معلّمو إيران يضربون من جديد.. تفاصيل

معلّمو إيران يضربون من جديد.. تفاصيل


14/11/2018

أضرب المعلمون في مختلف مدن إيران، أمس، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، وسياسات خصخصة التربية والتعليم، والقمع الأمني وتطبيق الدوام الكامل للمعلمين.

وبدأت، أمس، الجولة الثانية من إضراب المعلمين الإيرانيين، بعد مرور شهر على جولة الإضراب الأولى، وفق ما أورد موقع "إيران إنتل".

المعلمون يضربون احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وسياسات خصخصة التربية والتعليم والقمع الأمني

وأصدر المعلمون المضربون بياناً أشاروا فيه إلى أنّ السبب وراء إضرابهم؛ هو احتجاجهم على أوضاعهم المعيشية، وخصخصة التعليم، وقمع المعلمين عبر تطبيق سياسة العمل ليوم كامل.

ودعت اللجنة التنسيقية للتنظيمات النقابية إلى الإضراب، الذي يستمر لمدّة يومين، إلى أن يمتنع المعلمون عن دخول الفصول الدراسية، وأن يمكثوا في استراحة المدرسين.

ومن ناحية أخرى؛ توجهت اللجنة التنسيقية، في بيانها، لمؤسسات الدولة، قائلة: إنّ "مؤسسات الدولة وأجهزتها تعلم جيداً أنّ التنظيمات النقابية واللجنة التنسيقية مرخصة وقانونية، وفق مادّتي 26 و27 من الدستور، كما أنّ الاحتجاج حقّ دستوري للمعلمين".

ورفض البيان محاولات التشويه المتعمدة التي يمارسها الإعلام الحكومي ضدّ المعلمين، محاولاً تصوير إضرابهم بأنّه سياسي وليس فئوياً.

يذكر أنّ المعلمين قاموا بجولة سابقة من الإضراب، في 14 و15 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على خلفية "الغلاء والتضخم وانخفاض القدرة الشرائية للمعلمين واستمرار اعتقال نشطاء النقابات التعليمية".

وتزامناً مع ذلك؛ قام الأمن الإيراني باعتقال محمد رضا رمضان زادة، رئيس نقابة خراسان الشمالية ومدير لجنة تنسيقيات نقابات المعلمين الإيرانيين، في مدينة بجنورد.

وحمل المعلمون المضربون لافتات كُتب عليها ما يفسر إضرابهم، ومنها: "الاحتجاج على خصخصة المدارس، وعدم تحسن الأوضاع المعيشية، واستمرار اعتقال نشطاء النقابات التعليمية".

ونشر الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو، تظهر رفض المعلمين دخول الفصول الدراسية، في 26 مدينة إيرانية، أهمها: كرج، وأصفهان، ومازنداران.

وذكرت بعض التقارير الصحفية آنذاك؛ أنّ الأمن الإيراني حذر مديري المدارس من نشر صور الإضراب، لما لها من تبعات داخلية وخارجية؛ حيث جاء إضراب المعلمين بعد خطوات مشابهة لسائقي الشاحنات، نتج عنها اعتقال أكثر من 200 شخص.

كما تداول النشطاء الإيرانيون في الجولة الأولى من الإضراب "هاشتاغاً" تحت عنوان "#تحصن_سراسر_معلمان"، أي إضراب عام للمعلمين، لمتابعة آخر أخبار الإضراب ونتائجه.

وبسبب الصدى الواسع الذي أحدثته الجولة الأولى من الإضراب، قامت السلطات الإيرانية باعتقال بعض نشطاء نقابات المعلمين في مدن مختلفة، كما تم استدعاء عدد من المعلمين إلى المؤسسات الأمنية والأجهزة القضائية.

لكن وزارة التربية والتعليم لم تبدِ أيّ ردّ فعل تجاه إضراب شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، الذي استمر ليومين، كما امتنع وزير التربية والتعليم، محمد بطحائي، عن التحدث مع المعلمين.

ويوجد الآن ستة معلمين رهن الاعتقال في السجون الإيرانية هم: محمد حبيبي، ومحمود بهشتي لانغرودي، وإسماعيل عبدي، ومحمد ثاني، وروح الله مرداني، وبختيار عارفي، وذلك بسبب نشاطاتهم النقابية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ دخول المعلمين في جولة جديدة من الإضراب، أمس واليوم، يدلّ على أنّ الدولة الإيرانية لا ترغب، أو لا تقدر، على التعامل الإيجابي مع قضايا المعلمين الملحّة، وتحسين أوضاعهم، وأنّ الأداء الوحيد القابل للتصاعد في الأيام القادمة؛ هو المواجهات الأمنية للمعلمين، وهو ما يرشّح تفاقم الأزمة أكثر.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية