

واقترحت قيادات الجماعة أن تكون مهمّة الفريق الإعلامي التسويق لقرارات المرشد الجديد، ورصد ردود الأفعال سلباً وإيجاباً، والردّ الفوري على الشبهات، والتواصل مع المؤسسات الدولية والبحثية ومراكز الدراسات لتقديم صورة ذهنية متطورة عن الجماعة وعملها وأدائها وأهدافها.

وحول تعيين طلبة، يرى المحلل في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو فاروق، في تصريحات نقلتها عنه صحيفة "العين" الإخبارية، أنّ مصطفى طلبة له باع طويل في العمل التنظيمي والقيادي داخل الإخوان، وله علاقات دولية واسعة باعتباره كان مسؤولاً مباشراً عن علاقة الإخوان بالمخابرات التركية وبعدد من أنظمة المخابرات في العالم، ولهذا جاءت تزكيته ليكون شخصاً نافذاً في أكثر من جهة ودولة".

فرغلي: إعلان مصطفى طلبة قائماً بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان سبّب انهياراً داخلياً في الجماعة، وقد يؤدي هذا إلى إعلان مرشد ثالث للجماعة

الأمر الآخر الذي يمتلكه طلبة، بحسب فاروق، هو إدارة مجموعات اقتصادية كبرى، وبالتالي، فإنّ حركة الإنفاق والاستثمار من خلاله ستكون أسهل، فضلاً عن الدعم المالي العائد من وراء تنصيبه ستكون له آثار كبرى.

بدوره، أكّد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي أنّ إعلان مصطفى طلبة قائماً بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان سبّب انهياراً داخلياً في الجماعة، وقد يؤدي هذا إلى إعلان مرشد ثالث للجماعة، موضحاً أنّ ما يحدث في صفوف الإخوان من خطوات متلاحقة وسريعة، هو بسبب إبراهيم منير ومحمود حسين.

وأوضح فرغلي، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة والناس: إنّنا الآن أمام جماعتين، كلّ جماعة لها قائد، ووسائل إعلامية، ومجلس شورى، وهذا الانقسام والاحتراب الداخلي سيؤدي إلى انشقاقات أخرى.

وتابع فرغلي: أنّ "تركيا وبريطانيا تريدان الاستفادة من إعادة تأهيل جماعة الإخوان، إبراهيم منير يمثل الجانب البريطاني، ومحمود حسين يمثل التركي، وهناك فريق ثالث يؤمن بالعمل الثوري المسلح، وفريق رابع موقفه مجمّد، وفريق انشقّ عن الجماعة، وهذا الأمر ليس في مصر فقط، ولكن في دول عربية أخرى".

ومصطفى طلبة، هو نائب رئيس مجلس شورى الإخوان بتركيا، ويحظى بعلاقات وثيقة مع السلطات التركية، ويدير مجموعة ضخمة من استثمارات وأموال الجماعة.

والمرشد الجديد طبيب وأستاذ في الجراحة العامة، وحاصل على الجنسية البريطانية، واسمه بالكامل مصطفى فهمي طلبة حسن، ومسؤول مع شقيقه علي فهمي طلبة عن إدارة استثمارات ضخمة من أموال الإخوان.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية